الأحد، 19 يونيو 2011

تحفيز الدعاة فى العمل الدعوي

     
                                                                                      

   من إكرام الله جل جلاله للعبد أن يجعله من الدعاة إلى الله الذين يرشدون الناس الى طريق الخير والفلاح  فقد قال إبن الجوزي رحمه الله :( من أفضل مقامات العبودية الدعوة الى الله ) . وتكليف الله عزوجل للنبى صلى الله عليه وسلم بتبيلغ الدعوة هو تكليف لأمته كما صرحت بذلك الاية الكريمة :(( قل هذه سبيلى ادعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وماأنا من المشركين))يوسف 108 ، والدعوة يجب ان تكون على يقين وبصيرة  والبصيرة هى المعرقة التى يميز بها بين الحق والباطل فعلى الدعاة ان يطلبوا العلم ويتعرفوا على طريق الدعوة وطبيعته والصفات التى يجب ان يتحلى بها الدعاة حتى  يستطيعوا التأثير فى المدعويين وتكوين جيل دعاة واعى لما يحدث فى المجتمع.
ولعل من المواضيع المهمه  التى يجب  تناقش فى منتديات  الدعاة هو كيفية تحفيز العاملين فى العمل الدعوي خاصة المتطوعين منهم  حيت تشير العديد من الدراسات  فى العمل التطوعي إن من بين كل 5 أشخاص متطوعين يتوقف 3 أشخاص عن العمل التطوعى  بسبب سوء الإدارة وعدم القدرة على توظيف مهارات المتطوعين بشكل صحيح . .إذن فمن المهم معرفة الدوافع التى جعلت ذلك الداعية يلتحق فى مؤسسات العمل الدعوى فمنهم من يريد أن يكون له بصمة فى الحياة والاخر يريد ان يمارس دور القيادة وتنمية المهارات وتجد من يلتحق بتلك المؤسسات للصحبة االصالحة التى تعينه على طاعة الله والاخر قد يلتحق للأسباب السابقة مجتمعة.
لذا اجد إن هناك العديد من الأهداف يمكن تحقيقها فى حالة نجاحنا فى تحفيز الدعاة وهى على سبيل المثال لاالحصر:
1-      إيجاد اجواء إيجابية بين الدعاة الي الله التي تساهم  فى  زيادة إنتاجيتهم على كافة قطاعات الحياة مما له أثر إيجابى فى صلاح الامة.  ومثل تلك الاجواء يشجع فيها المتميز ويذكر فيها الذى اصابه الملل من النمط الروتيني للعمل الدعوى .

2-      الإستفادة من الطاقات الدعوية خاصة التى امضت عمرا طويلا فى الدعوة وتوجيهها بشكل صحيح   يناسب المرحلة العمرية.

3-      تعريف قيادات المؤسسات  الدعوية على كيفية تحفيز الدعاة الى الله وذلك لضمان وجود جيل من الدعاة ذات طبيعة إيجابية.


مفهوم التحفيز:
  عادة عندما نسمع كلمة تحفيز يتبادر الى أذهاننا معانى كثيرة منها التشجيع والإيجابية والإنتاجية العالية المدعومة بالولاء للمؤسسة
التحفيز لغةً: حفز – حفزاً : حثه وحركه وكذلك أعجله وأبعده.  وتحفز أي تهيأ للوثوب وتحفز فى مشيه أي إحتث وإجتهد
التحفيز فى إصطلاح الكاتب: عبارة عن كل قول او فعل أو إشارة تدفع الدعاة الى الله عزوجل إلى الأداء الافضل او الإستمرار فيه وهو يثير دافعية الدعاة الى الله وينميها ويقدم المبرر الكافى والسبب المقنع للاداء المتميز.

