الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

الأنماط القيادية فى المنظمات التطوعية


16- سلسلة نحو إدارة عمل تطوعى متميز




الحوار والنقاش يولد الأفكار التي قد تكون بداية حل لوضع عالق أو مفتاح جديد لتغيير فهمنا لبعض الظواهر التي تعتري عمل المنظمات التطوعية . فمن حكم تخصصي في إدارة المنظمات التطوعية  ،لاحظت الكثير من النقاش الذى يتداوله المتطوعون يركز على الدور القيادي المفقود في المنظمات التطوعية ،  أو ما هو الدور الذى يجب أن تقوم به قيادة المنظمة التطوعية حتى ترتقى بأدائها وتحقيق رسالتها .

وأود هنا في هذه السطور أن أسلط الضوء لفهم جديد نسبيا لموضوع القيادة بدء بالإنتشار والتوسع في بداية التسعينات ، والذى يركز على الإدراك والذكاء العاطفى وعلاقته بنوع وأسلـــــــــوب القيادة والذى استقيته من أبحاث العالم دانيل جولمان ومن ضمنــــــــــــــــــها كتــــــــــــــــــابه     Primal Leadership  ، الذى يؤكد فيه إن القيادة ليست مختبر تجارب تخوض فيه حتى  تجد النوع المناسب لك ، بل هو مبنى على التعرف على كل  حالة وإختيار الأسلوب المناسب لها.

يرى دانيل جولمان  أن هناك ستة أساليب وأنواع مختلفة للقيادة، والقادة الناجحون هم الذين يستخدمون كل هذه الأساليب، ويستخدمون الأسلوب المناسب بناء على متطلبات الموقف،فجميعها يمكن أن تشكل جزء من فكر وممارسات القائد.  
  
لذا دعونا نتعرف على الأنماط والأنواع  المختلفة للقيادة بعدما قمت بتكييفها على أسلوب العمل في المنظمات التطوعية ، وهى على النحو التالى :

1-ذو الرؤية أوصاحب الحلم:
 هذا الأسلوب يتناسب جداً عند الحاجة إلى إتجاه جديد داخل المنظمة التطوعية، هدف هذا الأسلوب هو توجيه المتطوعين  والعاملين إلى الأحلام ورؤى مشتركة. القائد ذو الرؤية هو الذي يوضح هدف المنظمة وليس كيفية الوصول لهذا الهدف، تاركاً لهم حرية التجديد والتجربة والقيام بالمخاطرات المدروسة.

2-المدرب أو المرشد:
يعتمد هذا الأسلوب على تدريب كل شخص على حدى، مركزاً على تحسين مهاراتهم وتعليمهم كيفية تطوير الأداء، ويربط بين أهدافهم وأهداف المنظمة . هذا الأسلوب ينجح مع المتطوعين والعاملين الذين يبدون رغبة في تحسين أدائهم، ولكن قد يأتي بأثر عكسي إذا أدى هذا الأسلوب إلى الإهتمام المبالغ بالتفاصيل الإدارية، و إضعاف ثقة المتطوعين بأنفسهم .

3-المتناغم:
 هذا الأسلوب يولي إهتماماً بروح الفريق، ويخلق إنسجاماً داخل الفريق التطوعى بربط المتطوعين بعضهم ببعض. أن هذا الأسلوب مهم في تقوية الإنسجام ورفع الروح المعنوية وتحسين العلاقات أو في علاج ضعف الثقة بالمنظمة ولكنه قد يكون له بعض الأثار السلبية حيث أن دعمه لروح الفريق قد تؤدي إلى عدم معالجة سوء الأداء الشخصي لبعض المتطوعين .

4- الديمقراطي:
هذا الإسلوب يعتمد على معرفة مهارات المتطوعين، وخلق التزام جماعي بالأهداف. هذا الأسلوب يجدي نفعا عندما يكون الإتجاه الذي يجب أن تتبعه المنظمة  غير واضح, والقائد يحتاج إلى فكر ورأي الجميع. وهنا تجدر الإشارة أن أسلوب توافق الاْراء قد يؤدي إلى كارثة في وقت الآزمات. لأن هذه الآزمات تحتاج إلى قرار سريع.

5-القدوة او المثالي :
 في هذا الأسلوب يضع القائد مقاييس جودة مرتفعة. فهو مهووس بالإتقان والسرعة في الأداء، وينتظر ذلك من الجميع. ولابد الإعتدال في هذا الأسلوب، لأنه قد يضعف الروح المعنوية ويشعر المتطوعين بالفشل ويسمم بيئة لعمل.

