الاثنين، 29 أبريل 2019

الحوار ثقافة


الحوار ثقافة ، من لم يتربى عليها في الصغر يصعب عليه ممارستها عند الكبر ، ومن المعروف إن الحوار يكون ذو قيمة وفائدة اذا سادت أجوائه الإحترام والأدب والصدق ، فهو أداة فاعله لتغيير القناعات وتصحيح الأفكار الخاطئة حيث من خلاله يمكننا الوصول الى منطقة مشتركة مع الطرف الذي نحاوره ، ويمكننا كذلك حل مشكلات شائكة بسبب تباين الأفهام والوصول إلى حلول تكون وسيلة للنجاة والنجاح .

والموفق الذي يعي إن من طبيعة الحوار التقلب في نفسيات وإنفعالات الأطراف المتحاورة ، وذلك الوعي يجب أن يقود الأطراف المتحاورة الى ضبط الانفعالات وإستخدام الألفاظ المناسبة التي تضمن إستمرار الحوار والوصول الى النتيجة المرجوة ، ولعل من أشد العوائق التي تفشل الحوار هو تعظيم " الأنا " عند المتحاورين حتى يعتقد احدهم بإنه محتكر للحقيقة ، وإن الطرف المقابل له لا يفقه شيئاً وأنه مجرد فقيه في اللسان وليس له خبرة في الميدان .

ختاماً ....
إن المتأمل لما حوله يجد الكثير من الممارسات السلبية في الحوار التي كانت سبباً لهدم العلاقات وإحداث الخلافات القلبية التي كانت نتيجتها الخصومة والعداوة والجفاء ، والحصيف الذي لا ينقل حوار الأفكار و وجهات النظر الى خلافات شخصية تتعمق أثارها ويصعب علاجها .

كتبه / عمر المطوع


لا تُقفل عقلك


إن حالة التعصب لفكرة أو قناعة ما ، قد تقود بعض الأشخاص إلى معاداة كل من يختلف معه، فتظهر لنا أحد أنواع " التقفيل" كما هو دارج عندنا فى لهجتنا المحلية.

إن الشخصيات التى تعانى من هذه الحالة ، دائما تصارع من أجل إثبات وجهة نظرها، ويغلب عليها تجاهل الحقائق الواضحة مالم تكن لصالحها وتخدم ماتؤمن به من أفكار وقناعات . إن مثل هذه الشخصيات يُزعجها الخوض فى حوار ونقاش تكون نتيجته عدم صلاحية ما تؤمن به من قناعات وممارسات .


إن هذه العقليات المتحجرة ، خطورتها تزداد عندما تتولي مناصب قيادية أو تلعب دور رئيسي فى توجيه الأجيال فهى تستطيع من خلال تلك المناصب ممارسة التأثير والتشوية للعقليات التى حولها. لذا حتى نحمي أنفسنا من أن نكون من العقليات المتحجرة أو سريعة التقفيل لابد أن ندرك ونمارس التالي :

١- الإختلاف بالرأي أمر طبيعي ، والإختلاف لا يعنى الخلاف ولكنه يعنى إختلاف الزوايا أو الأطر الفكرية التى يتم من خلالها تقييم الموضوع. والإختلاف لا يُخولنى أن أستبعد الشخص المقابل لى وأن أدخل معه فى عداء.

٢- ممارسة التسامح وسلامة الصدر  ، والبحث عن نقاط الإتفاق التى تجمع وأن لا نتمحور على نقاط الخلاف التى تعمق الفجوة بيننا وبين الطرف المقابل.

٣- الإختلاف قد يكون تكاملاً ، وهذا المفهوم نحن بأمس الحاجة له فمن يختلف معك قد يكون مكمل لك ووجوده صحى فى حياتك بل قد يكون عنصر قوة خاصة اذا كنت فى منظومة عمل جماعي.

٤- لا تنزعج من النقد ، ولكن إعرف كيف تتعامل معه فى تعزيز نقاط القوة التى تمتلكها وفى تلافى نقاط الضعف والسلبية ، وعود نفسك على الإستماع والإدراك لرسائل النقد التى تصلك حتى وإن لم تكن فى أسلوب النصيحة المهذبة .

ختاما
 إحرص بأن تتعامل مع من حولك بقوة الفكرة  وإياك أن تعتاد على إستخدام فكرة " القوة " لفرض قناعاتك وأطروحاتك ، فالإعتياد على هذا الأسلوب يجعلك تتقوقع على ذاتك  وتنزوي بعيداً عن ميادين النجاح.


بقلمد.عمر المطوع

الأحد، 21 أبريل 2019

خلافاتنا ومنكهات الكماليات


إن تقسيم )الضروريات ، الحاجيات، التحسينات ) عند الإصوليين مفيد جداً لنا  لتقييم الأحداث والمواقف التى تحصل لنا فى حياتنا ،فمثلا قد يطلب الزوج أو الزوجة من بعضهم البعض أمراً قد يكون سبباً لمشكلة تهز أركان البيت، و لو رجع كل واحد منهما إلى تقييم الأمر من  زاوية  الضروريات و الحاجيات و التحسينات ، لكانت ردة الفعل أنضج وأقرب إلى الحكمة.

والعجيب إن البعض تتوفر  عنده الضروريات و الحاجيات والتحسينات والكماليات بأشكالها المتعددة ، ولكنه ما إن يفتقد بعض منكهات هذه الكماليات إلا ويبدأ بإثارة المشاكل التى لا ينتهي مداها إلا بالفراق ولو تدبر بعقلانية لوجد إن تلك المنكهات لا تستحق كل هذا الحنق والغضب. لذا فإننا لابد أن ندرك أن الكماليات يمكن أن نطلق عليها مستلزمات الرفاهية (welfare)وهى تختلف بإختلاف مستوي دخل الفرد ومستوي معيشته وتتطور بتطور نمط الحياة الذى يحياه. والموفق والمسدد من يرتب أموره من حيث القرب والبعد بناء على أسس صحيحة  لا تخالف شرع الله وتتواكب مع ما يحصل من حوله من تطور وتغيير.

ختاماً
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ" متفق عليه

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...