وقد ورد أصل التحفيز فى القران والسنة من جهتين:
اولا : الحث على القيام بالعمل إن كان خيراً أوتركه إن كان شرا كما فى قوله تعالى:(( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم  وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين )) ال عمران 133  وقول النبى صلى الله عليه وسلم (( إحرص على ماينفعك وإستعن بالله ولاتعجز)) رواه مسلم
ثانيا: الثناء على العمل إن كان خيرا اوذمه إن كان شرا كما فى قوله تعالى (( نعم العبد إنه اواب ))سورة ص40 . وقول النبى صلى الله عليه وسلم (( نعم العبد عبدالله لوكان يقوم الليل)) رواه البخاري
والايات والأحاديث فى ذلك كثيرة وكذلك نجد فى تراثنا الإسلامى الكثير مما يحفز النفوس ويجعلها مشمرة للخير محبة له
مفاتيح التحفيز:
وإليك اخى الجبيب بعض الوسائل وهى على سبيل المثال لا الحصر فى كيفية تحفيز العاملين وهى نتاج قرأتى فى الموضوع وبعض الخبرات الدعوية الموجودة لدي  فإن كان فيها  خير فخذها وإدعوا لى بظهر الغيب وإن كـــــــان غير ذلك فلاتــــبخل علي بالنصيحة :
1-      غرس حب الدعوة الى الله فى نفوس الدعاة واهمية ما يقومون به.
النفس البشرية جبلت بأن تكون أفضل أداءاً وتميزا فى حال قيامها بأعمال تحبها او تتقرب فيها إلى من تحب  "فالقلوب المؤمنة التى إنطوت على حب الله ورسوله وحب الدعوة اليه تجدها دائما تهفو بمحبة الله فى كل حركة وعمل وسكنة من سكناتهم"   سيد قطب
  فغرس مفهوم الحب الله والرسول وحب الدعوة الى الله هى طريق التربية الإسلامية الاصيلة التى يجب أن يعتنى بها الدعاة المربون والقادة فى ميدان العمل الدعوي فعندما تكون مناهج الدعوة التربوية فى كل مرحلة من المراحل تركز على هذا المفهوم يكون لدينا جيل دعاة باذلا وقته وجهده فى سبيل الدعوة إلى الله مستمتعا بما يقوم به مستشعرا الاجر فى ذلك رغم ما يتحمله من كثرة الاعباء  ولابد من تعريف و تذكير الدعاة  بالأساليب والوسائل الشتى بأهمية ما يقومون به  من الدعوة الى الله  وحاجة المجتمعات إليه وإنه الدليل الجلي على  تعافي المجتمع من كدر الذنوب.
 قال الله تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله ))البقرة 165 يقول سيد قطب رحمه الله (( فالحب هذا الروح الساري اللطيف الشفاف الرائق البشوش هو الذى يربط القوم بربهم الودود)).

2-      فهم حاجات الدعاة الى الله وبذل الجهد لإشباعهاوالموازنة بين متطلبات نجاح المشروع الدعوي وبين إحتياجات الإنجاز الفردي.

