الخميس، 14 فبراير 2013

إدارة الذات بين الإهتمام والإلتزام

هناك فارق كبير بين الاهتمام بهدف أو طموح ما وبين الالتزام في تحقيقه، فكثير منا لديه قائمة بالأهداف والطموحات، ولكنه غير قادر على تحقيقها لأنه لا يملك الإرادة الصادقة ومهارات إدارة الذات التي تمكنه من توجيه قدراته نحو ما يصبو إليه.
 
لقد حضر العديد منا دورات في إدارة الذات التي غالباً ما تثير فينا الحماس للتغيير إلى الأفضل، ولكن سرعان ما تخبو تلك الحماسة لأننا لم نستطع الانتقال من دائرة الاهتمام إلى دائرة الالتزام بالتغيير وتحقيق الأهداف، فالالتزام يعني انك تقرر وتبدأ العمل بالخطوات التنفيذية التي توصلك لهدفك، فحينها يكون التزامك قوة تدفعك للعمل والاستمرار رغم كل الظروف والصعوبات التي تواجهك، وحينها ستجني قوة في إدارة ذاتك تمكنك من توجيه مشاعرك وأفكارك وإمكاناتك نحو الأهداف التي تطمح لها.
 
إن إدارة الذات تشمل العديد من المهارات الرئيسية مثل (تحديد الأهداف – تنظيم الوقت السيطرة على الذات – تعزيز الثقة بالنفس – إتقان فن التركيز – كيف تدير أعمالك وتتخذ قراراتك... وغيرها)، ولعل أفضل مهارة تجنيها عند نجاحك في إدارة ذاتك هو قدرتك على السيطرة والتحكم في مشاعرك وأفكارك وتوجيهها نحو ما تصبو إليه، لأن الشخص الذي لا يستطيع التحكم بمشاعره لن يستطيع التحكم بمسار أفكاره، ونتيجة لهذا التفاعل النفسي والعقلي ستكون أفكاره مشتتة وقراراته غير مناسبة، لذا فالنجاح في هذا الجزء من إدارة الذات والمتعلق بإدارة مشاعرك وأفكارك سيجعلك قادراً على رفض أي أفكار أو مشاعر سلبية تنتابك وتعيقك عن رحلة النجاح، وستلاحظ بوضوح قدرتك على التحكم بردود أفعالك وستكون كذلك متمكناً من تبني الأفكار والمشاعر الإيجابية التي تدفعك للعطاء والإنجاز.
 
أخيرا إن النجاح في إدارة ذاتك سيفتح لك آفاقاً جديدة عن نفسك وقدراتك وستكون أقدر على قيادة زمام نفسك نحو ما تريد من غير أن تحزن على ماضيك، ومن غير أن تقلق على مستقبلك، وستكون حينها قادراً على إدارة مسؤولياتك في الحياة بكل جدارة، فلا تتأخر وابدأ الآن بتطوير قدراتك في إدارة ذاتك ولا تجعل أفكارك وقناعاتك والأصوات المحبطة التي حولك تثنيك عن ذلك، وتذكر دائماً ان «حياتك من صنع أفكارك».

الأحد، 3 فبراير 2013

أخلاق المهنة والعدو الأكبر في اليابان

 

المهن التي يمارسها الأفراد في أي مجتمع، تعتبر بمجموعها إحدى الأدوات التنفيذية الرئيسية في تحقيق أهداف وتطلعات الشعوب والجماهير، لذا نجد أن الدول المتقدمة تبادر دائماً في تشريع القوانين وترسيخ الثقافات التي تعزز أخلاق المهنة. ولا غرابة في ذلك، لأن أخلاق المهنة تندرج تحت المسؤولية الأخلاقية. والتي هي أوسع وأشمل من المسؤولية القانونية، لأنها تتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره، وأي مجتمع يفقد المسؤولية الأخلاقية لدى مواطنيه، فهو فاقد لركن أساسي لنهضته.
إن أخلاق المهنة عبارة عن الأخلاق الواجب توافرها في العاملين، وفي بيئة العمل لمؤسسة ما أو لمهنة معينة، وهي تشمل أخلاق الأداء المثالي للمهنة، وأخلاق مزاولة المهنة، وكذلك أخلاق التعامل مع المستفيدين من المهنة وزملاء العمل. ولكم أن تتصوروا الضرر الواقع على المجتمع في حال مزاولة المهن من غير أخلاق. لذا فالحديث عن أخلاق المهنة قد يكون مجرد تنظير، وقد يكون واقعاً حقيقياً إذا أردنا ذلك من خلال عدة وسائل، إحداها تدريس أخلاق المهنة جنباً إلى جنب مع المعرفة الأكاديمية. فكلاهما لا يستغني عن الآخر، ومن خلال كذلك صناعة القدوات المجتمعية التي تكون نموذجا لأفراد المجتمع. ودعوني أصارحكم بشيء، وهو أن مجتمعنا مملوء بكثير من النماذج المعروفة، والتي يشار إليها بالبنان، ولكن بعضا منها وللأسف الشديد عندما يُخير بين جانب الربح والمادة، وجانب أخلاق المهنة، فإنه عادة ما يميل إلى الجانب الأول، على حساب الجانب الثاني. والتناقض العجيب بأن هؤلاء لا يزالون مستمرين في تنظيرهم حول أهمية أخلاق المهنة، ويطرحون بعض نماذج الدول المتقدمة في حواراتهم، وهم أبعد ما يكونون إلى ما يدعون إليه، حتى أثروا سلبا في قناعات الجيل القادم.
ومن يرى واقعنا وواقع اليابان مثلا، يتمنى لو أن شعوبنا تقتبس جزءاً كبيرا من الشخصية اليابانية. ولقد أعجبني وصف الكاتب الدكتور حسين حمادي للشخصية اليابانية في كتابه المتميز «أسرار الإدارة اليابانية»، حيث يقول: «فالشخصية اليابانية منضبطة،‏ تقدس الوقت،‏ وتحترم النظام‏،‏ وتبدع من ضمن الفريق الواحد‏،‏ وتلتزم وبشدة بآداب التعامل‏،‏ وأخلاقيات المتاجرة رفيعة وموصوفة بالصدق والأمانة‏.‏ وهناك إحساس عام بالأمن والأمان في اليابان، لتوافر الوظيفة المنتجة والتأمين لمعظم الخدمات الاجتماعية‏.‏ وهذه الأخلاقيات نابعة من الاهتمام بالبرامج التعليمية المتعلقة بالأخلاقيات والسلوك للمواطن‏، ومنذ الصغر في البيت والمجتمع والمدرسة‏.‏ كما أن محاسبة القانون صارمة للمخالفين.. ولا يرحم القانون الياباني الغني أو الفقير‏،‏ الوزير أو الغفير‏،‏ فحينما تكتشف المخالفات‏،‏ تدرس أسباب حدوثها،‏ ويحاسب مرتكبوها‏،‏ ويمنع تكرارها‏.‏ بالإضافة إلى أن القيم المجتمعية اليابانية تفرض على الشخص الاعتذار‏، لذلك يعتذرون ويعترفون بأخطائهم في معظم الأحيان‏».
‏ أخيرا تقول الحكمة اليابانية « الإهمال هو العدو الاكبر».


عمر سالم المطوع

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...