الأحد، 15 مايو 2011

الدور الدعوي فى الأزمة المالية

عمر سالم المطوع
الداعيه الى الله عزوجل يشارك فى أدوار مختلفة فى الحياة فهوالأب والمربى الحكيم لأهله وأبنائه وهو الإبن البار لوالديه وهوالأخ الصادق و الوفي لإخوانه واخواته وهو الداعيه المتفاءل المستبشر برحمة الله فى حالات اليأس والإحباط  التى تصيب الناس وهو كذلك الداعية الواعى لما يحدث فى المجتمع من تداعيات فى جميع مجالات الحياة  فهو دائما يتأمل و يفكر فى كيفية الإستفادة من تلك الأحداث فى تقريب الناس الى الله ونشرأخلاق الإسلام وإن الإسلام دين شامل يتناول جميع مظاهر الحياة . وحيث إننى قريب من القطاع الخاص ومجال شركات الإستثمار والأحداث الساخنة حول الأزمة الإقتصاديه  وتداعياتها وأثرها الإقتصادى والإجتماعى على أفراد  المجتمع. لذا   اجد إن على العلماء و الدعاة الى الله و المؤسسات الدعوية والعلمية وأصحاب التوجه الإسلامى فى البرلمان وغيرهم ممن يستطيع ان يكون له أثر إيجابى فى حل الأزمة وتفريج كربات الناس أن يساهموا بشكل رئيسى فى حل مثل تلك الأزمات وأثارها على مستوى عدة مجالات:
الإجتماعى
  إن على الداعية ان يسعى فى قضاء حوائج الناس وتفريج كرباتهم والوقوف معهم وتذكيرهم بالله عزوجل ومعانى الصبر والتوكل والرضا والثبات فقد رأينا الكثير من الناس البسطاء متضررين من الأزمة الإقتصاديه وإنهيار أسواق المال فمنهم  من خسر كل مايملك والثانى عليه دين لوأنفق عمره كله لم يستطع سداده والثالث  أعفى من وظيفته بسبب تقليص المصاريف وهكذا سوف تجد أخى الكريم الكثير من تضرر بهذه الأزمة الإقتصاديه وعلينا أن نكون قريبين من واقع الناس نشد أزرهم ونواسى ألامهم  ونشير عليهم بالرأي السديد فى حال طلبهم النصح والمشورة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) رواه مسلم. وياحبذا أن تقوم المؤسسات الدعوية بعمل دروس عامة تركز فيها على الجوانب الإيمانية وربطها بالواقع الذى يعيشه الناس فى الأزمة المالية فلتلك المواعظ والدروس أثر كبير فى ثبات الناس على الحق والرجوع الى الله يقول سفيان الثورى رحمه الله : "ليس للشيطان سلاح للإنسان مثل خوف الفقر فإذا وقع فى قلب الإنسان منع الحق وتكلم بالهوى وظن بربه ظن السوء".