   إن من رضي أن يكون فى ركب الدعاة أخذ على عاتقه تحمل مشاق ومتاعب الدعوة سواء بصورة فردية أو فى منظومة عمل دعوي يهدف الى الدعوة الى الله .  فإن ما أقصده فى فهم الحاجات وبذل الجهد لإشباعها فى كل مرحلة من المراحل هو إن فى بداية الأمر يلتحق الكثير من الشباب فى ركب الدعاة وصحبة الأخيار فى تحقيق حاجة الامن النفسى المتمثلة فى الرجوع الى الله والتوبة والإنابة ومن ثم تظهر الحاجة الى الإنتماء وان يكون لديه مجموعه ينتمى إليها ومن ثم تظهر عند البعض ملامح التميز والقيادة وذلك لتحقيق حاجة النفوذ وأن يكون له موضع إحترام بين إخوانه الدعاة   ومن ثم يتطور الأمر   لتحقيق ذاته فى إنجاز المشاريع الدعوية ذات طابعه الشخصى والتى فيها نوع من التحدي وإثبات الذات والتى من نتائجها الواضحه هى تطوير الذات والمهارات الشخصية
  لعلنا عندما نفهم حاجة كل مرحلة نستطيع ان نوجه وسائلنا الدعوية إليها ونشبعها بما يحقق رضا للدعاة وتقويم وإرشاد فى حالة الجنوح الى المطامع الشخصية التى هدفها التكسب بإسم العمل الدعوى  .ومن ناحية أخرى يجب أن يكون للمؤسسة الدعوية القدرة على تحقيق الموازنة بين متطلبات المشروع الدعوي وبين إحتياجات الإنجاز الفردى التى تساعد الدعاة علي تحقيق  طموحهم الذاتى  والنجاح فى تحقيق تلك الموازنة يخلق لنا جيل من الدعاة عنده الولاء للدعوة الإسلامية والقدرة على تحقيق المشروع الدعوى على أرض الواقع


3-      إحياء أجواء الأخوة الإيمانية  والتواصل الدعوي
 الاخوة الإيمانية التى طالما سمعنا عنها فى  الخواطر والدروس تلك الاخوة الصادقة الركيزة الأساسية فى وحدة وتكاتف الصف الدعوي  وما اجمل ذلك البيت الذي يقول فيه الشاعر:
                                                   تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا
 فعلينا أيها الاخوة الكرام أن نكون نماذج حية فى أرض الواقع تطبق معنى الاخوة فى الله وان نكون عمليين فى ذلك  لان كثيرا منا يفتر عن العمل الدعوى بسبب فقدان الاجواء الاخوية والتواصل والدعوى  وعلينا أن نقبل أعذار إخواننا فى حالة ضعفهم وندعولهم فى ظهر الغيب ونتواصل معهم وإن بعدوا عنا وإن جاؤونا قبلناهم وإنطلقنا معهم فى أجواء الدعوة الى الله  يقول  ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أحبُ إخواني إليَّ أخٌ، إن غبت عنه عذرني، وإن جئتُه قَبِلَنِي"

لذا علينا أن نقوم بالحقوق الشرعية للمسلم التى وردت فى أحاديث النبى صلى الله عليه ولنبتعد عن مايثير الجفاء والشحناء فى نفوس الأخوان ومن ذلك الغيبةوالحسد والكبر والإستهزاء والسخرية . وما أجملنا عندما نتحلى بأداب النصيحه ولانتصيد أخطاء الإخوان وعلينا أن نشيع جو البساطة والمودة والتكافل بين إخواننا فنهب لقضاء حوائج إخواننا ونسارع بإرسال الهدية الجميلة والرسالة اللطيفة فى حالة المناسبات السارة والمواساة فى أوقات الحزن والشدة والمرض. إن إحياء تلك الأجواء عامل رئيسى بعد توفيق الله فى ثبات إخواننا فى الدعوة والإستمرارية فى البذل والعطاء يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"

4-      الإهتمام والرعاية  والتكريم
 وحري بالمؤسسات الدعوية أن نهتم بالدعاة  المتميزين  ونوفر لهم جو الرعاية التربوية والعلمية الذى يساعدهم فى تحقيق  أهدافهم النبيلة فكم  شاب داعية متميز ضاع وقته وترك العمل الدعوي  بسبب قلة التوجيه والرعاية التربوية وقلة الإهتمام بالمتميزين .
  نريد أن نهتم بإخواننا  الدعاة ونشاركهم فرحتهم فى حالة تحقيق أهدافهم  بل  أبعد من ذلك نقوم بتكريمهم  ولوبكلمة طيبة تخرج بصدق من خلال المناسابات التى تعقدها المؤسسة فالثناء الممدوح هوالذى لامبالغه فيه ولا يخرج لنا جيل معجب بنفسه . إن إهتمامنا فى هذا الجانب مهم جدا في بناء بيئة إيجابية محفزة للدعاة فلو أن أحد العاملين فى المؤسسة حصل علي  منحة للدراسات العليا وسافر خارج البلد فمن المهم ان يكون هناك  تواصل وتشجيع وزيارة فى الله  فلذلك أثر كبير فى بقاء ذلك الداعية معطاء للمؤسسته بعد تخرجه وأثناء دراسته. ولقد أشارت  بعض الدراسات  فى تحفيز العاملين فى الاعمال التطوعية من إن المتطوعين صغار السن يحفزون بالامور المادية الملموسة والمتطوعين كبار السن  يحفزون بالأمور المعنوية الغير الملموسة مثل الإحساس بأنه قيمة مضافة فى المؤسسة التى يعمل فيها