6-المسيطر:
هذا هو الأسلوب التقليدي - للقيادات العسكرية - وهو الأكثر إستخداماً والأقل تأثيراً، لأنه قلما يحتوي على التحفيز وغالباً ما يعتمد على نقد المتطوعين ويضعف الروح المعنوية ،لذا فإن هذا الأسلوب ينفع فقط في الآزمات، عند الحاجة إلى القرارات السريعة.

الخلاصة:

إن الأنواع والأساليب السته التي تم ذكرها تفتح لنا أفقاً جديداً في طريقة  فهم و إختيار القيادات التطوعية بناء على المرحلة والظروف التي تمر بها المنظمة التطوعية ، فقد تكون المنظمة التطوعية والمتطوعون بحاجة الى  تعزيز أجواء  التناغم والأنسجام  لتحقيق رسالة المنظمة التطوعية والقيادات لعدم إلمامها بالواقع  لازالت قابعة  في ممارسة دور القائد( ذو الرؤية أو صاحب الحلم) ولا تريد أن تمارس غير هذا الدور أو لا تستطيع ممارسة أدوار أخري تحتاجها المنظمة التطوعية ،ولعل قيادة المنظمة التطوعية كانت تمارس دور (المسيطر )  لفترة طويلة في إدارتها للمتطوعين وقررت تغيير طريقتها  الى أجواء يسودها الإنفتاح وزيادة نسبة مشاركة المتطوعين في قرارات المنظمة من دون ممارسة دور ( المدرب او المرشد ) مما أوقعها بفجوة أبطأت من مستوى أدائها وأفقدتها الكثير من المتطوعين .

إن فهم القيادة وفق منظور الإدارك العاطفى الذى ذكره  العالم دانيل جولمان  يساهم في تطوير ممارسات الجهات الإشرافية والقيادية في المنظمات التطوعية من خلال تبنى الأساليب القيادية بناء على الظروف والمرحلة أو من خلال إيجاد فريق قيادي تتنوع فيه الأنواع والأساليب القيادية التي تحتاجها المنظمة التطوعية  والمتطوعون .



د.عمر سالم المطوع


الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

الذكاء الثقافى

 إعداد:دعمر سالم المطوع



إن بيئات العمل المختلفة التى تحتوى على  ثقافات متنوعة ، يحتاج القادة والمدراء فيها ان يكون لديهم القدرة التى تمكنهم من  التعامل مع ذلك التنوع الثقافى الموجود فى بيئة العمل وان يقوموا بأداء المسئولية التى على عاتقهم بكل نجاح ، ومن الوسائل التى تمكنهم من ذلك هو التميز بالذكاء الثقافى.

ماهو الذكاء الثقافي؟
 هو قدرة الفرد على الأداء بفاعلية في مناخ مختلف ثقافيا على مستوى التعامل مع الأفراد والمنظمات ، اوبمعنى اخر هو قدرة الفرد على التكيف مع الثقافات الاخري. إن هذا النوع من الذكاء يتطلب تفاعل فى ثلاث جوانب فى شخصيتك.


ماهى الجوانب الثلاث ؟

لكى تنمى هذا النوع من الذكاء فأنت بحاجة ان يكون لديك تفاعل فى ثلاث جوانب فى شخصيتك  وذلك حسب دراسة
 Christopher Earley and Elaine Mosakowski


وتلك الجوانب الثلاث على النحو التالي:

ا-العقل/ الادارك: وهو ان تكون مدرك  لإختلاف الثقافات الموجودة فى بيئة العمل ومتفهم كذلك لطبيعتها.

ب-العاطفة/ مشاعر:وهو ان تظهر مشاعرك وأحاسيسك التى تعكس تفهمك وتقديرك  للثقافات المختلفة التى يتبناها الأفراد  الذين تتعامل معهم وكذلك المنظمات.

ج-الجسم/ الفعل:  وهو ان يكون لك مواقف وأفعال تعكس  مدى  فهمك لثقافة الاخرين.

