الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

الاخطاء الشائعة التى يمارسها المتطوعون والمنظمات التطوعية


 4-سلسلة- نحو أدارةعمل تطوعى متميز 



مع بداية الألفية الثالثة أصبحت ثقافة العمل التطوعى منتشرة فى دول الشرق الأوسط بشكل ملحوظ، حيث بدأنا نسمع بقوانين لتنظيم العمل التطوعى فى تلك الدول وأصبح هناك دورات تدريبية مهنية متخصصة للمتطوعين بالإضافة الى ذلك أستطاع العمل التطوعى فى تلك الدول ان يخرج من اطار الأعمال الخيرية فقط الى أُطر أشمل ومتنوعة فى جوانب كثيرة من الحياة والتخصصات.

 

وأود هنا هذه المقالة أن أبين الأخطاء الشائعة التي يقع بها المتطوعون كأفراد أثناء ممارستهم للعمل التطوعي وكذلك المنظمات التطوعية أثناء قيامها بمهامها في المجتمع وقبل ان تطرق الى تلك الأخطاء الشائعة ألفت انتباه القارئ الى تعريف المتطوع والمنظمة التطوعية.

المتطوع :

هو الشخص الذي يبذل وقته وجهده تطوعا في سبيل واجب اجتماعي أو إنساني أو تربوي أو في أي مجال مؤثر فى واقع الناس  من غير توقع أي مردود مالي مقابل الجهد والوقت الذي بذل.

المنظمة التطوعية :

هي أحد المنظمات المدنية الغير ربحية التي أنشئت للأغراض التي تضيف قيمة مفيدة للمجتمع ككل أو لشريحة كبيرة للمجتمع بحيث لا يتعارض نشاطها مع قانون الدولة وتلك الأغراض قد تكون ( إنسانية ، اجتماعية ، تعليمية ،....وغيرها)

 

أما بالنسبة للأخطاء الشائعة فى العمل التطوعى فتندرج تحت قسمين رئيسين حسب رأي الكاتب وهما:

 

  1. أخطاء شائعة يمارسها المتطوعون كأفراد.
  2. أخطاء شائعة تمارسها المنظمات التطوعية.
     

*اما بالنسبة للقسم الاول من الأخطاء الشائعة التى يمارسها المتطوعون كأفراد فيمكن تصنيفها على النحو التالى :

أولا :أخطاء قبل البدء بالعمل التطوعي:

1-عدم قيام المتطوع بسؤال المنظمة التطوعية أو الفريق التطوعي لتعرف عليهما قبل أن يبدأ بعمله التطوعي، ومن تلك الأسئلة على سبيل المثال.

- ما هو هدف المنظمة التطوعية؟

-  ما هو الهيكل الإدارى للمنظمة؟

- كيف تمول المنظمة مشاريعها؟

- ما الذى تتوقعه المنظمة من المتطوع؟

- كم عدد الساعات التطوع التى تحتاجها المنظمة من المتطوع؟

- ماهى المهارات التى يحتاجها المتطوع للقيام بالمهمة التطوعية؟

- من هو الشخص المشرف او الإدارة الإشرافية التى ستتابع أداء المتطوع؟

 

  ولعلي مستقبلا أفرد موضوع مستقل حول تلك الاسئلة.

 

2- الاعتقاد التام بمهنية المنظمة التطوعية والإقدام والإندفاع بقوة على المساهمة في المشاريع التطوعية للمنظمة من غير تحديد الاحتياجات المطلوبة التي تساعد المتطوع في النجاح في تلك المهمة التطوعية.

 

3- تقديم خطة عمل تطوعية غير واقعية، ولعل السبب في ذلك هو العاطفة الزائدة وعدم معرفة المتطوع لمعطيات البيئة التي سيكون فيها المشروع التطوعي.

 

ثانياً: أخطاء أثناء ممارسة العمل التطوعي:

  1. قيام المتطوع بإزحام جدوله اليومي بكثير من المهام التي يريد انجازها من غير مراعاة لظروفه وظروف فريق العمل الذي يعمل معه.
  2. أثناء القيام بالمهمة التطوعية يقوم المتطوع بإبرام بعض الإتفاقات والالتزامات حول مشاريع تطوعية أخرى وأمور اخرى وهوغير قادر على الوفاء بتنفيذها.
  3. قيام المتطوع بتحديد أهداف لمهمته التطوعية بعيداً عن الأهداف المحددة له من قبل المنظمة التطوعية.
  4. عدم إبداء رأيه وشكواه للمنظمة التطوعية بالملاحظات والتحديات التي واجهته خلال مهمته التطوعية حيث إن عدم الوضوح وإبداء وجهة النظر قد يؤثر على سير أداء المشروع التطوعي مستقبلا .