5-      القيادة الفاعلة للمؤسسة الدعوية
       إن القيادة الفاعلة  وما تحتويه من القدرة على الأنجاز والتواصل مع أعضاء المؤسسة الدعوية لها دور كبير فى تحفيز العاملين. إن إختيار الأشخاص الأكفاء الذين يديرون المجاميع الدعوية له أثر كبير فى  تحفيز العاملين وذلك من خلال قدرتهم على جعل  الأهداف المنشودة أهداف محققة  ومنجزة فالشعور بالإنجاز يزيد القدرة على الأنجاز. وكذلك يتميزون بفهم إحتياجات الدعاة ومايمرون به من ظروف قد تصرفهم عن العمل الدعوى . إن القيادة التى تسطيع نزول الميدان الدعوى وتمارس الدعوة بشكل يومي ويكون لها الاثر الطيب فى أدوار الحياة التى تقوم بها فيكون لها دور واضح فى مسجد الحي وإن كان قليلا ولكن مستمر ويكون لها أثر مبارك فى الوظيفة أو التجارة وكذلك المعايشة التربوية مع الزوجة والأبناء  فعند ذلك تكون القيادة قادرة فى التاثير لانها مارست الدعوة وفهمت الواقع وإجتهدت فى وضع الحلول وشمرت للبناء.
      إن القيادة الفاعلة هى القيادة القادرة على  إيجاد جيل دعوي قيادى  متفهم للمجتمع الذى يعيش فيه قادرا للتأثير الإيجابى فيمن يتعامل معه .
 إن القيادة الفاعلة تستطيع ان تحرك الناس نحو الهدف بعكس القيادة الإنفعالية التي لاتتحمل قبول النقد فى الإداء ويضيق بها الامر إذا وجدت اراء مخالفة لها وهذا النوع من القيادة يجعل الدعاة يصدون عن العمل الدعوي من خلال تلك المؤسسة الدعوية ،تشير الدراسات إن أهم المهارات التي يحتاجها القيادين فى المؤسسات التطوعية تندرج ضمن خمسة بنود رئيسية وهي :

1-القيادة المؤسسية :
وتشمل تلك المهارة قدرة قيادة المؤسسة التطوعية على الإلتزام  بتحقيق رؤية المؤسسة وكذلك تميزها فى التخطيط الإستراتيجي ومتابعة الخطة التشغيلية ، القدرة والأبداع فى إستخدام التقنية التكنولوجية لتحسين اداء المؤسسة ،القدرة على الإفصاح والتعبير على إنجازات المؤسسة ومتطوعيها فى المنتديات العامة

2-قيادة نظام المؤسسة :
         الإلمام بنظام المؤسسة والإلتزام بتطبيقة ، توجيه المواضيع التخصصية التي ترد لقيادة المؤسسة  الى الأشخاص المتخصصين ،فهم وتطبيق دينامكية فرق العمل والسمات الشخصية للمتطوعين ، الرغبة والإستعداد فى إشراك الأخرين فى إدارة المؤسسة وتأهيلهم لذلك



3 - بناء طبيعة وثقافة المؤسسة :

