الاثنين، 30 يوليو 2012

بومجبل -رحمه الله - والإلتزام بالمنهج






لست ممن يحسن كتابة الرثاء ولكن لما اتصلت بي زوجتي العزيزة ونحيب البكاء قد أخفي صوتها واخبرتني بوفاة جدها الشيخ أحمد بزيع الياسين . وما إن أغلقت الهاتف إلا وإنهالت علي أطياف الذكريات والكلمات والتوجيهات التي عشتها وسمعتها من الشيخ بومجبل رحمه الله . فلازلت أذكر نصيحته لي عندما بدأت العمل في بيت التمويل الكويتي فقال لي : ((يا إبني إن أقرب طريق بين النقطتين هو الخط المستقيم فإذا أردت النجاح فى حياتك وأخرتك فالزم طريق الإستقامة )). فلقد كان رحمه الله مستقيماً في شخصيته وتعاملاته ولقد كان يتضايق ويتألم كثيراً عندما يسمع بعض ممارسات المؤسسات المالية الاسلامية التي حادت عن المنهج القويم.

إن فجيعتنا فى الشيخ بومجبل رحمه الله تعظم لإننا فقدنا عالما بارعاً فى تخصصه ومتميزاً في منهجه وسلوكه. إن صدق العزيمة وإخلاص النية لله تعالي والعمل المتواصل للشيخ بومجبل رحمه الله كانت سبباً رئيسيا بعد توفيق الله تعالي للنجاح الباهر والإنتشار الواسع لبيت التمويل الكويتي على وجه الخصوص والإقتصاد الإسلامي بشكل عام . إن العمل المبارك الذي قام به أنقذ مئات الألاف من الناس من أثار الربا المدمرة فى الدنيا والاخرة. لقد كان االشيخ بومجبل رحمه الله كثيراً ماينصح البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية بالإلتزام بالمنهج القويم ولعل من أسرار مداومته وإستمراره على هذا النصح هو رؤيته للنبي صلي الله عليه وسلم فى المنام والتي أخبرني بها فيقول رحمه الله : (( رأيت النبي صلي الله عليه وسلم وبجانبه أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقربني النبي صلي الله عليه وسلم بجانبه وقال لي :( الدين النصيحه ) وكررها علي ثلاثاً ))

وأخيرا نصيحتي الى كل البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية  وهي ترزح الأن تحت وطأة الأزمة المالية ما قاله الشيخ بومجبل رحمه الله من ضرورة الإلتزام بالمنهج القويم حتي يتفيأ الناس بظلال الإنجازات المتميزة فيقول رحمه الله : (( إن من أسباب نجاح العمل المالي الإسلامي الصدق مع الله وإتباع المنهج الشرعي السليم وحسن الإدارة ومنها الخبرة والمتابعة والحيطة والحذر والإحسان مع الناس )).



رحم الله الشيخ بومجبل رحمة الأبرار وأسكنه أعالي الجنان مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً





                                                                                                              عمر سالم المطوع
              Twitter:@omarSalmutawa                                                                                                                                        

بين الربحية والسيولة


  إن فهم وإستيعاب الإدارات التنفيذية لطبيعة عناصر القوائم المالية يساهم فى إتخاذ القرارات المناسبة التي تعظم قيمة المؤسسة وتجنبها الوقوع فى مخاطر رئيسية تكون سبباً فى إفلاسها وخسارة مساهميها ، لذا فإننا نجد إن تعظيم قيمة المؤسسة مرتبط بشكل رئيسي بالقرارت الإستثمارية والتمويلية التى تتخذها المؤسسة وكذلك بالمتابعات التنفيذية للتأكد من صحة تلك القرارت وأثرها وإيجاد الحلول البديلة والفعالة فى حال وجود إختلالات .

  إن من أهم أسباب الأزمة المالية الحالية هو تركيز العديد من الإدارات التنفيذية على جانب تحقيق الربحية للمؤسسة دون الإكثراث لجانب السيولة ، ولعل التنافس المحموم فى الأرباح بين المؤسسات من جهة وتحقيق المصالح والأرباح الشخصية للإدارات التنفيذية من جهة أخري قاد الكثير من المؤسسات على التركيز على جانب الربحية دون الإهتمام بطبيعة تلك الربحية وجودتها .  وكذلك من أسباب التركيز على جانب الربحية دون الجوانب الأخري المهمة هووجود نوعية من المساهمين الممثلين فى مجالس إدارات المؤسسة لايهمهم الا ربحية الشركة ك"رقم" ولايبالون بأي عناصر أخري تؤثر فى نمو وإستقرار الشركة  سواء كنت إدارية أو مالية لأن تطلعهم الوحيد هو صناعة القصص والحكايات حول ربحية المؤسسة  لخلق مضاربة على سهمها  فى سوق التداول تكون نتيجتها أرباح للمالك وبعض أقاربه ومعارفه .

  إن مؤشرات الربحية التى تحققها المؤسسة تتهاوى وتنعدم قيمتها فى ظل عدم وجود سيولة كافية للمؤسسة تمكنها من تسديد إلتزاماتها وتطوير أدائها ومواجهة الأزمات فى حال وقوعها . إن السبب الرئيسي فى مشكلة السيولة هو عدم قدرة الإدارات التنفيذية على الموازنة بين طبيعة مصادر الاموال وإستخداماتها حيث إن تعظيم قيمة المؤسسة يتطلب موازنة بين تحقيق الربحية وتوفر السيولة ، لان توفر السيولة الزائدة تعنى زيادة الأصول التى لاتحقق ربحا عالياً، وتحقيق الربحية العالية يعنى فى أحد جوانبه الإستثمار فى أصول قليلة السيولة هذا فيما لو إفترضنا أن دراسة الجدوي لتلك الإستثمارات كانت جيدة  .