العلمى والشرعي
   فياليت ان ينبرى اخواننا الدعاة المهنيين فى عالم المال والإستثمار  فيكون صفا واحدا مع العلماء والمراقبين الشرعيين  المختصين فى المعاملات الماليه فيقومون بتحضير عدة بحوث وتقارير متخصصة فى تداعيات الازمة الماليه ووسائل علاجها قيقومون بعقد الملتقيات والندوات التى تناقش الموضوع بنظرة واقعيه وموضوعيه  بعيدا عن النظرة البسيطة التى يتم التركيز فيها فقط على (الربا) - فوالله ان أثار الربا مدمرة سواء فى حال الأزمة الإقتصادية أوالنهضة الإقتصادية  وهذا  ما نؤمن به وندعو اليه - وسوف يجد إخواننا الدعاة الكثير من المؤسسات الماليه التى ترحب برعاية مثل هذه الملتقيات وحسب علمى إن الكثير من المختصين أصحاب التوجه الإسلامى قد  كتبوا فى ذلك فياحبذا لو تجمع الجهود حتى يعم نفعها فإصدار مثل تلك التقارير وعقد مثل تلك الملتقيات التخصصية تؤثر بإذن الله فى أن يكون لنا دور واضح وجلي و ذو طبيعة تتوافق مع احكام الدين الإسلامى  فى محتوى  القرارات التى الى سيتم تطبيقها من قبل الجهات التنفيذية فى الدولة.
الشركات الإسلامية
وأجد إن من باب النصح الذى امرنا به شرعا أن نذكر أخواننا أصحاب القرار فى الشركات التى تعمل وفق أحكام الشريعة الإسلاميه فعليهم مسئوليه عظيمه فى إظهار الصورة المشرقه للإقتصاد الإسلامى الذى إنتشل الناس من الأثار المدمرة للربا  فعليهم أن يتوقفوا ويدققوا التأمل فى حصيلة التجربة الماليه الإسلاميه ومدىتأثرها فى الأزمة الحاليه وهل مؤسساتنا الماليه  تساهم فى إيجاد مجتمع ذو طبيعه إنتاجيه يساهم فى بناء الإقتصاد  أم أن يشجعون النمط الإستهلاكى لإفراد المجتمع. وهل الأدوات الماليه التى يتم إستخدامها تساهم في بناء إقتصاد متكامل وتنمية البلاد فى شتى قطاعات الحياة؟ وماذا  عن بعض الأدوات التى تشوبها شبهة الربا مثل "التورق" الذى أصبح منظما بشكل مخيف وأداة "للتكييش"، إن علينا ان نراجع انفسنا وان لا نتوسع بما لا تتحمله قدراتنا وإمكانياتنا فنؤسس فى كل مجال شركة بهدف تحصيل رسوم الإكتتاب حتى يظهر الربح فى ميزانية الشركة الام أو نقيم الأصول بأكبر من أسعارها ونسجل أرباح غير محققه بهدف تجمييل الميزانيات وقبض المكافأت، إن علينا ان نتوقف ونقيم تعاملنا مع الاخرين فكثير منا فى هذا القطاع أصيب بداء الكبر وسوء الخلق فما اوريكم إلا ما أرى  فيبطش ويستعلى على موظيفه  علينا أن (نقف، نراجع ، نقيم، نصحح) ثم ننطلق من جديد. فكما تقول الحكمة ((ليس من العيب ان تخطأ .... ولكن كل العيب ان تتمادى فى الخطأ)).

السياسى والنقابى
إن علينا أن نسارع فى تشريع قوانين تحافظ على إستقرار الإقتصاد ولاتكافىء أصحاب الإدارات السيئة  للقطاع الخاص والمتنفعين فمثل هذه التشريعات الكل يريد أن  تكون الكعكعه قريبه منه وتعالج مشكلته علينا أن نفكر فى مشاريع البنيه التحتيه وضرورتها وكيف نبنى المواطن المنتج علينا ان نشرع قوانيين تضمن جودة الادارت التنفيذية للشركات فلقد جمعت أموال المساهمين من قبل بعض الإدارات السيئة وإستثمرت فى نشاطات ذات مخاطر عاليه   فلنفكر بمصلحة البلد قبل مواقفنا السياسية  ولنشجع كل مشروع مدروس وحكيم  يساهم فى حل الأزمة الإقتصادية ولوكان من غير توجهاتنا.
  وأخيرا أقول إن الأزمة الحقيقيه والهلاك المروع هو ان يسلب منك الدين والايمان بعرض من اعراض الدنيا فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : ((بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا)) (رواه مسلم)

أفات فى طريق الدعاة


                                                                              بقلم :عمر سالم المطوع
من توفيق الله للعبد ان يجعله داعية إليه ، قال الله تعالي : (( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)فصلت [33] قال الحسن البصري عند هذه الآية : "هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا أحب أهل الأرض إلى الله أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته وقال إنني من المسلمين " . ولايخفي عليك اخي الداعية فضل الدعوة الي الله عزوجل وعظيم ثوابها  وكذلك أهميتها وضرورتها لبناء المجتمع المسلم فى ظل تلك الهجمات الشرسة التي تريدنا ان نسلخ من قيم ديننا  الحنيف . لذا إحذر أن توقف مسيرك فى الدعوة الي الله بحجة ان تكتفي بصلاح نفسك واهلك فو الله إن رضينا بذلك  ليتسلل الفساد الى منازلنا والى الأجيال القادمة . والحمد لله نحن فى  نعيش فى زمن وسائل الدعوة الى الله  فيه كثيرة جدا ، بدءاً من الدعوة الفردية الي الشبكة العنكبوتية الي القنوات الفضائية . ولقد أثمر تواجد الدعاة  والعلماء فى تلك الوسائل وخاصة القنوات الفضائية  أثرا طيبا مباركا. ولاشك إن الداعية أثناء ممارسته للعملية الدعوية بشكل خاص او بشكل عام  يتعرض لبعض الأفات والمنزلقات التي تؤدي به الي الهلاك والعطب .  لذا احببت ان أشارك أخواني الدعاة الى الله وأضع بين أيديهم تلك  بعض تلك الأفات  حتي يحذروا منها  وان لاتكون عائقا لهم فى مواصلة مسير الدعوة الى الله .
قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه *** ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه

