الجمعة، 23 نوفمبر 2018

تجربتى مع نظرية MOA

بقلم : د.عمر سالم المطوع

هذه النظرية تعتبر من النظريات الحديثة نوعاً ما فى التحفيز فقد طورها الباحثان (Ölander & Thøgersen) فى عام ١٩٩٥ وقد إستخدمت بشكل جيد فى فهم سلوك العملاء وكذلك فى الإرتقاء بأداء الموظفين.إن MOA هي مختصر لأول حرف من الكلمات الثلاث التالية

الحافز / الدافع  : Motivation

ونقصد بها إحتياجات الموظف أو العميل التى تقود لسلوك معين 

الفرصة: Opportunity 

هى المساحة التى يتوفر فيها الوقت المناسب والموارد والبيئة وغيرها، و التى يستطيع من خلالها الموظف أو العميل تبنى سلوك معين يُمكنه من تحقيق إنجاز أو الحصول على ما يرغب فيه. أي ان هناك فرصة سانحة لتبنى  السلوك الذى  من خلاله يحقق  دوافعه ويمارس  قدراته.

القدرة : Ability 

هى قدرة الفرد (المعرفية ، العاطفية ، المالية ،  المادية ،  الاجتماعية ) التي تُمكنه من تطبيق  سلوك معين.

-ان هذه العناصر الثلاث تقود لسلوك معين( behavior) وهذا السلوك  يؤدى إلى النتيجة

كيف تعمل النظرية:

إن الإدارة المتألقة  هى التى تصنع حافز مناسب للموظف ذات القدرات المتميزة أو بما يناسب قدراته ، وتوفر له فرصة تجعل سلوكه ينطلق نحو الإنجاز بما يحقق منفعة له وللمنظمة التى يعمل بها ، إن استيعاب هذه العناصر من قيادة المنظمة   يقودها الى الإعتناء برأس المال البشري من خلال التدريب والإشراك بأنشطة المنظمة بما يؤهلهم الى رفع  قدراتهم التى  تلائم الحوافز  والدوافع التى يسعون  لإشباعها  ومن خلال إتاحة الفرص لهم لتحقيق ذلك.

ولقد أظهرت الأبحاث إن المنظمات القادرة على إدارة الأمور الثلاث بإحترافيه فإنها فى الأغلب تحقق أداء تنظيمياً متميزا يظهر فى شكل زيادة ( الربحية - الإنتاجية- رضا العملاء -جودة المخرجات - نمو الحصة السوقية) .

إن العناصر الثلاث فى نظرية MOA تؤثر فى السلوك بشكل فعال وهى أداة جيدة كذلك لتحديد الإتجاه التى يجب ان تركز عليه إدارة المنظمة وتستثمر فيه لتحقيق المنفعة المرجوة للمنظمة والفرد

أما على مستوى فرق العمل  وتحفيز أعضاء الفريق ، فعلي قائد الفريق ان يكون واعي للدوافع والقدرات التى يمتلكها أعضاء الفريق وأن يترك لهم فرصة ليثبتوا ذلك من خلال السلوك الذى سيتَبنونَه نحو تحقيق الإنجاز

تجربتى مع هذه النظرية:

فى السنوات الأخيرة مارست هذه النظرية مع العديد من الموظفين الذين أشرف عليهم وذلك بهدف الإرتقاء بمستواهم، وبفضل الله حققت نتائج مبهرة ، وفى نفس الوقت أصبح لدى وعي جيد فى كيفية التعامل مع الفئات الأربعة:

  • من لايملك الحافز وليس لديه القدرة.
  • من لديه قدرة وليس لديه حافز.
  • من لديه قدرة وحافز ولكن لا يحسن استغلال الفرص المتاحة أمامه.
  • من ليس لديه لاحافز ولا قدرة ولافرصة .

إن التعامل بحكمة مع الفئات الأربعة التى ذكرتها أعلاه ، يوفر عليك الكثير من الوقت ويوفر  عليك الكثير من الجهود التى قد كنت تبذلها فى غير مكانها، فمثلاً الموظف الذى ليس لديه حافز ولا قدرة ولايقتنص الفرصة التى أمامه ، هو بمثابة أداة إستنزاف للجهود التى تبذلها فى تطوير الفريق وقد يُحبطك فى إستكمال رحلتك فى تطويرباقى أعضاء الفريق الذى تعمل معه، أما من لديه قدرة وفرصة مهيئة وينقصه الحافز ، فأنت بحاجة الى إكتشافه أكثر للتعرف على الدوافع التى يريد أن يشبعها وتحركه نحو الهدف ، أما من تنقصه القدرة فأنت بحاجة الى تدريبه وتسليحه بالمهارات اللازمة التى تخوله لإقتناص الفرصة ،أما من هو جاهز ويمتلك الحافز والقدرة فتوجيهك له نحو الفرص السانحة التى يمكن أن يظهر فيها تميزه هو أحد الأدوار المطلوبة منك كقائد للفريق .

إن العناصر الثلاث فى هذه النظرية والتى تقود لسلوك محدد ، جعلتنى أبحث أكثر فى كيفية إيصال رسالة مؤثرة لمن أعمل معه بحيث تكون الرسالة ملهمة وتدفع للإنجاز، ولقد توصلت بعد التجربة إن أسلوب 3H من أفضل الأساليب لتحقيق ذلك.