القدرة فى الإستفادة من خبرات المختصين لتطوير الأساليب الإدارية فى المؤسسة ، القدرة على خلق  البيئة الإيجابية فى المؤسسة التي تساعد المتطوعيين على البذل والعطاء والتعلم ،  التواصل وتحفيز وتشجيع المتطوعين وجعلهم فاعلين ، نشر ثقافة التعلم والإستماع الى ملاحظات المتطوعين، الثقة التامة بالمتطوعين وقدرتهم على إنجاز الأعمال المناط بهم ، نشر وتشجيع السلوكيات الإيجابية التي تساهم فى تحقيق النجاحات ومساعدة الاخرين فى ذلك  . و على قادة المؤسسات الدعوية أن يديروا مؤسساتهم بثقافة العمل التطوعي التي تركز على الحوار والإقناع وقد أخطأ الكثير من القادة عندما قاموا بإدارة المؤسسات الدعوية بثقافة الشركة التجارية التي تدار بطريقة الموظف والمدير  لذا علينا ان نلحظ ذلك فالبون شاسع بين الثقافتين ومؤثر جدا على مستوي الأداء.

4- -مهارات شخصية :
وهناك مهارات شخصية يجب ان يتحلي بها القيادات فى المؤسسات التطوعية ومنها القدرة على تطوير الذات وكذلك القدرة على إيجاد الحلول ، مهارات الإتصال والإنصات ، التفكير الإبداعي ، القدرة على إدارة التغيير

5-مهارات إدارية :
فهم طبيعة الوظائف فى المؤسسة التطوعيه وكيف تعمل بفاعلية ، الكفاءة فى إستقطاب المتطوعين الاكفاء للعمل داخل المؤسسة ، الكفاءة في توظيف المتطوعين فى المكان المناسب  ، الكفاءة فى تدريب المتطوعين أو إيجاد البرامج التدريبية المتميزة التي تطور ذواتهم ، القدرة على حماية المؤسسة والمتطوعين من حدث يضر بهم، الكفاءة فى تقييم اداء المتطوعين والإعتراف  بإنجازاتهم ، القدرة والكفاءة فى الإحتفاظ بديمومة عطاء المتطوعين  وفق ظروفهم المختلفة


6-      إحاطة الدعاة العاملين بدورهم فى رسم الصورة الجميلة للمشروع الدعوى الذي يقومون به.

لكل مؤسسة او مجموعة دعوية هدف سامى تدعو إليه وقد يتركز هذا الهدف على جانب واحد من جوانب الحياة فمثلا قد تركز المؤسسة على صلاح الاسرة المسلمة وتربية الابناء والمؤسسة الاخرى على رعاية السجناء التائبين وهكذا..الخ . لذا حرى بالقائمين والعاملين فى المؤسسة الدعوية أن يطلعوا إخوانهم الدعاة  عن الدور الذى يقومون به وعن الصورة الدعوية  الجميلة التى يرغبون للوصول لها فى هذا المجال .إن وضوح المشروع الدعوي ومعرفة الدعاة لدورهم فى رسم هذه الصورة والمراحل التي يمرون بها لرسم تلك الصورة (أي المشروع الدعوي)فى المجتمع له دور كبير فى التحفيز وشحذ الهمم ومواصلة المسير فى رسم صور أخرى جميله فى مجتماعتنا التى نعيش فيها .فكثير من الدعاة فترت همتم لانهم لايعرفون اخر تطورات الإيجابية للمشروع الدعوي الذى يقومون به وحجم تأثيره فى المجتمع . وهذا الامر يتطلب وضوح رؤية المؤسسة واهدافها فى عقول المتطوعين .
 لذا علينا بين الفترة والاخرى ان نقف ونحدد مقاييس التقييم التى نقيس بها نتائج المشروع الدعوى الذى تقوم به المؤسسة ونعقد ملتقى نجمع فيه إخواننا الدعاة ونعلمهم بما توصل له مشروعنا الدعوى ونكرمهم على هذا النجاح ونشاورهم ونستمع إلى ارائهم فكل الخير فى مشاورة عقول الرجال.
 وفي هذا السياق اود ان اشير لضرورة وجود رؤية للمؤسسة الدعوية  ويتم صياغةالاهداف المرحلية للتحقيقها مع قناعتنا التامه إن نظريات الإدارة التي فى الغرب يجب ان لانتبناها بحذافيرها فى مؤسساتنا الدعوية لان طبيعة المؤسسات والمجتمعات تختلف فكثير ممن إستفاد من مدرسة الإدارة فى الغرب يحكيها لنا مترجمة ويحاول تطبيقها من غير درايته بظروف الافراد وخبراتهم وقدراتهم  فيكون الإخفاق و الملل .