 

ثالثاً: أخطاء بعد الانتهاء من العمل التطوعي:

  1. الإرتباط العاطفي بالمشروع التطوعي الذي يشكل عائق في إنتقال إدارة المشروع لمتطوع آخر أو لجهة معينة في المنظمة التطوعية.
  2. رغبة المتطوع في متابعة مشروعه التطوعي من  خلال أشخاص وقنوات بعيداً عن المنظمة التطوعية مما قد يوقعه في بعض المشاكل مستقبلاً.
  3. عدم تدوين الخبرات السيئة التي واجهته أثناء مهمته التطوعية، وأهمية تدوين تلك الخبرات يكمن فى مساعد المنظمة التطوعية والمتطوعين مستقبلاً على تطوير أدائهم في تقديم الخدمة التطوعية.

 

 

 


اما بالنسبة للقسم الثانى من الأخطاء الشائعة التى تمارسها المنظمات التطوعية فهى على النحو التالى :

 

  1. أن تقوم المنظمات التطوعية بممارسة عملها من دون شفافية .
    أن المنظمات التطوعية ومنها الخيرية تحديدا أحد مكونات المجتمع المدني، لذا فتلك المنظمات لديها علاقة وطيدة مع المجتمع وإلتزام أخلاقي مع الجهات الداعمة لها سواء كانوا أفراد أو مؤسسات وكذلك لديها إلتزام مع الجهات الرقابية، فكل ذلك يُحتم عليها أن تكون واضحة وشفافة في أهدافها وأنشطتها ومعاملاتها المالية.
     
  2. خلو المنظمة التطوعية من المتطوعين .
    ولعل هذا من الأخطاء التي تعتبر مؤشر على عدم تفاعل المنظمة مع المجتمع، فمن الواقع المستهجن أن يكون جميع العاملين في المنظمة التطوعية أو الخيرية يتقاضون راتباً مالياً تتشبع بهم المنظمة كما تشبعت الوزارات وغيرها ولا يوجد متطوعين فى المنظمة.
     
  3. تقديم خدمات المنظمة التطوعية على المحتاجين ذوي العلاقة .
    أي إن المنظمة التطوعية تقدم خدماتها للمحتاجين الذين لديهم علاقة مثلا مع أعضاء المنظمة التطوعية وتلك الممارسة تقلص دور المنظمة التطوعية وتجعلها بعيدة عن فهم احتياجات شرائح المجتمع المختلفة.
     
  4. القيادة الفردية وعدم تأهيل القيادات.
    أن طبيعة عمل المنظمات التطوعية والخيرية قائم أصلاً على المشاركة الجماعية، لذا فإحتكار إدارة المنظمة على أفراد مُحددين فيه خطورة بالغة على المنظمة، ولعل من أهم أسباب تدني الأداء والفوضى العارمة في بعض المنظمات التطوعية هو القيادة الفردية وعدم تأهيل القيادات.
     
  5. عدم التخطيط لإدارة المنظمة التطوعية.
     حيث تكون سمة الغالبة في إدارة المنظمة الارتجالية والمزاجية فلا توجد خطط ولا أهداف ولا ميزانيات تقديرية.

 

 

 

ختاماً:

لقد كتبت هذه الأخطاء الشائعة على مستوى الفرد الذى يمارس التطوع وعلى مستوى المنظمة التطوعية،  مساهمة مني فى بناء ثقافة عمل تطوعى مميز  وحتى لا يقع اهل التطوع بتلك الأخطاء ويتميزوا في أداء أعمالهم التطوعية.

يقول الشاعر

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ....  ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه

 

 

 

 

أخوكم

د. عمر المطوع

 

 

 

 بعض المراجع:

 

  • بحث عن إدارة العمل التطوعى للباحث (عمر سالم المطوع).
    To Be Honest, I Just Want To Volunteer: Common Voluntourism Mistakes And How To Fix Them.
  • By Jessica

 

الأحد، 2 أغسطس 2015

ثقافة المنظمة التطوعية


3 سلسلة- نحو أدارةعمل تطوعى متميز 






ماهي ثقافة المنظمة التطوعية؟

هى أسلوب الإدارة والتعامل السائد فى المنظمة التطوعية وهو نتاج مجموعة القيم والمعتقدات والمفاهيم وطرق التفكير، التي يتبناها أفراد المنظمة التطوعية  ويشتركون في تطبيقها والسير على نهجها.

 

ماهي أهمية بناء ثقافة المنظمة التطوعية؟


وأوجزها بثلاث نقاط رئيسية:

- انها بمثابة دليل للإدارة والعاملين والمتطوعين حيث تشكل لهم نماذج السلوك والعلاقات التي يجب اتباعها والاسترشاد بها.