ماهى الخطوات التى تحتاجها لتنمية الذكاء الثقافى عندك؟

١- قيم جوانب القوة والضعف  فى الذكاء الثقافى الذى عندك.
٢- ابدا بالتدريب والتطوير لمعالجة جوانب الضعف التى عندك .
٣-مارس التدريب الذى تعلمته فى واقعك اليومي.
٤- اعمل على تنسيق اجواء دعم داخل المنظمة تساعدك على تطوير قدراتك فى هذا الجانب.
٥- تواجد فى أوساط ثقافية مختلفة وركز على قدراتك .

٦- أعد تقييم قدراتك وجوانب القوة والضعف لديك و ابدأ بتدريب ذاتك فى جوانب الضعف.

الأحد، 6 نوفمبر 2016

السعادة .. ممارسة




بقلم:د.عمر سالم المطوع

فى عام 2005 نُشرت نتائج  دراسة علمية حول اثر تذكر الأحداث الايجابية والانجازات على الجانب النفسي، فقد اجريت  الدراسةعلى عينة  تتراوح اعمارها بين(٣٠ - ٥٥) ،وقد طلب من كل مشارك  كتابة   ثلاث احداث حصلت له فى يومه بشرط ان تكون تمت بشكل جيد وإيجابي وذلك فى كل ليلة و لمدة ثلاث شهور متواصلة.

وبعد مضى ثلاث شهور لاحظ الباحثون ازدياد مشاعر السعادة والرضا عند عينة الأشخاص محط الدراسة ولاحظوا كذلك انخفاض مستوى مشاعر الاكتئاب والسلبية لديهم على الرغم من عدم انتظام البعض منهم بالتدوين بشكل يومي.

لقد كانت لى تجربة شخصية  مشابهة لذلك فى عام ٢٠١٣ ، حيث قمت بتدوين الأنشطة والاحداث والأشخاص والأماكن  التى تحقق لى نوع من الرضا والسعادة والسرور ولازلت احتفظ  بتدوينات هذه التجربة  التى مارستها لمدة خمسة شهور ، ولقد استفدت منها   كثيرا ، حيث كان لها أثرإيجابي فى حياتى وفى تغيير بعض سلوكياتى الى الافضل واصبح لدي مرجع مهم للانشطة التى تسعدنى.

مرجع الدراسة:
Positive psychology progress: empirical validation of interventions.

Seligman ME, et al. American Psychologist. 2005 Jul-Aug;60(5):410-21



الأحد، 23 أكتوبر 2016

إختيار القيادات بين الصفات والنتائج

15- سلسلة نحو إدارة عمل تطوعى متميز



عندما تواجه المنظمة التطوعية منعطفات شديدة فى مسيرتها والتى قد  تؤثر على على أدائها وسمعتها ،نشاهد ونلاحظ  تفاعل  مجلس ادارة المنظمة التطوعية أو( من يتولى مسئولية الإشراف على المنظمة) فى البحث عن متطوعين يتسمون بصفات قيادية لتكليفهم وإقناعهم بتولي مسئولية أدارة او قيادة المنظمة بشكل كلي او جزئي ، وعادة ما يكون التركيز على الصفات التى يجب أن يتحلى بها المتطوع والتى تؤهله لتولى المنصب القيادي وذلك لإنقاذ المنظمة التطوعية من معاناتها .

ان التفكير بهذه الطريقة( التركيز على الصفات القيادية فقط) قد لا يكون هو الوسيلة المناسبة لإيجاد قيادات فاعلة تتولى المسئولية في المنظمة ولعل الطريقة الأنسب للاختيار هو التركيزعلى عنصرين أساسيين معا وهما:

1-    الصفات : والمقصود بها الصفات التى يجب ان يتحلى المتطوع الذي سيتولى المسئولية القيادية
2-    النتائج   : والمقصود بها النتائج المرجو تحقيقها فى حال تسليم هذه المهمة القيادية للمتطوع الذي سيقع عليه الاختيار.