الأفة الأولي: موت القلب
فأحذر أخي الداعية من هذا الداء العضال الذي بدأ يتفشي فى كثير من الدعاة فأصبحت كلماتهم جامدة لا حياة فيها وإنكبابهم على الدنيا أصبح منفرا للمخلصين والمحبين  لهم،  ومن أمثلة ذلك  إنهم قبل أن يلقوا المحاضرة يسألوا عن المكافاة المادية ويحزنون إن لم يتم حجز مقاعد لهم فى الدرجة الاولي وغيرها من الأمثلة المزعجة . يروى إن الإستاذ عمر التلمساني ألقي محاضرة فى أحد الدول العربية وبعد  إنتهاء المحاضرة أتي مسئول التنسيق على المحاضرات ليعطي الأستاذ مبلغا من المال  نظير محاضرته  فأبي الأستاذ ان يأخذ المبلغ وقال لو أعلم إنكم تعطون مال لمن يدعوا الي الله لما أتيت وألقيت المحاضرة فرد عليه مسئول التنسيق ولكن كل المحاضرين يأخذون تلك المكافأت فقال له الإستاذ عمر : ولكني لست من هؤلاء الكل  انما  أنا عبد علي باب الله . قال سيدنا  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه‏:‏ إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم‏.‏قالوا‏:‏ وكيف يكون منافقاً عليماً قال‏:‏ عليم اللسان جاهل القلب والعمل‏.‏

الأفة الثانية :لاتترك ميدانك الدعوي
لقد إفقتقدنا فى الاونة الاخيرة الداعية الميداني  فلقد ركز الكثير من الدعاة على الظهور الإعلامي وتركوا الدعوة فى  الاحياء التي يعيشون فيها   فلاتجد لهم أثر حتي على أقاربهم . الداعية الهمام  الصادق الذى ما أن يحل فى مكان إلا وتجد نسمات الدعوة الى الله  تنطلق فى المحيط الذى هو فيه والمساجد تعمر بالمصلين ، وجموع الشباب  تعود الى الله . فهو أينما حل وأرتحل يترك أثرا طيبا . فو الأب المربي القدوة لإبنائه وهوالذي يخالط الناس ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم ويتحين الأوقات المناسبة ليدعوهم الى الله وهو الموظف المثابر الذي ينصح زملاؤه ويساعدهم  . فهو مؤثر بمن حوله بحاله ومقاله وكما قيل  " إن دعوة الحال أبلغ من دعوة المقال" . قال سفيان الثوري رحمه الله‏:‏ يهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل‏.‏
ولنا في  النبي صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة فكان يقول لسادة قريش :" خلوا بيني وبين الناس" . فعن أنس بن مالك قال:    " كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت" البخاري. ولقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها  :"ما كان رسول الله يعمل في بيته قالت: كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِم" حديث صحيح . وهاهو سيدنا أبو بكر الصديق يتولي خلافة الأمة ومع ذلك لم يبتعد عن ميدان الدعوة والتواصل مع الناس فتجده يسارع ليقم بيت المرأة العجوز ولنا فى سلفنا الصالح الكثير من العبر إرجع لها تجد فيها نفع عظيم ويكون زاد  لك فى مسيرك الدعوي  . وممن المواقف التي أثرت فيني  فى عصرنا الحالي هو موقف الشيخ سيد نوح رحمه الله بعد عودته من عملية زراعة الكبد وطلب منه  الإطباء ان لايجهد نفسه  ولكنه  لم يستطع لأن هم الدعوة فى قلبه فهو يجد اللذه والانس فى الدعوة الي الله فعاد وأرتقي المنبر داعيا الله  فرحمه  الله رحمة واسعة
الأفة الثالة : غيبة العلماء والدعاة :                                                                             
ومما يحزن في هذه الأيام مانراه من قدح الدعاة والعلماء بعضهم لبعض فى الجرائد والمجلات حتي إن طلبة العلم والدعاة تجرؤ فى ذلك وأصبحت مجالسهم مليئة بتجريح العلماء والدعاة و المؤسسات والجمعيات الخيرية . قال النبي صلى الله عليه وسلم  (أتدرون ما الغيبة  قالوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أرأيت إن كان في اخى ما أقول قال فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ) رواه مسلم . قال النبي صلى الله عليه وسلم  (( إذا أصبح بن ادم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله  فينا فإنما نحن بك  فإن استقمت  استقمنا  وان اعوججت اعوججنا ))  الترمذي . قال الحافظ إبن عساكر رحمه الله ((واعلم بأن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، ومن وقع فيهم بالسلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب)) . قال الشيخ بن عثمين رحمه الله : ((وغيبة العلماء ليست كغيبة عامة الناس لأنّ العلماء لهم من الفضل والتقدير والاحترام ما يليق بحالهم ولأن غيبة العلماء تؤدي إلى احتقارهم وسقوطهم من أعين الناس وبالتالي إلى احتقار ما يقولون من شريعة الله وعدم اعتبارها وحينئذ تضيع الشريعة بسبب غِيبة العلماء ويلجأ الناس إلى جهالٍ يفتون بغير علم)). ومن جميل ما قاله الأمام البنا  في ذلك وهويوصي الداعية فى الله  : ((تجنب غيبة الأشخاص وتجريح الهيئات ولا تتكلم إلا بخير))


