الاثنين، 23 مارس 2020

العمل الجماعي والمرحلة الحرجة



إن العمل الجماعي الذى يعيشه الفرد  قد يكون من خلال فريق عمل أو من خلال الانضمام  إلى مجموعة  مهنية  أو سياسية أو دينية أو غيرها ، وقد  يلاحظ  الفرد الواعي  مستوي الأداء الذي تعيشه المجموعة  والاختلافات  التى قد تنشأ أثناء العمل ، ولعل كثيرا منها يرجع إلى التباين فى  وجهات النظر  أو إختلاف الطبائع بل قد يكون السبب هو رفض التطور نحو الأفضل  والصعوبة فى تبنى الأفكار والرؤى الجديدة خاصة عندما يشعر أعضاء المجموعة إن الأهداف التى قد إجتمعوا من  أجلها قد تحققت  وأنه لا جديد لديهم لمواكبة  المجريات التى حولهم فحينها تتقزم المجموعة  وتصبح شلل صغيرة  متفرقه  يظن أعضائها إنهم مجموعة قوية  متماسكة  .

إن الوعي  بمكونات  العمل الجماعي  التى تعشيها المجموعة بالميدان   وتحليلها بعمق  وتقييمها من أجل التقويم ، ودراسة التباين الموجود فى الرؤي والتوجهات وتحديد الصورة الكبري التى تسعى المجموعة فى الوصول لها ذات أهمية بالغة  فى  المرحلة الحرجة التى  قد يمر بها العمل الجماعي. إن الاستمرار بهذه المرحلة الحرجة  والتغافل عن وجودها    له  أثار سيئة على المشاريع الحيوية والمهمة التى تتولاها المجموعة .

 إن هذه المرحلة الحرجة فى العمل الجماعي  لها عدة سمات منها :

١- التغيب واللامبالاة من  قبل الأعضاء فى  حضور الاجتماعات والفعاليات الخاصة بالمجموعة .
٢تفلت الأعضاء و إنضمامهم لمجاميع  عمل  أخري.
٣ضعف الاتصال والتواصل بين الأعضاء .
٤- أجواء سلبية مليئة بالتذمر  وانخفاض الروح المعنوية،
٥- عدم الوضوح فى الأدوار ، وسيطرة  بعض الشخصيات على القرارات المصيرية .
٦- وجود صراعات بين القيادات  .
٧- التعلق بالمبادرات  التى تحقق  شهرة   للمجموعة وان كانت بعيدة عن هدفها أو  أكبر من قدراتها .

٨- عزوف الكثير من  الكفاءات  عن تولي  المهام الحيوية والقيادية فى المجموعة ، واكتفائهم بالمشاركات التى لا تتطلب الجهد والوقت .


 إن دور القيادات فى هذه المرحلة الحرجة من العمل الجماعي قد يشتمل على عدة  أعمال و ممارسات  مهمة ، منها على سبيل المثال :

١- عمل تقييم شامل لما تم إنجازه  فى المجموعة والاستفادة منه فى بلورة أفكار وتصورات جديدة  لمعالجة الوضع القائم.

٢- توجيه الأعضاء الفاعلين وتوظيف قدراتهم نحو مشاريع مهمة تعيد جذوة الاستمرار والنمو للمجموعة .

٣- إحياء المشاعر الإيجابية فى المجموعة والتخفيف من الأجواء السلبية السائدة.

٤- حل الخلافات الموجودة بين القيادات ، والتركيز  على التعاقب القيادي بصورة سلسة و واضحة .

٥- قد يتطلب إستمرار المجموعة  القيام بإنهاء أليات عمل راسخة لمدة طويلة ،  واستبدالها بوسائل أخري تواكب المرحلة ، إن إنهاء ممارسات وآليات العمل السابقة فى المجموعة يتطلب تقديم الدعم اللازم للأعضاء  لكي يتقبلوا  ذلك ويكونوا أداة بناء وتشجيع للمرحلة الجديدة وما تحملة من تغيرات .

٦إيجاد الفرص التى  من خلالها  يتم توظيف. إمكانات وقدرات الشلل  الصغيرة فيما ينسجم ويحقق  أهداف المجموعة وتطلعاتها الجديدة  .

ختاما..

إن إدراك القيادات والأعضاء الفاعلين  لهذه المرحلة  ،يجب  أن يستنفر الجهود  إما فى إعادة  الإحياء والتجديد  أو إنهاء  مجموعة  العمل  بطريقة مهنية يعطى من خلالها إرشادات واضحة فى كيفية توظيف  القدرات والإمكانات الموجودة فى مجموعة العمل  فى مشاريع ومجاميع  واعدة وحيوية أخرى   .



د.عمر المطوع 

المراجع 

-MODELS OF GROUP DEVELOPMENT: IMPLICATIONS FOR SOCIAL GROUP WORK PRACTICE by JAMES K. WHITTAKER

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...