ولقد تطرق الباحثون من جامعة ميشغن* فى دراسة حول مفهوم إختيار القيادات بناء على النتائج المرجو تحقيقها ، حيث أوضحوا محتوى  معادلة القيادة الفاعلة على النحو التالى :

                      القيادة الفاعلة = الصفات X  النتائج

ولست هنا بصدد ذكر الصفات القيادية ولا النتائج المرجو تحقيقها فى المنظمة التطوعية ، فلكل منظمة تطوعية رؤيتها ورسالتها وأهدافها ، ولكن أود أن أؤكد أن النتائج المرجوة يجب أن تحقق (الرضا) لأربع عناصر رئيسية :
1-    العاملين والمتطوعين داخل المنظمة .
2-    سمعة المنظمة التطوعية.
3-    المستفيدون من خدمات المنظمة التطوعية .
4-    إستراتيجية المنظمة وما تشمله من ( رؤية- رسالة –أهداف)


ختاما:
هى محاولة لتغيير طريقة تفكيرنا فى إختيار المتطوعين لشغل المناصب القيادية فى المنظمة التطوعية، وذلك للإرتقاء بمستوى الممارسات الإدارية التى تتعامل بها المنظمة التطوعية مع المتطوعين ، ولعل التفكير فى النتائج المرجوة يفتح لنا إفاق جديدة  أخرى منها على سبيل المثال: مستوى ونوع البرامج التدريبية التى يجب أن تقدمها المنظمة  للمتطوعين حتى يكونوا قادرين على تحقيق النتائج المرجوة .



د.عمر المطوع



مراجع:
*Result – Based leadership
DaveUlrich-Jack Zenger- Norm Smallwood


الاثنين، 18 يوليو 2016

تأملات فى الشخصيات


تعاملاتنا اليومية مع الأشخاص المحيطين بنا تعتبر ممارسة تلقائية ، وتلك الممارسة ما أن نتأمل فيها جيداً من خلال التعرف على ردود أفعال الأشخاص وطبيعة تفكيرهم إلا ونجنى منها فوائد رائعة تساعدنا في الارتقاء بذواتنا وفى فهم الإسلوب الامثل للتعامل مع الاخرين الذين يحيطون بنا .

ولقد تأملت في طبائع بعض الشخصيات وطريقة تفكيرها و تحليلها للأمور  ووجدت فيها بعض الصفات الآتية:

1)    الاعتقاد بالتشابه:
فالبعض يعتقد أن الناس تفكر وتحلل بنفس الطريقة التي يمارسها، ومثل هؤلاء ينزعج إذا اكتشف إنهم يختلفون عنه .
2)    الأبيض والأسود:
و هؤلاء يرون الأمور إما جيدة أو سيئة ويصعب عليهم تقييم الموضوع بمنظور آخر.
3)    المطابقة:
وهذا الصنف يرى الأشياء ويعتقد بها ويؤيدها عندما يرى من حوله قد استحسنها فيعتمد رأيه الشخصى بالمطابقة.
4)    أسير العاطفة:
وهؤلاء الأشخاص تحليلهم للأمور يطغى عليه الجانب العاطفي ويجدون صعوبة فى الإنفكاك من ذلك .
5)    إعطاء هالة للآخرين:
هؤلاء مغرمين بإعطاء هالة للآخرين ، مما يؤثر على قناعتهم وثقتهم برأيهم الشخصي .
6)    الأولوية لمن هم حولي:
فهؤلاء يعطون  الأولوية للمجموعة المغلقة التي حولهم وعادة ما تؤثر تلك المجموعة على رأيهم  وتحجب عنهم التفكير بطريقة أو أخرى.
7)    التصنيف وإعطاء الأوسمة:
وهؤلاء الأشخاص طريقة تفكيرهم تقودهم الى تصنيف  الأشخاص والمواقف وإعطاء الأوسمة، وهؤلاء يجدون صعوبة فى تغيير انطباعهم بل كثير من قراراتهم تبنى على الإنطباع  الذى إتخذوه اول مرة .  
8)    التعميم:
العلامة المميزة لهؤلاء أنهم يعممون انطباعهم  بسبب المواقف والتجارب التي حصلت لهم سواء كان هذا الإنطباع سلبي او إيجابي  على مواقف وتجارب أخرى مستقبلية .
9)    التوصيف:
وهو صنف يحسن التوصيف ولكنه ينقصه تحديد الأسباب الرئيسية للمشكلة أو تجده يركز على الجزئيات ويتجاهل الكليات.
10)   التفكير المستمر:                                                                           
   والبعض شغله الشاغل التفكير والتحليل الزائد ويظن إن ذلك سيقوده إلى الحل ولايدرى إن ذلك يقوده للقلق.
11)    الواجب عليك:
وهذا الصنف يقيم الأمور بإسلوب مثالي وتوجيهي فتراه دائما يستخدم كلمة من( الواجب عليك) حيث يوجد فى ذهنه صورة مثالية يستقى منها توجهاته وأرائه دون إعتبار للمتغيرات التى حوله .
12) فقدان السيطرة:
وهؤلاء دائماً يستقون قراراتهم  على فرضية إن الموضوع خارج سيطرتهم او يتحمله أشخاص اخرين.
13) الردود السريعة:
وهؤلاء ردود أفعالهم سريعة ويغلب عليها عاطفة كبير  وتفكير بسيط  .
14)  التقليل :
وهذه الشخصيات من طبيعتها التقليل من حجم اي إنجاز أو نجاح يقومون به أو يقوم به الاخرون ، وهذا الإسلوب يؤثر على الكثير من قرارتهم وثقتهم بإمكانياتهم.