و فى الختام  لمن يريد ان يستزيد فى معرفة تلك الأفات على وجه التفصيل فليرجع لكتاب أفات على الطريق للشيخ د. سيد نوح  رحمه الله وكذلك إحياء علوم الدين- للامام أبوحامد الغزالي رحمه الله
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم

المراجع :
إحياء علوم الدين – الغزالي

أفات على الطريق – سيد نوح

سراجك يزهر

                                  سراجُك يُزهر
                                                                              عمر سالم المطوع
إن سراجك لايزال ينير لك الظلمة ولكن ربما قل شعاعه فى ساعة ضعف وفتور ولكن سرعان ما تراه يزهر مرةً أخرى لأن أصل الإيمان ومحبة الله ورسوله أرسخ فيه من أصول الشهوات والاهواء. وذلك ما قرره الصحابي الجليل حذيفه بن اليمان رضي الله عنه حينما قال: (( إن في قلب المؤمن سراج يزهر)) أي: يتألق ويسطع سناه . فالله الله فى إصلاح القلوب وتجديد التوبة مع علام الغيوب فهو سبحانه يُحب التائبين فقد قال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحــب     المتطهرين} البقرة . ففى التوبة النصوح الفلاح والنجاح والسعادة والإنشراح فقد قال الله تعالى : ((وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون )) سورة النور. وتامل ما قاله حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وهويبشرك  بفرحة الرب جل علاه بتوبة عبده : (( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها أي بحبلها ثم قال من شدة الفرح ((اللهم أنت عبدي وأنا ربك )) رواه مسلم
بتجديد التوبة نبدأ طريق الدعوة
يقول الإستاد محمد أحمد الراشد: (( فدعوة الإسلام اليوم لاتعتلى حتى يذكى دعاتها شعلهم بالليل ولا تشرق أنوارها ويتحقق نصرها مالم تلهج ألسنة دعاتها من قادتها وجنودها بقول {لاإله إلا أنت سبحانك  إني كنت من الظالمين} )).كم نحن بحاجة الى توبة نصوح تشرق انوارها على قلوبنا فتُشحذ نفوسنا وتصفى قلوبنا فننطلق فى مسير الدعوة الى الله  . ولا يكون  ذلك إلا بالمداومة على الطاعات وتصفية القلوب من  المعاصي والسيئات ،وتحليتها بالفضائل والصفات الحسنة حتى يزهر سراجك بإذن الله. يقول الإمـــــام البنا رحمه الله: ((دقائق الليل غالية فلا ترخصوها بالغفلة)).فالحذر الحذرمن تلك الغفلة المتواصلة التى جعلتنا نتخبط السير فنُقدم ماحقه التاخير ونؤخر ماحقه التقديم حتى إختلت عندنا الموازين وضعفت نفوسنا  فكثر من بيننا أصحاب المصالح والمطامع . الغفلة التى قد يصورها البعض بغير حقيقتها  بل قد يؤصلها شرعيا  فتزداد الإنتكاسة  ويزداد الضعف  يقول احد الصالحين :" توبة العوام تكون من الذنوب وتوبة الخواص تكون من الغفلة "



يقول الشاعر :
فكم أنت تنهى ولا تنتهي وتسمع وعظاً ولا تسمع
فيا حـــــجر الـــــــــــــــسن حتى متــــــــــــى تســــــــنُ الــــــــــــــحديد ولا تـقــــــــطع