7-      التعرف على شخصيات الدعاة العاملين  والمجالات التى يرغبون للعمل  بها والتي تتناسب مع قدراتهم وأوقاتهم:

إن المعرفة التامة بطبائع شخصيات الدعاة المشاركين فى المؤسسة الدعوية يجعلنا نوجه الطاقات بشكل الصحيح نحو تحقيق الهدف  وذلك يتطلب حكمة وحذق من القائد الدعوي . ولقد اشارت الدراسات بأن 35% من المتطوعين يتركون التطوع فى السنة الاولي لإن إدارة العمل التطوعي غير قادرة على الإستفادة من قدراتهم وغير متفهمة لظروفهم وإمكانياتهم. ولعل عمل الإستبانات السنوية التي تقيس تلك الجوانب لدي الدعاة وتحليلها بشكل عملي والأخذ بنتائجها مهم فى توجيه الطاقات والتعرف عليها بشكل صحيح بل أكثرمن ذلك من خلال قياس الرضا الوظيفي الذي يتمتع به الدعاة العاملون وهو يختلف عن الرضا الوظيفي فى مفهومه العام المرتبط بالراتب والمسمي الوظيفي، وتشير الدراسات بإن الرضا الوظيفي بالأعمال التطوعية حسب تصنيف   (VSI)ترتبط إرتباط وثيق بالنقاط التالية:
1-      قوة وجودة التواصل بين المتطوعين  وهو من الاسس الرئيسية فى الرضا الوظيفي.
2-      وضوح المهام الوظيفية للمهمة التي يقوم واغلب المتطوعين المتميزين يحبون المهام التي فيها تحدي  والتي تتناسب مع قدراتهم
3-      إشعار المتطوع بأهميته فى المؤسسة وان الدور الذي يقوم فيه دور مهم وحيوي فى المؤسسة . فعند إحساس الدعاة بعدم اهميتهم فى المؤسسة التي يعلمون يولد لديهم نوع من الإحباط والإنشعال بسفاسف الامور.
4-      الدعم الثقافي والتدريبيى لأعضاء المؤسسة الدعوية وإيجاد البيئات الإيجابية  التي تحث الدعاة على تطوير ذواتهم وقد بينت الدراسات إن المتطوعين الذي يخضعون لدورات تدريبية اكثر رضا من غيرهم من المتطوعين
5-      تكامل الادوار بين أعضاء المؤسسة الدعوية وقوة العلاقة التي تربطهم تلعب دور رئيسي فى تحقيق رضا المتطوعين وقد اشارت الدراسات بإن من أهم الأسباب التي يتوقف المتطوعون بسببها عن الأعمال التطوعية هو ضعف تكامل الادوار بين اعضاء المؤسسة


8-       الخطة الإستراتيجية ووضوح وإحترام اللوائح والسياسات  للمؤسسة الدعوية والوصف الوظيفي لمهام العاملين فى المؤسسة

