الإصلاحات الجريئة

 

إن التغيير السريع والإصلاحات الجريئة، تثير قلق الأفراد والمؤسسات، حتى وإن كانوا يرغبون بالإصلاح ظاهراً ولكنهم فى الحقيقة يخشون مايزعجهم من ذلك التغيير. لذا على كل من يسعى إلى التغيير والإصلاح،  أن يدرك تبعات الإصلاح الجريء والسريع الذي يفوق توقعات الأفراد والمجاميع.

إن تفهم الناس لأهمية التغيير والإصلاح لايعنى بالضرورة استعدادهم الفوري للتخلص مما اعتادوا عليه من سلوكيات وممارسات  . لذا من أراد أن يصلح مجتمع أو مؤسسة فليفكر بوسائل وطرق تجعل  إصلاحه مقبولاً حتى يحصل على  الدعم والتضامن من الأخرين ليتمكن من مواصلة مسيرته الإصلاحية.

 إن تغيير وإصلاحات الدفعة الواحدة السريعة  قد  يكون ثمنه الفراغ والتخبط  الذي يثير القلق والإنزعاج ،  مما يجعل حال  الناس  " إمسك مجنونك  لايجيك إلى أجن منه"  فحينها تكون  المقاومة والحنين إلى الماضي المضر الذى اعتادوا عليه لسنوات طويلة . لذا على من يريد الإصلاح أن يكون واعيا لمآلات الأحداث وأثارها، ومتفهم للواقع الذي يعيشه الناس، فمن الحصافة التعرف على وسائل تهدئة النفوس وطرق الاستيعاب، حتى يألف الناس التغيير والإصلاح المنشود ويتفاعلوا معه إيجابيا.

 

د.عمرسالم المطوع

الأول من محرم ١٤٤٢هجري