إحذر الإصرار وكثرة الاعذار
والافة القاصمة التى توقعك فى الهلاك هى الإصرار على الذنب والرضا النفسى بذلك . والإصرار هو عزم القلب على فعل الشيء وترك الإقلاع عنه ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم خطورة ذلك فقال: ((إياكم ومحقرات الذنوب ،فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وذا بعود حتى حملوا ما أنضج خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه )) . وهاهوإبن عطاء الله رحمه الله: يصف لك مكمن الخطورة فيقول : ((أصل كل معصية وغفله وشهوة الرضا عن النفس واصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها ولإن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خيرُُ لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه فأي علم لعالم يرضى عن نفسه وأي جهل لجاهل لا يرضى عن نفسه))  . أما سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقد  أعطاك المؤشر التى تعرف فيه ذلك  وهو كثرة إعذارك لنفسك : ))إياكم والمعاذير فأن أكثرها كذب  ((فهى   بلاشك كذب العزيمة والإرادة والهمة قال الله تعالى:(( فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم)).وكم وجدنا فى انفسنا قبل الإقدام على الطاعة من تثاقل وكسل وحديث نفسى يبرر ذلك التقاعس ولكن ماإن نتعوذ من الشيطان الرجيم ونبادر بالطاعة إلا و يزول ذلك التثاقل  وتلك النظرة التصعيبية للأمور المراد فعلها فالطاعة معانٌ عليها  بفضل الله .
تيقن وتذوق حلاوة الطاعة
فى بداية طريق التوبة قد لاتستشعر حلاوتها فلازلت قريب عهد بذنب ولكن باليقين والإستغفار والمداومة على الطاعات  ستجد ذلك فكما إن  للمعصية عقوبة فإن للطاعة لذة لا يدركها إلا أصحاب الطاعات الصابرين عن الشهوات والسيئات فالله يورثهم سعادة في القلب ومحبة في نفوس الخلق  فتجد المؤمن يأنس بالجلسة البسيطة مع إخوانه في الله مما لا يأنس به أصحاب الملايين في لهوهم وحفلاتهم
وختاما لنرفع شعار التوبة  عمليا ونواظب على الطاعات ونبكر للصلوات حتى تزهر سُرجنا ونُلحق بالصالحين فاللهم أمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم



 المراجع :
  1. إحياء علوم الدين
  2. الحكم العطائيه
  3. العوائق+ الرقائق  الراشد