ختاماً:
إن الحكمة تدعونا الى التأمل والاستفادة من تجارب الاخرين ،وربما ملاحظاتنا وتأملاتنا  يكون فيها الكثير من الفوائد إذا نظرنا إليها بجديّة، وتعلمنا من فحواها ومضامينها لتطوير طريقة تعاملنا مع الاخرين.


د.عمر سالم الطوع


السبت، 25 يونيو 2016

الفريق المسئول "الخيار المفقود"

في أثناء مشاركتي  في أحد ورش العمل في كلية هارفرد لإدارة الأعمال   في مدينة بوسطن ، تبين لى أهمية  التفكير والإنتاج الجمعي لبناء المشاريع الكبيرة والمحافظة على إستدامتها .

إن التفكير والإنتاج الجمعى  أحد المرتكزات الرئيسية التي نفتقدها في ثقافة بيئات العمل التي نتعامل معها بشكل يومي وهذا المفهوم يستلزم تغيير بعض السلوكيات في أساليبنا الإدارية  منها مثلًا  :
   
  ان نتخلص من فكرة  " انت المسئول  "  فتحمل إذاً تبعة المسئولية الملقاه على عاتقك .

ونستبدلها :

نحن " الفريق المسئول " وسنتعاون جميعا لكى نستمع بالانجاز الذى سنحققه فى  مشاريعنا القادمة

ان الخيار الاول :

يجعلنا ننظر للمسئولية كضريبة ومعاناة ندفعها  لأخذ اكبر نصيب من الكعكة بغض النظر عمن ساعدك فى الانجاز  ، وهذا الخيار  يظهر لنا بعض الممارسات المضرة على بيئة العمل منها على سبيل المثال:

- تكليف الاخرين من ابراج عالية دون فهم الواقع.

-التعامل مع واقع العمل اليومي  من زاوية مادية بحته.

- التهرب من النتائج الفاشلة والقاء اللوم على الاخرين.


اما الخيار الثانى:

فيجعلنا ننظر للعمل والمشاريع كفرصة رائعة نجتمع عليها لتحقيق احد اهدافنا في الحياة  ،فهذا الخيار  حتى يكتب له النجاح  يتطلب منا الآتي على سبيل المثال :

- التعاهد والتشجيع المستمر على روح الفريق وأهميته.

-أن تكون هناك  قنوات تواصل واضحة و مستمرة.

- ان يكون هناك عناصر فاعلة بالفريق ، تحسن تفهم مشاعر الأخرين وظروفهم.
 ( إنظر الى ماكتبناه بالمدونة بعنوان- حتى تكون عضوا فعالاً بفريق العمل- )

- التعبير عن الفرح والتقدير  بالانجازات التى تتم ولوكانت صغيرة.


ان استبدال الخيار الاول بالثانى لا يعنى التخلى عن المسئولية ، بل  يعنى التخلى عن اُسلوب الادارة الذى يضخم الEgo او بمعنى اخر يضخم " الانا" ويسحق " نحن ".

ختاماً
كثيرا من المشاريع التي أخفقت كانت تفتقد ( الفريق المسئول  ) المتجانس الذى يتم إختياره بعناية ودقة لتحقيق الهدف المرجو ولتحقيق الإستدامة  بما يعود بالنفع  للمستفيدين من المشروع .



