الاثنين، 20 مايو 2013

التفاؤل خيار متاح دائماً



كان هناك شخص اسمه جيري، وهو مدير لمطعم متميز، وكان دائماً في مزاج جيد، وعندما يسأله أي شخص عن حاله، كان يجيب على الفور: «أنا والخيار الأفضل دائماً توأمين»، لقد كان جيري يغمر كل من حوله بجو من التشجع والحماسة، حتى ان العديد من موظفي مطعمه تركوا وظائفهم وانتقلوا معه عندما انتقل إلى مطعم آخر، وذلك لكي يظلوا معه.


لقد كان جيري يعلم موظفيه كيف ينظرون إلى الأحداث التي تمر بهم بشكل إيجابي، حتى إن أحد موظفيه سأله ذات يوم، فقال له: كيف بإمكانك أن تكون متفائلاً وإيجابياً كل الوقت؟ فرد عليه جيري: كل صباح عندما استيقظ يكون عندي خياران أستطيع أن أكون في مزاج جيد أو أن أكون في مزاج سيئ، وأنا أختار دوماً أن أكون في مزاج جيد، وفي كل مرة يحصل شيء سيئ يكون عندي أيضاً خياران، إما أن أكون الضحية وإما أن أتعلم من الأمر. وأنا دائماً أختار أن أتعلم من الأمر، وفي كل مرة يتقدم أحد الموظفين بشكوى يكون عندي خياران، إما أن أقبل هذه الشكوى وحسب وإما أن أوضح للشخص الجانب الإيجابي من الأمر، فقال له الموظف: لكن ذلك ليس بالأمر السهل، فرد عليه جيري: إنه أمر سهل إذا أردت.. لأن الحياة بشكل عام تتعلق بالخيارات، وإذا اختصرت المواقف التي تمر معك، فإنك سوف تجد انها في النهاية تكون عبارة عن خيارات، فأنت تختار كيف تكون ردة فعلك في موقف معين، وكذلك تختار كيف سوف يكون تأثيرك على الآخرين، وتختار أيضاً أن تكون بمزاج سيئ أو جيد، وبالنهاية فإنه خيارك كيف تحيا حياتك التي تريد.


إن سلوك التفاؤل يجب أن نختاره لحياتنا الشخصية إذا أردنا أن نكون سعداء، وهو ضروري كذلك لقيادة أي مؤسسة، لأنه يبعث الأمل والطموح في نفوس العاملين، مما يمكنهم من تحقيق أهداف المؤسسة بجدارة، إن ما نتعلمه من قصة جيري هو ان طريقة نظرتنا للأحداث هي التي تحدد مستوى تفاؤلنا وإيجابيتنا في الحياة. ودعني أعطيك مفتاحا جيدا يساعد في تنمية التفاؤل لديك، وهو إنه في حال حصول حدث سلبي لك فلا تفترض ديمومة ذلك الحدث، ولا تجعل مشاعره السلبية تعم باقي أحداث حياتك المضيئة، اما في حال حصول حدث إيجابي لك فافترض ديمومة ذلك الحدث وعمم مشاعره الإيجابية على باقي مواقف حياتك الأخرى، إن تعميم وافتراض ديمومة المشاعر السلبية للحدث المؤلم الذي حصل لك هو الذي يكرس فيك صفة التشاؤم، وعلى عكس ذلك فتعميم وافتراض ديمومة المشاعر الإيجابية للحدث المفرح، الذي حصل لك، هو الذي يعزز روح الإيجابية والتفاؤل في شخصيتك.


أخيراً، تذكر دائماً انك بإمكانك تغيير شخصيتك إلى الأفضل، فشخصيتك عبارة عن مجموعة عادات اعتدت عليها في حياتك، وعاداتك عبارة عن مجموعة سلوكيات مارستها في حياتك بصورة مستمرة،
وسلوكياتك تنشأ من مجموعة قناعات وأفكار اعتقدت بها، فإذا أردت التغيير فابدأ بتغيير أفكارك.

الأحد، 5 مايو 2013

إدارة التدفقات النقدية

 

                  
من الأسباب الرئيسية لنجاح المؤسسات المالية والتجارية، الكفاءة في إدارة الموارد والتدفقات النقدية لتلك المؤسسات، فاستمرارية تلك المؤسسات مرهونة بمدى قدرتها على توفير النقدية الكافية التي تؤهلها لتطوير منتجاتها وصناعة الفرص الاستثمارية التي تُعظِّم من خلالها أرباحها، والتي تُمكِّنها كذلك من تسديد التزاماتها تجاه الدائنين والموردين. إن الكتابة في التدفقات النقدية تذكرني بمقولة كان دائما ما يرددها والدي بو أيمن، حفظه الله، وهي Cash As King. ومن خلال تجربتي في قطاع البنوك وشركات الاستثمار ورؤيتي لبعض المؤسسات التي تساقطت خلال الأزمة المالية تبينت لي صحة مقولة الوالد.
إن مهام إدارة التدفقات النقدية تتمثل في الاستخدام الكفء للأصول الجارية والخصوم الجارية للمؤسسة مما يحقق أغراض المؤسسة، وكذلك التخطيط المنظّم ومراقبة أرصدة الحساب والإنفاق وإدارة التحصيلات بالإضافة إلى جمع المعلومات وإدارتها بما يساهم في معرفة وقياس المخاطر المتعلقة بموضوع النقد داخل المؤسسة. ولتحقيق تلك المهام الرئيسية باحترافية نجد أن هناك بعض المؤسسات الاحترافية تولي عناية خاصة لذلك كاتحاد الماليين المحترفين في الولايات المتحدة الأميركية، ما يعرف The Association for Financial Professionals، فمثل تلك المؤسسات تقدم بحوثا ودراسات لتطوير علم وفن إدارة النقدية وكذلك شهادات مهنية تعرف بــ Certified Cash Manager.
إن مدير إدارة التدفقات النقدية أو الخزينة في المؤسسة يلعب دورا رئيسيا وفعالا في استمرارية المؤسسة وبقائها في المنافسة، والإدارة التنفيذية التي لا تستمع إلى نصائح وإرشادات تلك الإدارة المهمة بلا شك إنها تُعرض نفسها لمخاطر كبيرة قد تكون تكلفتها تفليسة المؤسسة. ولقد رأينا العديد من المؤسسات التي تخبطت في إدارة النقدية المتوافرة لديها حتى أصبحت في مصاف المؤسسات الفاشلة بعدما كان يشار إليها بالبنان. ولعل أحد أسباب التخبط هو عدم إدراك الادارة التنفيذية لأبعاد إدارة النقد بكفاءة لضمان استمرارية الشركة وتركيزها فقط على قائمة الدخل والربحية لمواكبة المنافسة المحمومة او للمحافظة على المنصب الوظيفي ذي المزايا المغرية. وللأسف، إن كثيرا من مجالس ادارات المؤسسات لا تعتني إلا بربح المؤسسة (كرقم فقط) من غير النظر بعمق لمكونات ذلك الربح واثره في التدفقات النقدية للمؤسسة.
أخيراً، إن إدارة التدفقات النقدية بكفاءة عنصر أساسي لتكوين الثروات، سواء للمؤسسات أو للأفراد.

عمر سالم المطوع
متخصص في الإدارة

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...