مشاركة العقول

                                   
                                                                             عمر سالم المطوع
                                                                                                        
 إن كثرة المسؤوليات وزحمة الأعمال في الحقل الدعوى الإسلامي قد يكون لها الأثر الكبير في غياب ذلك المفهوم الأصيل عن نظر قيادة المؤسسة الدعوية والعمل الإسلامى في الممارسة العملية . وقد يكون من أسباب ذلك طبيعة التفرد والرأي الواحد لبعض الدعاة إلى الله وتكون طبيعة المشاورة فقط لأجل الاستئناس بالرأي وقد قيل في السابق "إن من الإفلاس الاستئناس بآراء الناس " .
قال الله تعالى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } (آل عمران 159)
يقول الإمام النووي رحمه الله : "وتغنى هذه الآية عن كل شيء ، فإنه إذا أمرا لله سبحانه وتعالى في كتابه نصاً جليا نبيه صلى الله عليه وسلم بالمشاورة مع إنه أكمل الخلق فما الظن بغيره ؟ "  قال الحسن وسفيان بن عيينة " إنما أمر بذلك – أي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالمشاورة – ليقتدي به غيره في المشاروة ويصير سنة في أمته " .
"ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير المشاورة لأصحابه ، شاورهم يوم بدر في قتال المشركين  وشاروهم يوم أحد أيبقى في المدينة أم يخرج إلى العدو ، وشاور السعدين يوم الخندق فأشارا عليه بترك مصالحة العدو على بعض ثمار المدينة مقابل انصرافهم عنها فقبل رأيهما . وهكذا كان رسول صلى الله عليه وسلم كثير المشاورة لأصحابه على جلالة قدره وعظيم شأنه . والمتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد ذلك واضحا وجليا في العديد من المواقف والمشاهد ، قال العلماء : ( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم )" .
اخى الداعية :
  إن الاستبداد بالرأي والتعصب له والتفرد به له نتائج وخيمة على العمل الإسلامي ، فكم من المؤسسات الدعوية التي لها الأثر المفيد على المجتمع توقف نشاطها وضعف تأثيرها بسبب تلك القرارات الغير المدروسة والتي يغلب عليها الطابع الشخصي والنظرة الضيقة ، وقد نجد في المؤسسة الدعوية من يبرر ذلك التعصب بحجة المصلحة الدعوية والرؤية المستقبلية للمؤسسة التي  تتطلب ذلك القرار وذلك التغيير.
  إن ما أدعوا إليه هو  توسيع دائرة المشاروة والحوار ، لاسيما في المواضيع التخصصية التي تمارسها المؤسسة الدعوية فلا يصح أن يفتى في قضايا تربية الشباب والنشء  داعية شغله الشاغل العمل النقابي والسياسي وعلى هذا المنوال ، لذا يجب أن نحترم التخصص وأن يكون للقرارات الموصى عليها بعد جلسات المشاورة والحوار أليه عمل واضحة وتاريخ تنفيذ محدد وان يحاسب المقصر في ذلك فإن لم يكن ذلك فسوف تكون جلسات الحوار والمشاورة جلسات تهدئة وتنفيس. لذا يجب علي قيادة المؤسسة الدعوية أن تهيؤ الأجواء الصحيحة للمشاروة والحوار، فيتم إبلاغ المعنيين بأمر المشاروة بالموضوع مبكرا حتى يتسنى لهم البحث فيه  ومعرفة تفاصيله ويحبذ أن تحدد بعض المراجع العلمية للرجوع إليها وذلك حتى تكون جلسة المشاروة مستوعبة لكل تفاصيل الموضوع الذي سوف يتخذ القرار لأجله . يقول الإمام النووي رحمه الله : "واعلم أنه يستحب لمن هم بأمر أن يشاور فيه من يثق بدينه وخبرته وحذقه ونصيحته وورعه وشفقته، ويستحب أن يشاور جماعة بالصفة المذكورة ويستكثر منهم ويعرفهم مقصودة من ذلك الأمر ويبين لهم مافيه من مصلحة ومفسدة إن علم شيئاً من ذلك ، ثم فائدة المشاورة القبول من المستشار إذا كان بالصفة المذكورة ، ولم تظهر المفسدة فيما أشاربه وعلى المستشار بذل الوسع في النصيحة وإعمال الفكر في ذلك"
  ومما يحزننى فى هذه الايام كثرة الرموز الدعوية التى تنادى بالحوار وتلقيح الأفكار للجيل الشباب الدعوى مع عدم وجود تصور واضح لذلك الحوار فتفاجىء بأن جلسة الحوار ذات رأى واحد فالرمز الدعوي متمكن من الموضوع بشكل كبير وباقى الاخوة الشباب لايعرفون عن الموضوع شيء ولم يقرؤا فيه وغير مهيئين له فيكون  الحوارذات ردود أفعال وتشنجات لها مردود سلبى على  قناعات الإخوان الشباب فيكون لنا جيل دعوي يحب  الجدل والإثارة وإبهار الأخرين على حساب قوة الطرح والمادة العلمية و تحرى الحق وادب الحوار الذى طالما قرأناه وتعلمناه فى تاريخ سلفنا الصالح وتاريخ الدعاة المعاصرين..فما أريد  أن أوضحه هو إن الحوار شيء إيجابى وضرورى لكن تطبيقاته فى اوساطنا الدعوية تحتاج الى نضج ووضوح حتى يساهم فى إخراج جيل دعوي واعي يعرف كيف يحقق التوازن فى الشخصية الإسلامية بين الفردية والجماعية  وبشكل أوضح بين    (انا ) (ونحن) فهو ينمى ذاته ليساهم  فى دعم مؤسسته الدعوية  ويجتهد مع مؤسسته الدعوية من غير أن  يقصر فى بناءشخصيتة .
  يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها" ياليته هلك وحده بل قد يكون اهلك منابع الخير والنور التي استفاد منها عشرات الأجيال ، لذا فلنتقي الله بقراراتنا فو الله إن مسئوليه الدعوة أمرها ثقيل ومتعب فجزى الله خير من تحملها وبذل الجهد في سبيل نشر دعوة الله فتجد خطواته فى الدعوة دائما حكيمه ومدروسة  فيها إشراق أنوار الإيمان ونضج المشاورة لأهل الحكمة والرأي والتخصص ومحقّقه لمقاصد الدعوة الى الله والشريعة الغراء.
 وأود أن أختم مقالتي بوقفة مع أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز والتابعي الجليل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد فقاء المدينة السبعة المتوفى سنة102هـ ، قال عمر بن عبد العزيز : لأن يكون لي مجلس من عبيد الله أحب إلي من الدنيا وما فيها . وقال أيضا : والله إني لأشترى ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال فقالوا : يا أمير المؤمنين تقول هذا مع تحريك وشدة تحفظك؟ فقال : أين يذهب بكم ؟ والله إني لأعود برأيه وبنصيحته وبهدايته على بيت مال المسلمين بألوف وألوف ، إن في المحادثة –  يعنى له ولمثله – تلقيحا للعقل وترويحا للقلب ، وتسريحا للهم وتنقيحا للأدب " .
في الختام أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى مافيه الرشد والصلاح وان يجعلنا هداة مهتدين . وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المراجع والمصادر :
1.      كتاب الأذكار للنووي .
2.      رسالة المسترشدين – تحقيق عبد الفتاح أبوغدة .
3.      أصول الدعوة – عبدا لكريم زيدان .

