السبت، 15 مارس 2014

الخطوة الأولى لمعالجة المديونية

العجز عن سداد المديونية شبح مخيف للدائن والمدين، الكل يحاول تجنبه، فالبعض يخفق في ذلك، والبعض الآخر ينجح. وهناك خطوة رئيسية لا بد منها لمن أراد أن ينجح في سداد مديونياته، سواء كان فرداً أو مؤسسة. ودعوني أسرد لكم هذه القصة، لتتعرفوا على تلك الخطوة الرئيسية لسداد المديونية.

يروى أن أحد رجال الأعمال قد أغرقه الدين، وتعب من التفكير في الحلول لمعالجتها حتى يأس، وذهب إلى إحدى الحدائق العامة، وجلس على أحد الكراسي مستغرقاً في الهم والحزن حتى بدا على تعابير وجهه ما يعاني منه، وهو على هذه الحال جاءه رجل عجوز، وقال له: «أرى أن هناك شيئاً ما يزعجك»، فحكى له رجل الأعمال ما أصابه، فرد عليه العجوز، قائلاً: «أعتقد أنه بإمكاني مساعدتك»، ثم سأله الرجل العجوز عن اسمه وكتب له «شيكاً» وسلّمهُ له قائلاً له: «خذ هذه النقود، وقابلني بعد سنة بهذا المكان، لتعيد المبلغ».وبعدها رحل العجوز وبقي رجل الأعمال مندهشاً يقلب بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دولار، عليه توقيع جون دي روكفلر. (روكفلر هو اسم رجل أعمال أميركي كان أكثر رجال العالم ثراء، في فترة 1937 – 1939 جمع ثروته من عمله في مجال البترول).

حينها أفاق رجل الأعمال من ذهوله، وقال الآن بإمكاني أن أمحو بهذه النقود كل ما يقلقني، ثم قرر أن يسعى لحفظ شركته من الإفلاس من دون أن يلجأ إلى صرف الشيك الذي اتخذه مصدر أمان وقوة له. وانطلق بتفاؤل نحو شركته، وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات ناجحة مع الدائنين لتأجيل تاريخ الدفع. واستطاع تحقيق عمليات بيع كبيرة لمصلحة شركته. وخلال بضعة شهور استطاع أن يسد ديونه. وبدأ يربح من جديد. وبعد انتهاء السنة المحددة من قبل ذلك العجوز، ذهب رجل الأعمال إلى الحديقة متحمساً، فوجد ذلك الرجل العجوز بانتظاره على الكرسي نفسه، فلم يستطع أن يتمالك نفسه، فأعطاه الشيك الذي لم يصرفه، وبدأ يقص عليه قصة النجاحات التي حققها من دون أن يصرف الشيك. وفجأة قاطعته ممرضة مسرعة باتجاه العجوز، قائلة: «الحمد لله أني وجدتك هنا، فأخذته من يده، وقالت لرجل الأعمال: أرجو ألا يكون قد أزعجك، فهو دائم الهروب من المستشفى المجاور لهذه الحديقة، ويدّعي للناس بأنه جون دي روكفلر». وقف رجل الأعمال تغمره الدهشة، ويفكر في تلك السنة الكاملة التي مرت، وهو ينتزع شركته من خطر الإفلاس، ويعقد صفقات البيع والشراء، ويفاوض بقوة لاقتناعه بأن هناك نصف مليون دولار خلفه!
حينها أدرك رجل الأعمال أنّ النقود لم تكن هي التي غيَّرت حياته وأنقذت شركته، بل الذي غيّرها هو اكتشافه الجديد المتمثل في الثقة بأنه يمكنه تخطي ذلك من خلال قدراته وإمكاناته. نعم، الثقة بالنفس هي الخطوة الأولى التي تستطيع من خلالها معالجة مديونيتك وعلاج كل عقبات حياتك، ونحن، المسلمين، نستمدها من ثقتنا بالله الكريم.
أخيرا يقول أرسطو: «إن الثقة بالنفس روح البطولة»


عمر سالم المطوع

كاتب متخصص في الإدارة والموارد البشرية

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...