الجمعة، 30 أكتوبر 2020

مقياس السعادة من خلال تويتر




المعلومات المتوفرة فى تغريداتنا، قادت الباحثين فى جامعة فيرمونت وهما  بيتر دودز وكريس دانفورثالى اختراع أداة لقياس سعادة المجتمع من خلال تعبير الناس وتغريداتهم  في تويتر، حيث قاموا بجمع عشرة آلاف كلمة  باللغة الانكليزية واعطوا  كل كلمة نقطة بحسب دلالتها على السعادة فرقم ١ للكلمة الحزينة جدا ورقم ٩ للكلمة السعيدة جداً.

لقد تم إطلاق هذا المقياس في عام ٢٠١٣ باسم Hedonometerحيث يتم أخذ عينة من ٥٠ مليون تغريدة وحينها يتم تعيين نقاط مستوي السعادة فى المجتمع  من خلال الاستناد إلى الكلمات المستخدمة فى تلك التغريدات. ويمكننا القول بإن النتيجة التى يمكن رصدها  قد تكون مقياس مقبول لقياس مزاج المجتمع .

 

ختاماً... 

إن حجم المعلومات والبيانات  المتوفرة في برامج التواصل الاجتماعي وغيرها من البرامج التي يتفاعل معها الناس ، يعتبر مادة غنية جداً لمتخذي القرار، فمخرجات برامج تحليل البيانات والاستثمار في تطويرها ،أصبحت  أداة لا غني عنها لكل من يريد أن يرصد الواقع ويستشرف المستقبل لكي يتخذ القرارات الصحيحة التي تحقق مصالحه وتعزز من قوته.

 

                                                                       
  د
.عمر سالم المطوع

                                                            

 

 

مراجع:

-The Art of Making Memories: How to Create and Remember Happy Moments, Meik Wiking

-يوجد نسخة مترجمة للكتاب بعنوان " فن بناء الذكريات " من منشورات ذات السلاسل / الكويت

-Website :https://hedonometer.org/about.html

إصلاح سلوك المجتمع


 

هناك عاملان رئيسيان يحددان سلوكياتنا مهما بلغنا من النضج وهما)الفكرة - والمشاعر( وهما مصدر سلوكياتنا ،فعندما تكون فكرة الإنسان أو تصوره خاطئ، ففي الأغلب تكون سلوكياته وردات فعله غير مناسبة  وغير متزنة ، وكذلك المشاعر عندما تكون غير منضبطة وغير متزنة فعلينا أن لا نستغرب من الفعل والسلوك الصادر من صاحبها ،لذا فعلي من يعتني بالتربية والاصلاح والتغيير سواء كانوا أفراد أو منظمات، أن يعتنوا بفهم هذين العاملين فهماً واستيعاباً واستشرافا  وما يؤثر فيهما من مكونات البيئة المحيطة، فالبيئة المحيطة بالإنسان من العوامل المهمة التي  تشكل أفكارنا  وتحدد مشاعرنا اتجاه ما نتعرض له من مواقف وأحداث وعلى قدر  الاندماج والتفاعل  مع البيئة التي حولنا يكون التغيير في أفكارنا ومشاعرنا . هذا من ناحية أما من الناحية الأخرى علينا أن ندرك بأن سلوك الأفراد  ما هو إلا ترجمان للقيم والمبادئ التي استقرت في القناعات الداخلية للإنسان. فما قد نراه من  بعض السلوكيات المعوجة فى المجتمع، تكمن ورائها مبادئ وقيم وقناعات تشكلت لدي الأفراد لأسباب مختلفة لابد من دراستها والوقوف عليها ومن يستوعب ذلك جيدا سيدرك إن الاصلاح عملية تحتاج بعد نظر وحصافة وتخطيط بعيد المدي قد يصعب على بعض أهل السياسة إدراكها فتراهم يتبنون مقترحات وتشريعات وإجراءات أبعد ما تكون عن إصلاح سلوك المجتمع، حتى إن بعضهم يلتبس عليه  الفرق بين المبادئ والقيم، فتراه ينادى بمبادئ سامية وفى نفس الوقت يعزز قيم خاطئة.

فالمبادئ عبارة عن الاساس الثابت الذي لا يتغير بتغير الظروف والاحوال وتترتب عليه سلوكيات وتصرفات والمبدأ هو  الشي الثابت الذي يُغرس ويتم البناء عليه فمثال على ذلك الصدق والأمانة . أما القيم فتتغير بتغير الظروف والاحوال والثقافات ومثال ذلك كأن تجد قيمة العلم والجد والاجتهاد كأحد القيم البارزة التى تتميز بها بعض  المجتمعات فى أحد المراحل الزمنية، ولكن لأسباب مختلفة تجد أن هذه القيمة قد انحسرت مقابل ظهور قيم أخري قد تكون مضرة.

 

وتبقي سؤال مهم  لكل من ينشد الاصلاح والتغيير كيف نغير سلوك مجتمعنا الى الافضل؟ حيث يعتبر سلوك المجتمع أحد مكونات ثقافة المجتمع التي يستقي منها الانسان أفكاره وتصوراته وتصرفاته، فمن غير المعقول أن لا يكون هناك تخطيط وتصميم لهذا السلوك المجتمعي لذا فإن مكونات  النظام السياسي فى أي دولة والمنظمات المدنية والمجاميع المؤثرة فيها   ، لابد أن تفكر جدياً  بالمساهمة في تغيير سلوك المجتمع وفق  مشروع  واضح يرقى بجودة حياة الانسان، ومن لا يدرك أهمية ذلك في التغيير والإصلاح ، ففي الأغلب سيكون تأثيره مؤقتا وان كان  في حينها مثمراً.

 

ختاما..

نحن أمام تحدي كبير فى إصلاح سلوك مجتمعاتنا إذا أردنا الاصلاح والتغيير الحقيقي الذي يرتقي بجودة حياتنا.

 

كتبه/ د.عمر سالم المطوع 

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...