البشارات

البشارات
                                     بقلم عمر سالم المطوع
                                                     Om4004@hotmail.com

عندما تكون فى زيارة للطبيب  لاعراض مرضية تشكو منها وعند الفحص السريرى بدأ الطبيب  يتلمس بعض الاعراض لمرض خطير جدا ً جداً. حينها طلب منك الطبيب  عينة من الدم للتأكد من خلوك من هذا المرض الفتاك وبينما انت تنتظر النتيجة وإذ بالطبيب يتصل عليك بعد أربعة أيام ويخبرك بضرورة عمل فحص من نوع للتأكد بشكل أدق فلازالت النتيجة الاولية غير واضحة والتحليل الجديد يستغرق  مدة إسبوعين  إضافيين حيث إن التحليل يرسل الى مختبر خارج البلد وبينما انت تنتظر تتنابك أفكار مزعجة فالاهل قلقون والحالة النفسية بين مدٍ وجزر فتأتى أوقات تحس فيها بالتفاؤل واوقات بالتشاؤم  الذى يجعل صدرك ضيقاً وكأنى أراك تكثر من الدعاء والإستغفار والرقية الشرعية   وهكذا الى أن إ نقضت المدة .وبعد وصول النتائج يتصل عليك الموظف الذى يعمل بعيادة الطبيب ويخبرك بضرورة حضورك للعيادة وذلك بناء على طلب الطبيب وبينما انت تستعد وتصلى ركعتين قبل الذهاب الى العيادة تدعوالله فيها بالفرج القريب   . الأن وصلت العيادة وها انت تدخل على الطبيب وإذ به يقوم من كرسيه ويصافحك ويقول : ألف ألف مبروك نتيجة التحاليل طلعت سليمة فالحمدلله ماتحتاجه علاج بسيط من المضاد الحيوى وبينما انت تسمع الخبر وإذ بوجهك ينبسط وتظهر عليك علامات الفرح وتقول للطبيب  لقد بشرتنى عسى الله يبشرك بالجنة. هل نظرت معى أخى القارىء الى هذا الشعور الجميل الذى يظهر أثره على النفس البشرية  عندما نسمع مثل تلك البشارات  . لذا رأيتك عرفت اثرها وجمالها فياليتنا نتحلى بها فى تعاملاتنا ونكون مبشرين لامنفرين فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم عندما بعث أبى موسى الأشعرى ومعاذ بن جبل رضى الله عنهما الى اليمن ((يسرا ولاتعسرا، وبشرا ولاتنفرا، وتطاوعا ولاتختلفا ))  رواه البخارى . وما اجمل ماقا له الشاعر :

إذا قلت كنت للقول فاعلا               وكان حيائى كافلي وضمينى
تبشرُعنى بالوفاء بشاشتي            وينطق نور الصدق فوق جبيني

