الحوار ثقافة ، من لم يتربى عليها في الصغر يصعب عليه ممارستها عند الكبر
، ومن المعروف إن الحوار يكون ذو قيمة وفائدة اذا سادت أجوائه الإحترام والأدب
والصدق ، فهو أداة فاعله لتغيير القناعات وتصحيح الأفكار الخاطئة حيث من خلاله
يمكننا الوصول الى منطقة مشتركة مع الطرف الذي نحاوره ، ويمكننا كذلك حل مشكلات
شائكة بسبب تباين الأفهام والوصول إلى حلول تكون وسيلة للنجاة والنجاح .
والموفق الذي يعي إن من طبيعة الحوار التقلب في نفسيات وإنفعالات الأطراف
المتحاورة ، وذلك الوعي يجب أن يقود الأطراف المتحاورة الى ضبط الانفعالات
وإستخدام الألفاظ المناسبة التي تضمن إستمرار الحوار والوصول الى النتيجة المرجوة
، ولعل من أشد العوائق التي تفشل الحوار هو تعظيم " الأنا " عند
المتحاورين حتى يعتقد احدهم بإنه محتكر للحقيقة ، وإن الطرف المقابل له لا يفقه
شيئاً وأنه مجرد فقيه في اللسان وليس له خبرة في الميدان .
ختاماً ....
إن المتأمل لما حوله يجد الكثير من الممارسات السلبية في الحوار التي كانت
سبباً لهدم العلاقات وإحداث الخلافات القلبية التي كانت نتيجتها الخصومة والعداوة
والجفاء ، والحصيف الذي لا ينقل حوار الأفكار و وجهات النظر الى خلافات شخصية
تتعمق أثارها ويصعب علاجها .
كتبه / عمر المطوع