الثلاثاء، 25 يونيو 2013

إدراك القيادات

 

 
في عام 1956 قام الباحث الجيولوجي الياباني يوكي مع مجموعة من الباحثين والمهتمين في مجال الجيولوجيا بالذهاب إلى جنوب افريقيا، بهدف البحث والتنقيب عن الماس والأحجار الكريمة. لقد كان يوكي وزملاؤه يعملون بجد خلال زيارتهم الاستكشافية لجنوب افريقيا، وذلك بما يعادل 15 ساعة يومياً، وبعد ما يقارب عشرة أيام من العمل المضني شعر يوكي بالإجهاد الشديد مصحوباً بالإحباط. وحينها قرر أن يعود إلى الفندق، وبينما هو في الطريق، وإذ به يرى صبياً لا يتجاوز عمره العشر سنين، وبيده حجر كبير له بريق ملفت، فاقترب يوكي من ذلك الصبي وسأله عما يمسكه في يده، فقال الصبي «لا أعرف ولكني وجدته على شاطئ البحر». حينها طلب يوكي من الصبي أن يعطيه الحجر مقابل مبلغ من المال، ولكن الصبي تردد، وقال: «هل معك شيء آخر»؟ قال يوكي «نعم معي بعض الحلوى هل تقبلها مقابل الحجر»، فوافق الصبي وأخذ يوكي الحجر وانطلق مسرعاً إلى الفندق لإجراء بعض الاختبارات على الحجر. ولقد أعادها عدة مرات حتى تأكد ان الحجر الذي بين يديه عبارة عن قطعة من الماس الخام الذي تقدر قيمته بملايين الدولارات.
إن قصة يوكي تحمل في طياتها عددا من المعاني، ولكن دعونا نتساءل من منا كأفراد أو قيادات في المؤسسات العامة أو الخاصة مثل يوكي؟ ومن منا مثل ذلك الصبي الذي لا يدرك قيمة ما يملك من مهارات وإمكانات شخصية، أو ما تملك المؤسسة التي هو على رأسها من ثروات وقدرات مادية وبشرية وغيرها؟
إن الإدراك هو الخطوة الأساسية للتغيير إلى الأفضل، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى القيادات التنفيذية للمؤسسة. إن قوة القيادات في إنجاح المؤسسات التي يديرونها مبنية على إدراكهم للثروة الهائلة التي تمتلكها المؤسسة وقدرتهم على توظيفها بالطريقة الصحيحة والفاعلة.
ختاما إن إدراكنا لقيمة ما نملك من قدرات وإمكانات يجعلنا نخطو الخطوات الصحيحة نحو التغيير الإيجابي، لذا أنصحك أن يكون لديك جلسات تأمل دورية، لتعزز في ذاتك الإدراك الواعي لما تملك، وما تدير من حولك.
 
 
 

عمر سالم المطوع
متخصص في الإدارة والموارد البشرية

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...