في أثناء مشاركتي في أحد ورش العمل في كلية هارفرد لإدارة
الأعمال في مدينة بوسطن ، تبين لى أهمية التفكير والإنتاج الجمعي لبناء المشاريع الكبيرة
والمحافظة على إستدامتها .
إن التفكير والإنتاج الجمعى أحد المرتكزات الرئيسية التي نفتقدها في ثقافة بيئات العمل التي
نتعامل معها بشكل يومي وهذا المفهوم يستلزم تغيير بعض السلوكيات في أساليبنا الإدارية منها مثلًا :
ان نتخلص من فكرة " انت المسئول " فتحمل
إذاً تبعة المسئولية الملقاه على عاتقك .
ونستبدلها :
نحن "
الفريق المسئول " وسنتعاون جميعا لكى نستمع بالانجاز الذى سنحققه فى مشاريعنا القادمة
ان الخيار الاول
:
يجعلنا ننظر للمسئولية
كضريبة ومعاناة ندفعها لأخذ اكبر نصيب من الكعكة
بغض النظر عمن ساعدك فى الانجاز ، وهذا الخيار يظهر لنا بعض الممارسات المضرة على بيئة العمل منها
على سبيل المثال:
- تكليف الاخرين
من ابراج عالية دون فهم الواقع.
-التعامل مع واقع
العمل اليومي من زاوية مادية بحته.
- التهرب من النتائج
الفاشلة والقاء اللوم على الاخرين.
اما الخيار الثانى:
فيجعلنا ننظر للعمل
والمشاريع كفرصة رائعة نجتمع عليها لتحقيق احد اهدافنا في الحياة ،فهذا الخيار
حتى يكتب له النجاح يتطلب منا الآتي على سبيل المثال :
- التعاهد والتشجيع المستمر على روح الفريق وأهميته.
-أن تكون هناك قنوات تواصل واضحة و مستمرة.
- ان يكون هناك عناصر
فاعلة بالفريق ، تحسن تفهم مشاعر الأخرين وظروفهم.
( إنظر الى ماكتبناه بالمدونة
بعنوان- حتى تكون عضوا فعالاً بفريق العمل- )
- التعبير عن الفرح
والتقدير بالانجازات التى تتم ولوكانت صغيرة.
ان استبدال الخيار
الاول بالثانى لا يعنى التخلى عن المسئولية ، بل
يعنى التخلى عن اُسلوب الادارة الذى يضخم الEgo او بمعنى اخر يضخم " الانا" ويسحق
" نحن ".
ختاماً
كثيرا من
المشاريع التي أخفقت كانت تفتقد ( الفريق المسئول ) المتجانس الذى يتم إختياره
بعناية ودقة لتحقيق الهدف المرجو ولتحقيق الإستدامة بما يعود بالنفع للمستفيدين من المشروع .
د.عمر سالم المطوع