الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الخبزة الإيرانية والتكلفة الإنتاجية

في الصباح الباكر وقبل شروق الشمس ، إنطلقت بسيارتي متوجهاً إلى المخبز الإيراني بالجمعية لعلي أجده مفتوحاً فأظفر بخبزه إيرانية أتناولها على "الريوق" مع الأبناء الأعزاء ، وما أن وصلت المخبز إلا وأكتشف إني نسيت محفظة نقودي في البيت ، وهنا بدأت مهمة التفتيش عن  " الخردة" في طفايه السيارة ولقد وجدت ما يكفيني لشراء خبزتين أو ثلاث.

نزلت من السيارة متوجهاً نحو الخباز أسأله عن سعر الخبزه لتأكيد معلوماتي ولمعرفة كم خبزه أستطيع أن اشتري "بالخردة" التي معي ، وإذ بالخباز يشكو مخاوفه من إرتفاع أسعار الكيروسين في عامنا الجديد 2015 ، فيقول سعر لتر الكيروسين سيكون 170 فلس  بدلا من 55  فلس وذلك بسبب رفع الدعم الحكومى عن الديزل والكيروسين .
 
أي أنه في السابق كان يدفع تقريباً 160 دينار كويتي مقابل 3000 لتر كيروسين شهرياً، والآن مضطر أن يدفع 510 دينار كويتي تقريباً لشراء نفس كمية الكيروسين وهكذا أنهى الخباز الإيراني شكواه وقرر إما أن يرفع سعر الخبزه الإيرانية أو أن يغلق المخبز ويعمل في مهنه أخرى.، وقد أفادني صديقي العزيز/ أحمد الحسيني – عضو مجلس إدارة جمعية قرطبة سابقاً أن الجمعيات تجد صعوبة في الحصول على عمال للمخبز الإيراني فبلا شك سيكون الوضع أكثر صعوبة في حال غلاء أسعار الكيروسين.

ذكر قصة الخباز الإيراني تدعونا  إلى  أهمية التخطيط للتكاليف التقديرية قبل الخوض بأي مشروع جديد أو الاستمرار بأي مشروع قائم ولعل الكثير من مشاريعنا الحكومية فاشلة لأنه يوجد خطأ في تقدير تكلفة المشاريع .

ختاماً :
في ظل احتمالية إرتفاع سعر الخبزه الإيرانية ، نوصي محبي الخبز الإيراني إيجاد حلول بديله وملائمة ، فمن تلك الحلول التوجه إلى الخبزه اللبنانية .

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

فهم الحاجات والدوافع التى تحفز الفرد للمشاركة بالعمل التطوعى

1)سلسة نحو إدارة عمل تطوعى متميز



مقدمة                                                                   
          فهم حاجات المتطوع عامل رئيسي فى تحفيز المتطوعين للقيام بالمهام التطوعية الموكل إليهم ،  ففهم تلك الدوافع يُمكن المشرفين فى المنظمات والفرق التطوعية على توظيف طاقات المتطوعين بالأسلوب المناسب  ،ولعل من أكبر الاخطاء التى ترتكبها بعض المنظمات التطوعية هى إدارة جهود المتطوعين بأسلوب المنظمات الربحية حيث يكون بناء سياسات وإجراءات المنظمة التطوعية بأسلوب منظمة ربحية  بحيث يفرض على المتطوع الكثير من القيود التى تجعله يمل العمل التطوعى .

  بداية دعونا نُعرف المتطوع والمنظمة التطوعية حتى يتجلى لنا طبيعة العمل التطوعى ومن ثم نستعرض الحاجات والدوافع التى تدفع الفرد للمساهمة والمشاركة فى العمل التطوعى

 المتطوع:هو الشخص الذي يبذل وقته وجهده تطوعا في سبيل واجب اجتماعي أو إنساني أو تربوي او فى أي مجال مؤثر فى واقع الناس  من غير توقع أي مردود مالي مقابل الجهد والوقت الذي بذل.

 وهناك بعض الحالات قد يتلقى فيها المتطوع مردود مادي لكى يتمكن من اداء دوره التطوعى بإحترافية خاصةً عندما يُكرس المتطوع  وقته كله لخدمة قضية إنسانية طارئة و لذلك ضوابط ومحددات .

المنظمة التطوعية :هي أحد المنظمات المدنية الغير ربحية التي انشئت للأغراض التي تضيف قيمة مفيدة للمجتمع ككل او لشريحة كبيرة للمجتمع بحيث لايتعارض نشاطها مع قانون الدولة و تلك الاغراض قد تكون (إنسانية ،إجتماعية ، تعليمية ،....)

 ولعل تعريفنا  للمتطوع والمنظمة التطوعية  يجعلنا نستنج ببعض الخصائص التي تميز العمل التطوعي وهي :

- جهد وعمل يلتزم به المتطوع طواعية من غير إلزام.

- عمل غير ربحى لا يكافئ عليه مادياً.

- عمل يهدف إلى إضافة قيمة مفيدة فى المجتمع.

- عمل محكوم بأطر مؤسسية (جمعيات عمومية، مجلس أمناء).