                                                                                 
- انها بمثابة الإطار الفكري الذي يوجه المتطوعين والعاملين فى المنظمة التطوعية ،و ينظم اعمالهم وعلاقاتهم وانجازاتهم.

 
- تعتبر ثقافة المنظمة التطوعية عنصراً جذرياً يؤثر على قابلية المنظمة التطوعية  للتغيير وقدرتها على مواكبة التطورات الجارية من حولها.

 

ماهى مكونات ثقافة المنظمة التطوعية:

 

1) الرؤية:

وهى ان يكون للمنظمة غاية تسعى لتحقيقها من خلال هذه أنشطة المنظمة ، وكلما كان المتطوعون أكثر فهما وإستيعابا لرؤية المنظمة كلما كانوا أكثر فاعلية فى ترسيخ ثقافة المنظمة .

 

2) القيم:

 وهى مكون رئيسى فى صناعة ثقافة المنظمة التطوعية، فكما إن رؤية المنظمة تحدد وجهة المنظمة وغايتها فأن قيم المنظمة تحدد ماهية سلوك المتطوعين فى تحقيق رؤية المنظمة ،إذن فالقيم تتعلق بالمبادىء والأفكار والفلسفة والقناعات التي يقتسمها المتطوعون حيث تقود سلوكياتهم لتحقيق الانسجام الذي يعكس كفاءة المؤسسة فى تحقيق رؤيتها.

 

3) الممارسات الأدارية:

فعلى الرغم من أهمية القيم المعلنة، إلا أن الممارسات تبقى الاختيار الحقيقي لطبيعة ثقافة المنظمة السائدة وهى تتشمل نوع ومستوى الإدارة التى تمارسها المنظمة مع متطوعيها ، فبلاشك إن الممارسة الإدراية التى تتبناها المنظمة تشكل عنصر رئيسى فى بناء ثقافة المنظمة  وتعزز ولاء المتطوعين للمنظمة ورسالتها.

 

4) عرض رموز وشخصيات مؤثرة وقصص مثيرة عن المنظمة التطوعية:

وتظهر أهمية عرض وإبراز تلك الرموز والشخصيات والقصص الجاذبة والمثيرة عن تاريخ المنظمة فى تدعيم بعض القيم لدى المتطوعين فى المنظمة، فهي تحمل تعليما لهم في شكل صور مثالية عن رموز وشخصيات وقصص تحكى  نتائج مرضية تحققت بالمنظمة التطوعية.

 

5) مقر المنظمة التطوعية واماكن تواجدها:

مقر المنظمة التطوعية واماكن تواجدها له أثر على ثقافة المنظمة وسمعتها فحتى تنجح المنظمة فى بناء ثقافتها لابد وان تعتنى بمقر تواجدها والتصميم الخارجى والداخلى للمبنى. 

 

6) بناء جسور التواصل بين المتطوعين فى المنظمة التطوعية:

إن وضوح أساليب التواصل بين أعضاء المنظمة التطوعية يساهم فى بناء منظمة تطوعية قوية تستطيع ان  يتفاهم اعضائها فيما بينهم لتحقيق رسالة المنظمة .وكما هو معروف أن 70% من أنشطة حياة أي فرد يتم عن طريق الاتصال، وبالتالي فكلما كان الفرد أنجح في الاتصال كان أنجح في حياته، والمنظمة الناجحة هي المنظمة التي يسهل فيها تبادل المعلومات ووجهات النظر بين الأفراد، كما يعبر الجميع عن مشاعرهم وأحاسيسهم في حرية تامة، ويتقبلون النقد الإيجابي ويحترمون آراء وأفكار الآخرين. إنها تلك المنظمة التطوعية التي نجد فيهاالمتطوعين  أصدقاء وزملاء أكثر أعضاء ومنتسبين في منظمة تطوعية.

 

7) تدريب المتطوعين :

إن تدريب المتطوع له أثر مباشر على تحفيز المتطوع للقيام بالاعمال التطوعية حسب الدراسة التى اجريتها فى عام 2014، ويعد التدريب من العمليات الإدارية التى تقوم بها المنظمة لتنمية المعرفة والمهارات والقدرات للمتطوعين لكى تؤهلهم لتحقيق رسالة المنظمة التطوعية ويكونوا خير سفير للمنظمة التطوعية فى المجتمع.

 

 

 

ختاماً:

هى لمحة سريعة عن ثقافة المنظمة التطوعية، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنى للمساهمة فى بناء ثقافة إدارية لعمل تطوعى متميز.

 

 

أخوكم

د. عمر المطوع

 

 

 

 

 

 

 بعض المراجع التى إستخدمتها:

 

بحث علمى عن أثر الممارسات الإدارية على المتطوعين (د.عمر سالم المطوع).

-  Six Components of a Great Corporate Culture-Harvard business review   

 









 


 






مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...