بناءاللوائح والسياسات للمؤسسة الدعوية والخطة الإستراتيجية وتطبيقها يشعر العاملين بأهمية النظام ورقي مؤسستهم الدعوية فكثير من الدعاة لايعرفون حدود وماهية المهام المطلوبة منهم فتراه ينشغل فى اعمال تنفيذية يومية على حساب تطوير ثقافته ومهاراته الشخصية  وبعد فترة من الزمن  يكتشف ذلك فيقل عطائه ليتدارك مافاته, إن وضوح المهام يرفع الحرج عن العاملين منذ قبولهم للإلتزام فى تلك المهمة واثناء عملهم فيها ، وكذلك ييسر قياس اداء العاملين وتطوير قدراتهم.
 إن فهم بيئة العمل المؤسسة الدعوية الحالية وإستشراق صورة المؤسسة  فى المستقبل  مهمة جدا قبل البدء فى بناء الخطة الإستراتيجية واللوائح والسياسات فتلك الخطط واللوائح توضع للتطبق وليس ليقال إننا عملنا خطة إستراتيجية مدتها 20 سنة ونتفاخر بذلك، فلذلك التفاخر نشوة وقتية إذا لم يتبعها تنفيذ ومتابعة فسيكون الفتور من الدعاة العاملين.

9-      بناء  السمعة والصورة الذهنية الإيجابية  للمؤسسة الدعوية

ولقد عرف علماء الإدارة والعلاقات العامة العاملين داخل المؤسسة بالجمهور الداخلي  والذين تقدم لهم السلعة او الخدمة أو القيم والافكار بالجمهور الخارجي ، ولا شك إن بناء سمعة المؤسسة والصورة الذهنية للإيجابية  يلعب دور رئيسي فى تحفيز العاملين لانهم فخورون  بمؤسستهم المتميزة ، يتكلمون عن ادائها بكل إعتزاز ، رجالات مؤسستهم رموز تفتخر الاوطان بهم .

إن بناء السمعة والصورة والذهنية ليس وليد اللحظة والإرتجال بل هو وليد خطة واضحة قد يستغرق تنفيذها عدة سنوات، ولقد فشلت الكثير من مشاريع المؤسسات الدعوية بسبب عدم إهتمامهم بذلك الجانب . والصورة الذهنية هوانطباع صورة الشيء في الذهن، أو حضور صورة الشيء في الذهن،  ووسائل الإعلام تلعب دور رئيسي فى بناء الصورة الذهنية والسمعة سواء كانت إيجابية او سلبية . ومن  أهم معايير الصورة الذهنية الإيجابية والسمعة الطيبة للمؤسسة هو (جودة الإدارة وقدرتها على التطور – جودة المنتج أو الخدمة أو القيمة والافكار – الإهتمام والإحتفاظ بالأشخاص المتميزين – النزاهة المالية –إستخدام إمكانيات المؤسسة بشكل امثل والإبتكار – صداقتها مع المجتمع والبيئة ) . ولعلي أري من المناسب أن أذكر هنا الخطوات الاولية للتحسين السمعة والصورة الذهنية للمؤسسة  وهي كالاتي :
(1) التقييم الداخلي وتحديد الصورة التي ترغب المؤسسة في تكوينها عن نفسها.
(2) معرفة الصورة الذهنية التي يحملها الجمهور عن المؤسسة.
(3) التصميم والتنفيذ لخطط العمل.
(4) التسويق داخليًا وخارجيًا للصورة الذهنية المستهدفة.
(5) االتقييم  والمراجع


وفى الختام نشير الى إن هناك العديد من وسائل ومفاتيح التحفيز  التى أتمنى  أن يهتم بها الدعاة لتشجيع إخوانهم وتحفيزهم لفعل الخيرات ولكن ماذكرته هوما وفقنى الله عزوجل لكتابته  فإن كان فيه خير فهو من الله وحده وإن كان فيه خطا أو نسيان فأسأل الله أن يغفر لى 






د.عمر المطوع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...