- منظمات لا تهدف للربح المادي، ولا يستفيد منه أعضاء المؤسسة الذين يشرفون عليه، ولا يحققون أرباحاً شخصية توزع عليهم.

- منظمات تحكمها تشريعات محددة تنظم أعمالها .


نبذه عن بعض النظريات والدراسات فى حاجات ودوافع المتطوع :

وبعد هذه المقدمة الموجزة عن طبيعة العمل التطوعى ، دعونى أعرض عليكم بعض الدراسات والنظريات

التى تمكننا نحو فهم أفضل لحاجات والدوافع التى تدفع الفرد للمشاركة بالعمل التطوعى .

ولقد إجتهد العديد من الباحثين بعمل دراسات تخصصية لفهم دوافع وحاجات المتطوع وذلك بهدف تطوير أداء المتطوعين وذلك لما يقدمه العمل التطوعى من قيمة مهمة فى المجتمع .

ولعل من أقدم الدراسات فى فهم الحاجات الى تدفع الإنسان الى المشاركة بالعمل التطوعى:

- دراسة (ماك الايند ) عام  1953  حيث يرى أن  حاجات المتطوع تندرج تحت  ثلاث حاجات أساسية


ولقد تطرق الباحثون كذلك   فى موضوع التحفيز فى  العمل التطوعى مثل (1981)Frisch & Gerrard وغيره  الى دراسة الحاجات التى تدفع الإنسان الى العمل التطوعى ، ولقد كانت نتيجة بحثهم أن حاجات ودوافع  الإنسان للإلتحاق  فى العمل  التطوعى  تشمل عنصرين رئيسين وهما:

-         دوافع الإيثار وحب مساعدة الاخرين


-         دوافع تتعلق بالذات مثل الرضا الذاتى او اكتساب خبرات

 و توالت الدراسات فى هذا المجال بشكل أكثر تفصيل فكانت هناك العديد من النظريات ، ومن تلك الدراسات .

-دراسة FITCH’S  (1987) فى فهم حاجات المتطوع

 حيث ترى الدراسة  إن هناك ثلاث دوافع وحاجات تحفز الإنسان للالتحاق بالعمل التطوعى وهما :


1-    دافع الإيثار وحب مساعدة الاخرين
حيث يكون الدافع للعمل التطوعى هو حب مساعدة الاخرين وخدمتهم
2-    دافع إجتماعى
حيث يكون الدافع للعمل التطوعى هو التواصل  مع الاخرين وكسب الأصدقاء وبناء علاقات
3-    دافع يتعلق بالذات
 حيث يكون الدافع للعمل التطوعى هو التواصل و كسب المهارات والخبرات وتحقيق الرضا الذاتى

  
ولعل من أشهر النظريات فى فهم حاجات ودوافع المتطوع  والتى قام العديد من الباحثين بتطويرها ودراستها على عدة قطاعات من العمل التطوعى  لدراسة عنصر التحفيز لدى المتطوعين هي :

-نظرية-VFI  (1992 )  (volunteer function inventory) 


  وهذه البحث قام بها مجموعة من الباحثين من أشهرهم E. Gil Clary و Mark Snyder ، وترى هذه النظرية بعد عدة بحوث أجريت على عدد كبير من المتطوعين إن المتطوع يلتحق بالعمل التطوعى لإشباع  أحد الحاجات الستة  أو لأكثر من حاجة من تلك الحاجات الستة وهي .



الحاجات
تعريفها
1
القيم
أن يؤمن المتطوع بقيمة ما ويريد ان يحققها من خلال نشاطه التطوعى، وقد تكون هذه القيمة  أخلاقية او دينية اوغيرها
2
الفهم
ان يكون لديه رغبة فى تعلم وفهم الجديد واكتشاف  وممارسة مهارات جديدة من خلال نشاطه التطوعى
3
تعزيز الذات
حيث يشارك المتطوع بالعمل التطوعى  لتحقيق الذات والرضا الذاتى
4
وظيفية
حيث يشارك المتطوع بالعمل التطوعى لصقل مهاراته والحصول  من خلال ذلك  على منصب وظيفي
5
إجتماعية
حيث يشارك المتطوع بالعمل التطوعى لبناء علاقات إجتماعية وتقويتها وكسب أصدقاء جدد
6
وقائية
حيث يشارك المتطوع بالعمل التطوعى  للوقاية من  المشاعر السلبية  او تخفيفها 

ولقد قام مجموعم من الباحثين فى عام 2009  (  María Celeste Dávila & Juan Francisco Díaz-Morales) فى دراسة اهمية العناصر الستة المذكوره اعلاه فى نظرية VFI   بالنسبة لشرائح العمرية المختلفة  وملخص دراستهم التالى :

-  إن الشريحة العمرية من سن 16 سنة الى 35 سنة تعطى إهتمام أكبر لعنصر الحاجة الوظيفية والفهم من الشريحة العمرية الاكبر سنا .