البشارة و الربانيون
البشارة خلق كريم يتحلى به الدعاة الربانيون فيقومون ويبشرون الناس بعظمة وجمال شريعتنا الإسلامية الغراء.فالبشارة من من صفة الانبياء والمرسلين فقد قال الله تعالى :  ((كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ))البقرة  وقوله تعالى : ((ومانرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن أمن وأصلح فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون)) النساء. فانظر ودقق فهمك كيف ان الله عزوجل قدم البشارة على الإنذار فماعلينا إلا أن نُقدم أسلوب البشارة والترغيب فى دعوة الى الله عزوجل  فالأصل فى الحق انه يبشر أصحاب النفوس الصحيحة ويحثها على فعل الخيرات لان تلك النفوس الصحيحة ماإن تسمع نداء الإيمان إلا وتتغير به نفوسهم فيصبحوا من اهل الإيمان فيظهر  البشروالإنبساط على وجوههم  لما تذوقوا من حلاوة الايمان . والبشارة يندرج تحتها معنى الجمال والحُسن فقد  قال إبن فارس قى تعريف البشارة لغة ً: "هوظهور الشيء مع حسن وجمال " 1 و يقول الرازي   " والبشارة المطلقة لاتكون إلا بالخير وإنما تكون بالشر إذا كانت مقيدة به كقوله :  ((فبشرهم بعذاب اليم)) "2.أما  أصحاب النفوس السقيمة التى تبعت هواها وسبل الشيطان  فهو إنذار لهم من عاقبة الشرك بالله والغواية  والإنغماس فى المعاصى والأثام .
مصادر البشارة
وسوف تجد أيها القارىء بأن القرأن الكريم مليء  بالأيات التى فيها بشارة للمؤمنين ولن أحصيها فى هذه المقالة   ولكن تفكر معي فى هذه الاية يقول الله تعالى: (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدىً ورحمة وبشرى للمسلمين )) النحل  فالله الله فى قرأة القران الكريم وتدبر معانيه  فوالله ستجد فيه كل البشارة والسعادة.  و فى أحاديثه  صلى الله عليه وسلم  مايثلج الصدر ويشحذ الهمة فهو نبراس الهداية والبشارة  صلى الله عليه وسلم  فما إن تمتزج روحك بفهم أحاديثة صلى الله عليه وسلم إلا و تشمر عن ساعد الجد وتجتهد فى الاعمال الصالحة  التى يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مستبشرا بأثرها فى حياتك الدنيا  ورصيدها  الوفير فى الأخرة وسوف فى تجد احاديثه صلى الله عليه وسلم ما يحث على الزيادة فى شكر النعم والصبروالإحتساب فى البلاء لذا أضع بين يديك طائفة من أقواله صلى الله عليه وسلم املاً منك تدبرها وقرأتها بتمعن:
  قال النبى صلى الله عليه وسلم : ((بشر هذه الأمة بالسنا والدين والرفعة  والتمكين  فمن عمل منهم عمل  الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب)) رواه الإمام احمد
قال النبى صلى الله عليه صى الله عليه وسلم: ((انا أول الناس خروجا إذا بعثوا وانا خطيبهم إذا وفدوا ، وانا مبشرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذٍ بين يدي وانا أكرم ولد ادم على ربي ولافخر)) رواه الترمذى .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( بشر المشائين فى الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة))رواه أبو داود وصححه الألبانى

البشارة فى الدعوة الى الله

إن على الدعاة الى الله ان يشيعوا جو البشارة فيما بينهم وان يستخدموه فى وسائلهم الدعوية لما لذلك من أثر فى بث روح التفاءل فى مجتمع الدعاة  وتقريب المدعوين الى الإلتزام بتعاليم الدين القويم . فللبشارة  أثر كبير فى رفع الروح المعنوية للدعاة بل تساهم بشكل رئيسى فى مضاعفة الجهد والإنجاز فهاهو النبي صلى الله عليه  وسلم فى شدة الظروف التى أحاطت بالمسلمين فى غزوة الخندق يبشرهم ويقول : ((والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء وانى لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق أمناً وأن يدفع الله عز وجل مفاتيح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوز هما في سبيل الله)). سنن البيهقى الكبرى
والطريق الى تحقيق البشارة فى بين الدعاة الي الله يكمن فى ثقتنا بنصر الله وتمكينه للمؤمنين، وان نشيع الأجواء  الإيجابية التى تساعد على العمل الدؤوب والإنجاز، وان نكون على حذر من إشاعة الأجواء والاخبار السلبية فعادة مثل تلك الاجواء والاخبار  تؤثر على نفسيات الدعاة وكيان المؤسسات الدعوية .فهاهو الرسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل الصحابي   سعد بن معاذ وسعد بن عباده وعبد الله بن رواحه وخوات بن جبير رضى الله عنهم ليعرفوا موقف يهود بنى قريظة في غزوة  الخندق فقال لهم  صلى الله عليه وسلم : ((انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا فإن كان حقاً فألحنوا لى لحناً أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس  وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس))3السيرة النبوية لابن هشام.ولقد رأينا كثيرامن الأثار السلبية لمثل تلك الاجواء التى جعلتنا نتكاسل فى سلوك الدعوة الى الله  .  نعم قد تصيبنا بعض الأحداث السلبية والمحزنة ولكن علينا ان ننظر لها بروح إيجابية فكثير من الأحداث عندما ننظر لها بروح سلبية لانجد لها حلاً ولكن  عندما ننظر إليها نظرة إيجابية نجد لها الكثير من الحلول والتصورات التى تجعلنا نحل المشكلة ونتقدم للامام .


باقى المراجع
1و2 نضرة النعيم فى أخلاق الرسول الكريم
فقه السيرة.. الغزالى.    
الرحيق المختوم.. المباركفورى.
الملتقى التربوى

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...