الثلاثاء، 19 مارس 2019

الغرام بالثقافات والأفكار الجديدة

 الغرام باللغة عشق الشيء والتعلق به بحيث لا يمكن الخلاص منه ،والوقوع بالغرام بحب الثقافات والحضارات الأخرى ، ظاهرة قديمة جدا ونعيشها فى بعض الأحيان  بصورة دائمة أو مؤقته . والعلامة الواضحة لهذا الغرام هو الإفتخار بالإفتتان بالثقافة والحضارة الأخرى مقابل الإزدراء والإمتعاض من الحضارة والثقافة التى تربوا عليها وقد يكون ذلك بقصد او غير قصد،فتراهم  يستخدمون المظهر الخارجى و اللغة و أسلوب الحياة لتعبير عن ذلك الغرام  ولتبيان تفوقهم على مجتمعهم .


 لذا فإن تعامل الطرف الآخر مع تلك الشخصيات المغُرَمة يحتاج حكمة وفطنة  ، لأنها قد تبدو مزعجة على الرغم من إمتلاكها للعديد من القدرات والإمكانيات المفيدة خاصة  إذا تم توظيفها بطريقة صحيحة . أما هؤلاء المُغرمين بالثقافات الأخرى والمتمردين على تقاليد وأعراف المجتمع فعليهم أن لا يُعرضوا أنفسهم للخطر بمحاولة السباحة ضد التيار السائد ، وعليهم أن يُعودوا أنفسهم  بمراجعة أفكارهم  والآثار المترتبة عليها وأن يُعبروا عنها مع  القلة وأن يتحدثوا بالنمط السائد فى المجتمع  حتى لايتم إقصائهم .



 إن الغرام بالثقافات الأخرى وتبنيها ، قد يتشابه فى صور كثيرة  مع  الأشخاص الذين يؤمنون بفكرة جديدة ويُصرحون بها  بقوة فى الميادين   فى ظل مجتمع متشبث بأعراف وتقاليد لا تتقبل ذلك الجديد مما يكون ذلك وبالاً عليهم ،فيزدريهم من حولهم  فتحارب فكرتهم حتى يتم قتلها. وكم شاهدت فى حياتى أناس مميزين فشلوا فى تسويق افكارهم الرائعة بسبب حبهم للإثارة وإستفزاز الآخرين فخلقوا لأنفسهم معركة إستنزفت الأوقات والطاقات والمشاعر ولو استخدموا طرقا أكثر تعقلاً وحكمة لإستفاد الجميع منهم ومن أفكارهم.

ختاماً

 دعونا نراجع أنفسنا فى كيفية التعامل مع هؤلاء المُغرمين بالثقافات الأخرى  ، ودعونا كذلك  نقيم الأفكار الجديدة من مصدرها وليس من خلال الأشخاص المنتـَسبين أو الممثلين لها ، فقد يكون هؤلاء ممثلين سيئين لها فنحرم أنفسنا من فوائد تلك الأفكار والثقافات الأخرى .


د.عمر سالم المطوع

 

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...