  مماتقدم نخلص الى أهمية الموازنة بين الربحية والسيولة وإن فقدان ذلك التوازن له أثار سلبيه كبيرة  على المؤسسة لذا فعلى الادارت التنفيذية ان تعرف حجم المسئولية الملقاة على عاتقها وان تتعلم من مشاهدات الأزمة المالية  الحالية وان لاتعود الى ممارساتها الخاطئة التى قادتها الى فقدان توازنها بسبب الجشع والحرص على الربح السريع  .

                                                                                       عمر سالم المطوع

                                                                           كاتب متخصص فى الإدارة والموارد البشرية

الأفكار بين التسويق والتطبيق


فى حياتنا اليومية تتقد فى عقولنا الكثير من الأفكار ، فالبعض منا لا يأبه لها ويجعلها أفكار عابرة ،والبعض الأخر يمسك بأحداها ويحللها بعمق بهدف تطبيقها وإشباع حاجته فى التطوير والتنمية أو فى الإنجاز والإبداع أو لتكون له مرشداً فى طريق النجاح فهو كالملاح الذى يبحث عن النجوم فى وسط السماء ليهتدى بها فى الوصول الى هدفه. وكم رأينا من أفكار رائعة ظلت حبيسة فى العقول والأفهام لأن أصحابها لم يتمكنوا من عكسها فى الواقع بسبب ضعف التسويق او سوء التطبيق . لذلك نجد إن من أهم سمات القيادات الفذة هو قدرتها على تسويق الأفكار وتطبيقها بأفضل صورها فى واقع الحياة . لذا فتسويق وتطبيق الأفكار يتطلب توفرإمكانات فكرية و مهارات قيادية ومهنية عاليةفى التنظيم والإدارة ونضج فى طبيعة الفكرة المراد تطبيقها . إن تلك المهارات قد لا تجتمع بأكملها فى الشخص القيادى ولكنها ضرورة حتمية فى الفريق القيادي لأي مؤسسة أو مشروع يريد أن ينجح فكرته .

ولقد تطرق الباحثون* الى عدة طرق ووسائل فى تسويق الأفكار منها على سبيل المثال :

1-    عن طريق إقناع الطرف المقابل بالفائدة المرجوة من الفكرة المراد تسويقها

2-    تسويق الفكرة عن طريق التركيز على بعض الجوانب العاطفية المتعلقة بالفكرة دون الإهتمام بجوهرها

3-    إستخدام إسلوب التكتيكات واللوبيات فى تسويق الفكرة

وهنا تجدر الإشارة الى ذكر أهم الأخطاء التى يقع فيها مسوقي الأفكار وهى تسويقهم للأفكار من منظورهم الشخصي دون مراعاة لمنظور الطرف الأخر أو الجمهور وكذلك من الأخطاء هو إعتقاد بعض القيادات التى تمتلك صلاحيات كبيرة فى المؤسسة ،إن إمتلاكها لتلك صلاحيات يجعلها قادرة على تسويق الأفكار . فليس كل من يملك صلاحيات قادراً على تسويق الأفكار فى المؤسسة .

ولو إنتقلنا الى الجانب المتعلق بتطبيق الأفكار نرى إن الكثير من القياديين والمبدعين يمتلكون العديد من  الأفكار الرائعة ولكنهم يجدون صعوبة فى تطبيقها وتحديد منهج تنفيذها،لذلك نجد إن من اهم مايميز الأشخاص الذين ينفذون الأفكار هو تفاؤلهم بالمستقبل وإداركهم ووعيهم لأليات التطبيق وأداء المهام . وتشير الدراسات *إن منهج تطبيق الأفكار لابد أن يشمل ثلاث مجاميع مهمة وهى :

1-    ويشمل الخطوات التنفيذية المطلوبة لتنفيذ الفكرة

2-    يشمل المراجع والمستندات المتعلقة بالفكرة

3-    يشمل المقترحات والمعلومات الإضافية التى نحتاجها لتنفيذ الفكرة

ولعل من الأخطاء الشائعة التى يقع بها منفذوا الأفكار هو مواجهة أي ردة فعل ضد فكرتهم التى ينفذونهاوهومنزلق خطير يفقدهم الكثير من الطاقة التى يحتاجونها فى تنفيذ أفكارهم وكذلك عدم وجود خطوات تنفيذية بديلة فى حال فشل السيناريو الذي إختاروه فى تحقيق فكرتهم.

أخيراً إن إفكارنا ستكون أكثر تشويقاً لنا إن رأيناها واقع متمثلا أمامنا وذلك لن يكون إلا بحسن تسويقها  والنجاح فى تنفيذها .



                                                                                                                            عمر سالم المطوع
كاتب متخصص فى الإدارة والموارد البشرية
Twitter:@OmarSalmutawa


المراجع:1- the Art of Woo-by G.Richard

                  2- Making Ideas Happen- by Scott Belsky


مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...