إن إسلوب 3H لإيصال رسالة مؤثرة هو مختصرللكلمات التالية :

الرأس : Head
القلب  :  Heart
اليد    : Hand

والمقصودمن ذلك انك إن أردت تحفيز من حولك فلتكن الرسالة التى تريد ايصاله 
مستهدفة للعقل والعاطفة وليكن فيها فرصة واضحة للطرف المتلقي يحولها لعمل ذات 
منفعة إن كثير من الأشخاص المؤثرين قد يحسنون شحن الناسعاطفيا  بخطب رنانة
 ولكنها بعيده عن المنطق ويصعب تطبيقها على الأرضلأنها غيرواقعية ولايوجد فيها 
فرصة واضحة تترجم إلى عمل .





نظرية التوقع

  
لقد أطلعت وراجعت فى السنوات العشر السابقة عدة نظريات فى موضوع التحفيز  وذلك بحكم دراستى  والمتعلقة بسلوك المؤسسات، ولعل من نظريات التحفيز التى لم أسمع عنها كثيرا فى عالمنا العربي،  هي نظرية التوقع (Expectancy Theory ) 
وهي نتيجة بحوث قام بها البروفسور  Vroom وأثبت نتيجتها فى ١٩٦٤


إن نظرية التوقع  أثبتت إن الإنسان يقوم بمجموعة من العمليات العقلية والتحليلية قبل الإقدام على سلوك محدد ، وإن دافعية الفرد للقيام بعمل ما مرتبطة بالعوائد المتوقعه التى سيجنيها من وراء هذا العمل سواء كانت  مادية أو معنوية ومدى إعتقاده بقدرته ومجهوده الذى سيوصله للأداء والنتيجة التى من خلالها سيجنى منفعة العوائد  . 

 فدعونى أقرب فكرة نظرية التوقع من خلال المثال التالي:

موظف طلب منه المدير القيام بعمل إستثنائى وذلك لتحقيق هدف المنظمة وان هذا العمل يتطلب ساعات عمل إضافية وجهد غير إعتيادي ، حينها سيكون قرار الموظف فى قبول ذلك العمل الاستثنائي مرتبط بثلاث توقعات رئيسية وهى على النحو التالي:

  • توقع الموظف أن مجهوده سيؤدى إلى أداء ونتيجةمعينه ( وقد توافق رغبة المدير وقد تكون أفضل أو أقل ).
  • توقع الموظف إن هذا الأداء وهذه النتيجة  ستكون وسيلة للحصول على عوائد معينة سواء كانت مادية أو معنوية.
  • توقع الموظف إن العوائد التى سيحصل عليها سواء ( مادية أو  معنوية ) تحقق منفعة له وجاذبية 


إن  تقدير التوقعات الثلاثة السابقة عبارة  عناصر إدراكية تختلف بإختلاف الأشخاص ، وإن الفرد من خلال وعيه وإدراكه قادر على تقييم تلك العناصر الثلاثوبناء على المثال السابق نستطيع تلخيص عناصر نظرية التوقع على النحو التالي:



  • التوقع :                                                                                                            
    • هو تقدير الشخص للعلاقة بين المجهود الذي سيبذله وبين الاداء والنتيجة المطلوب الوصول إليها، فهل العلاقة قوية أم متوسطة أم ضعيفة .


  •   الوسيلة : 
      وهى تساؤلات تثار فى عقل  الفرد تريد التنبؤ بالمدى الذي يمكن  من خلاله إعتبار الأداء والنتيجة وسيلة للحصول على عوائد معينة سواء كانت ( مادية أو معنوية )   فمثلا قد يعتقد الفرد إن الاداء والنتيجة المتميزة التى تحققت نظير جهوده  ستؤدي الى الحصول على مكافأة عاليه . في حين قد يشعر فرد أخر  بأنه لاعلاقة بين الاثنين ،ويستوي من يعمل ومن لايعمل وكلما كان هناك تأكيد من إن هناك علاقة طردية بين (الاداء-النتيجة) المتحققة (والعوائد المجنيةكلما زادت دافعية الفرد لبذل المجهود الأفضل لتحقيق الاداء المتميز.


  •    منفعة العوائد المتحصلة:
  منفعة وجاذبية العوائد مرتبطه  بالقيمة التي تعود على الفرد من عائد معين يحصل عليه ،فقيمت العوائد تختلف من فرد لاخر ، فمثلا العوائد المعنوية (الشكر والتقدير) قد يكون ذو قيمة ومنفعة للبعض ، وقد لايمثل اي شيء للبعض الاخر وهكذا ...

ومما سبق يممكنا قياس الدافعية والتحفيز بناء على نظرية التوقع من خلال المعادلة التالية:

الدافعية أوالتحفيز = التوقع× الوسيلة×منفعة العوائد للفرد 


لذا بناء على المعادلة أعلاه فإن المسار الطبيعي لنظرية التوقع يفترض التالي:

  • أن هناك إرتباط ايجابي بين الجهود والأداء.
  • أن الأداء والنتيجة المناسبة ستؤدي للحصول على منفعة مرغوبة
  • أن المنفعة المرغوبة ستشبع حاجة
  • إن وجود الرغبة لإشباع الحاجة ستجعل الجهد المبذول مفيد.



ختاماً

إن الاطلاع على نظريات التحفيز ، يفتح لك أفاق جديدة فى فهم طبيعة العاملين معك وكيفية تحفيزهم لتحقيق الأهداف المرجوة.




                                                                  

                                                              إعداد: د.عمر المطوع

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...