- الشريحة العمرية التى تفوق 60سنة تعطى إهتمام الى حاجتها للقيم  وذلك اكثر من شريحة العمرية التى تترواح أعمارهم بين 16-35

- الشريحة العمرية التى تفوق عمر 36   تعطى  إهتمام أكبر الى عنصر تعزيز الذات وعنصر الوقائية أكثر من الشرائح العمرية الأقل سنا

- اما بالنسبة للعنصر الإجتماعى فقد وجدت الدراسة إن الشريحة العمرية بين 16 الى 26 تهتم بكسب أصدقاء جدد أما الشريحة التى تجاوزت 60 عاما فهى حريصة على المحافظة على صداقتها الحالية .



ومن الدراسات التى سعت الى تطوير نظرية VFI   

- دراسة  Judy Esmond (2004) وتسمى ((VMI وهى اختصار ل ((volunteer motivation inventory  

 والهدف من دراسة  VMI  هى دراسة دوافع المتطوعين فى أستراليا ، حيث تم دراسة عدد 2400 متطوع  من منظمات تطوعية مختلفة  ، وكانت نتيجة الدراسة إن دوافع المتطوع تقع ضمن عشرة عناصر منها أربعة عناصر تم ذكرها فى نظرية ((VFI




1- القيم :
 أن يؤمن المتطوع بقيمة ما ويريد ان يحققها من خلال نشاطه التطوعى، وقد تكون هذه القيمة  أخلاقية او دينية اوغيرها .
2-    الفهم :
ان يكون للمتطوع رغبة فى تعلم وفهم الجديد واكتشاف مهارات جديدة من خلال ممارسة العمل التطوعى .
    
3-   إجتماعى :
أن يسعى المتطوع بعمله التطوعى مجاراة القريبين منه الذين التحقوا بالعمل التطوعى وان يكون لديه علاقات مع الأخرين .
4-   وقائية :
أن يسعى المتطوع من خلال عمله التطوعى  لتخفيف المشاعر السلبية  مثل الوقاية من أعراض الوحدة  والشعور بالتقصير إتجاه الاخرين وغيرها .
5-   المنفعة التبادلية:
حيث يلتحق المتطوع بالعمل التطوعى لأنه مؤمن بأن مايقوم به من عمل سيعود عليه بالنفع يوما ما .
6-   التقدير :
حيث يسعى المتطوع من خلال الإلتحاق بالعمل التطوعى هو الحصول على التقدير من الاخرين نظير الخبرات والمهارات التى يمتلكها .
7-   إيجاد أو تحقيق الذات
حيث يسعى المتطوع من خلال إلتحاقه بالعمل التطوعى لتحقيق الرضا الذاتى مما يعود عليه بالإحساس بالسعادة وانه  شخص جيد
8-   التفاعل الإجتماعى
حيث يلتحق المتطوع بالعمل التطوعى بهدف بناء شبكة علاقات اجتماعية واكتساب أصدقاء جدد .
9-   نقل الخبرة بغرض التفعيل :
  وهو ان يسعى المتطوع من خلال نشاطه التطوعى لنقل خبراته اتجاه حدث ما مر بحياته  وذلك بهدف توعية الاخرين لكى يستفيدوا من تجربته ، مثل مدمن المخدرات المتعافى او مريض السرطان المتعافى...وغيره ، فهو بذلك يفيد الآخرين ويعزز من نشاطه على مواصلة نجاحه.
   10 - التطوير الوظيفى
   حيث يلتحق المتطوع بالعمل التطوعى لتطوير مهاراته وكسب المزيد من الخبرات بهدف الحصول على وظيفة
    جديدة او   التطور بوظيفته الحالية.



  وتشير بعض الدراسات الأخرى التى اجريت على بعض المتطوعين فى المؤسسات التطوعية ، إن الدوافع والحاجات التى تجعل المتطوع يلتحق فى المؤسسة التطوعية هى أحد الدوافع التالية.

  • ان يكون المتطوع مؤمن برسالة المؤسسة التطوعية وإمكانيتها .
  • ان يكون للمتطوع رغبة فى مساعدة الآخرين .
  • ان يكون للمتطوع رغبة فى تحقيق الرضا الذاتى من خلال مشاركته فى العمل التطوعى
  • أن يكون للمتطوع رغبة فى أن يشارك بمهاراته وخبراته مع أشخاص آخرين لتحقيق مكانة معينة  
مما سبق نكون قد تعرفنا على نبذة مختصرة  للدوافع والحاجات التى تحفز الإنسان للقيام بالإعمال التطوعية او الانضمام  لمنظمات وفرق تطوعية ، وما تبقى لنا هو كيفية توظيف ماذكرناه فى تطوير أداء  المتطوعين ولعلى أقوم بذلك فى المادة  القادمة .



 إعداد : د.عمر سالم المطوع
باحث فى سلوك المؤسسات التطوعية

----------------------------------------------------------------------------------------

المراجع العربية :

  • قوة التطوع تطبيقات سعودية عام  2012 د. يوسف الحزيم

المراجع الأجنبية


- Age and motives for volunterring 2009 by María Celeste Dávila -

-Impact of Volunteer Management Practice on volunteer motivation and satisfaction to enhance Volunteer Retention 2014 by Omar AlMutawa


مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...