د.عمر سالم المطوع 

الأربعاء، 15 يونيو 2016

حتى تكون عضواً فعالاً فى فريق العمل


 حتى تكون عضواً فعالاً وذو قيمة مضافة للفريق الذي تعمل معه فأنت بحاجة إلى ثلاث صفات رئيسية، أذكرها لك بإختصار:



 ودعني أعطيك بعض العلامات لكل صفة من تلك الصفات الثلاث:

1.    صفة التواضع:
-       وهي من أهم الصفات التي يحتاجها عضو الفريق حتى ينسجم مع الفريق ويجعله أكثر فعالية، ومن أهم علامات صفة التواضع بالنسبة لعضو الفريق الفعال:

·        لا يهتم بجلب أنظار الفريق للعمل الذي يقوم به.
·        يقدم مصلحة نجاح وتماسك الفريق على مصلحته الشخصية.
·    تراه دائماً يبرز النجاح الذي حققه هو شخصياً بإسم الفريق ،على رغم من مساهمة الفريق الضعيفة في هذا النجاح.

إن صفة التواضع يقابلها صفة الكبر والغرور، وللإسف كثير من القيادات لا تلحظ صفة الغرور والتكبر التي  قد يتصف بها أحد أعضاء الفريق طالما إنه يحقق الهدف المطلوب فتجدهم يتغاضون عنها، وهذا التغاضى لهو أثر خطير على تماسك الفريق ونجاحه على المدى البعيد.

2.    صفة الشغـــف:

-       وهذه الصفة تعنى وجود الدافع الداخلى لعضو الفريق لتحقيق الإنجاز والنجاح ، وهذه الصفة إذا افتقدها عضو الفريق فإنه يفتقد معها الحماس للمشروع ، ومن أهم علامات صفة الشغف بالنسبة لعضو الفريق الفعال التالي:

·        متعطش للإنجاز والنجاح والتطور.
·        لا ينتظر التشجيع من أحد لأداء الأعمال التى يقوم بها.
·        تجده مستعد للقيام بأدوار أخرى غير الدور المحدد له بهدف تحقيق النجاح.
·        يتطلع دائماً إلى خطوات مستقبلية في النجاح.

إن الشغف صفة يصعب غرسها في الشخص بسهولة، ومع هذا فالشخصيات الشغوفة قد يطغى عليها تعظيم (الأنا) حيث أنه قد يهتم بمصلحته الشخصية ويقدمها على مصلحة الفريق، وما يضبط ذلك التعظيم هو صفة التواضع.


3.    صفة الذكـــاء:
-       وهذه الصفة تعنى وجود القدرة على تحليل المواقف وفهم الشخصيات بشكل صحيح ، ومن أهم علامات صفة الذكاء بالنسبة لعضو الفريق الفعال التالي:

·        تراه واعياً لمآلات الأمور الممكن حصولها مستقبلاً.
·        يتمتع بذكاء إجتماعي يمكنه من التعامل بنجاح مع باقي الأعضاء.
·        يتميز بطرح أسئلة ذكية تفتح آفاق للفريق.
·        يتقـن فن الإنصات للآخرين.
·        لديـه قـدرة على تقدير وتقييم المواقف بشكل جيد.

مثل هؤلاء الأشخاص مهمين للفريق ولكنهم قد يجدوا صعوبة في تحمل تحديات العمل الجماعي، فترى كثيراً منهم ينسحبون مبكراً من الفريق  ويتمحورون حول ذواتهم.


هذه نبذة سريعة عن ثلاث صفات رئيسية يحتاجها عضو الفريق الفعال أو المثالي، وهنا أود أن أؤكد على أهمية الصفات الثلاثة مجتمعة ، وإن أي غياب أو ضعف لأي صفة من تلك الصفات قد  يقلل من فعالية العضو وانسجامه وعطاءه مع الفريق ، وهناك عدة طرق لتطوير أي نقص أو ضعف في أي صفة من تلك الصفات ، وكذلك هناك عدة أساليب يمكن استخدامها للتأكد من تحقق تلك الصفات في أعضاء فريق العمل قبل تشكيله، ولعلى أذكرها فى مقالة لاحقة.


وخلاصة ما أريد إيصاله لك :
إن بناء فرق العمل وإنسجامها ليس وليد العشوائية في القرار او موافقة طبع الشخص المتنفذ فى الإختيار ، بل هو فن ودراية  إذا أردنا لتلك الفرق أن تصنع علامة فارقة في الإبداع و النجاح.

وأود هنا اطرح  بعض التساؤلات بين أيديكم لعلها تساعدنا جميعا فى إعادة تقييمنا لإستخدام منظومة فرق العمل:

-إذا كان اداء الأشخاص بصورة فردية اعلى من أدائهم من خلال فرق العمل الجماعية ، فما الحاجة لفرق العمل؟

- هل الجهود الفردية المتميزة تحتاج منظومة لتنسيق الأعمال ام تحتاج منظومة فرق العمل الجماعى؟


أخوكم:
د. عمر سالم المطوع


-       مراجع:
The Ideal Team Player: By Lencioni 



الجمعة، 13 مايو 2016

سمات المنظمة التطوعية المترهلة

14- سلسلة نحو إدارة عمل تطوعى متميز

ان المنظمة التطوعية التي تعانى من الترهل ،عادة ماتنقل عدواها للمتطوعين الذين يعملون معها ، لذا فأود  فى هذه المقالة ان اذكر اهم سمات المنظمة التطوعية المترهلة ، حتى يكون المتطوعون  على وعي ودراية بها ولكي لا تؤثر تلك السمات على عطاؤهم التطوعي ،ولقد استقيت تلك السمات من  الباحث Clark (٢٠٠٣) و بحثه حول موضوع ( تفعيل المتطوعين فى انشطة وأعمال  المنظمة التطوعية ) حيث كان عينة الدراسة لمنظمة تطوعية تعمل فى المجال الصحى .

تعرف على السمات حتى لاتنتقل لك العدوى...

ان من ابرز سمات المنظمة  التطوعية المترهلة التالي:

  -       معاملة المتطوعين  بنفس الطريقة والاسلوب دون مراعاة الفروقات والاهتمامات الشخصية لكل متطوع .

-         عدم القدرة/عدم المعرفة  لتقديم الشرح الكافى للمتطوعين عن التغيير  الذى تود المنظمة ان تقوم  به .

-        -معاملة المتطوعين من خلال لوائح وسياسات  وانظمة غير صالحة او  غيرقابلة   للتطبيق .

-         وجود اجواء الفوضى الادارية في تنظيم  الاعمال وهى علامة سائدة فى المنظمة  .

-         ضعف او عدم التقدير لجهود وأعمال المتطوعين فى المنظمة .

-         ضعف أوعدم التفاعل مع أراء ومقترحات المتطوعين .


وهنا نجد الباحث لم يذكر عدم وجود (الرؤية والاهداف )من سمات المنظمة التطوعية المترهلة، ولعل السبب إنه من الطبيعي  أن  يكون  للمنظمات والفرق التطوعية هدف وغاية من وراء إنشائها ، وعدم ذكرها لايعنى عدم أهميتها .

التحدي الجميل لإحيائها...

ان احياء المنظمات التطوعية المترهلة ليس صعبا ولكنه  تحدى جميل  ينسجم فيه المتطوعون مع قيادة  المنظمة ضمن فرص تطوعية هادفة وفرق عمل جادة تسعى لتغيير واقع المنظمة للأفضل ،وذلك لا يمكن ان يتم في ظل وجود قيادات لا تستوعب المتطوعين وديدنها إدارة  العمل بالأسلوب السطحي الذى لا يعتنى بالتفاصيل الميدانية للعمل  ولا تعرف كيف توظف الطاقات وتنفذ  الاعمال بالشكل الصحيح، لذا نجد من اهم العوامل التي تفعل  اجواء العمل داخل المنظمة هو استيعاب وفهم  المتطوعين للتوقعات المطلوبة منهم من قبل ادارة  المنظمة التطوعية بالإضافة  الى وجود سلسلة اعمال تنفيذية واضحة المعالم من  قبل ادارة المنظمة.

ختاما :
اذا كنت متطوعاً وتريد النفع والتطوير للمنظمة التطوعية التى تعمل بها، فعمل جاهدا ً لتخلص من سمات المنظمة التطوعية المترهلة  من خلال ممارستك الإيجابية  فى العمل التطوعي  الذى تقوم فيه ،واحرص على تشجيع زملاؤك المتطوعين والثناء على الجهد الذى يقومون به ، وتذكر دائماً -فلعك تكون احد قادة المنظمة التطوعية مستقبلا- :
 " ان المنظمة  التطوعية المترهلة بحاجة الى قيادة فاعلة ومتفاعلة تنتشلها مما هي فيه من خلال (رعايتها للمبادرات الجديدة -توفير الدعم الكامل للمتطوعين من خلال التحفيز والتواصل والتدريب - بناء ثقافة المنظمة ...وغيرها )وحينها ستكون النتيجة استدامة وارتقاء وأعمال نافعة ومؤثرة ".



اخوكم

د.عمر المطوع

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...