الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

الأنماط القيادية فى المنظمات التطوعية


16- سلسلة نحو إدارة عمل تطوعى متميز




الحوار والنقاش يولد الأفكار التي قد تكون بداية حل لوضع عالق أو مفتاح جديد لتغيير فهمنا لبعض الظواهر التي تعتري عمل المنظمات التطوعية . فمن حكم تخصصي في إدارة المنظمات التطوعية  ،لاحظت الكثير من النقاش الذى يتداوله المتطوعون يركز على الدور القيادي المفقود في المنظمات التطوعية ،  أو ما هو الدور الذى يجب أن تقوم به قيادة المنظمة التطوعية حتى ترتقى بأدائها وتحقيق رسالتها .

وأود هنا في هذه السطور أن أسلط الضوء لفهم جديد نسبيا لموضوع القيادة بدء بالإنتشار والتوسع في بداية التسعينات ، والذى يركز على الإدراك والذكاء العاطفى وعلاقته بنوع وأسلـــــــــوب القيادة والذى استقيته من أبحاث العالم دانيل جولمان ومن ضمنــــــــــــــــــها كتــــــــــــــــــابه     Primal Leadership  ، الذى يؤكد فيه إن القيادة ليست مختبر تجارب تخوض فيه حتى  تجد النوع المناسب لك ، بل هو مبنى على التعرف على كل  حالة وإختيار الأسلوب المناسب لها.

يرى دانيل جولمان  أن هناك ستة أساليب وأنواع مختلفة للقيادة، والقادة الناجحون هم الذين يستخدمون كل هذه الأساليب، ويستخدمون الأسلوب المناسب بناء على متطلبات الموقف،فجميعها يمكن أن تشكل جزء من فكر وممارسات القائد.  
  
لذا دعونا نتعرف على الأنماط والأنواع  المختلفة للقيادة بعدما قمت بتكييفها على أسلوب العمل في المنظمات التطوعية ، وهى على النحو التالى :

1-ذو الرؤية أوصاحب الحلم:
 هذا الأسلوب يتناسب جداً عند الحاجة إلى إتجاه جديد داخل المنظمة التطوعية، هدف هذا الأسلوب هو توجيه المتطوعين  والعاملين إلى الأحلام ورؤى مشتركة. القائد ذو الرؤية هو الذي يوضح هدف المنظمة وليس كيفية الوصول لهذا الهدف، تاركاً لهم حرية التجديد والتجربة والقيام بالمخاطرات المدروسة.

2-المدرب أو المرشد:
يعتمد هذا الأسلوب على تدريب كل شخص على حدى، مركزاً على تحسين مهاراتهم وتعليمهم كيفية تطوير الأداء، ويربط بين أهدافهم وأهداف المنظمة . هذا الأسلوب ينجح مع المتطوعين والعاملين الذين يبدون رغبة في تحسين أدائهم، ولكن قد يأتي بأثر عكسي إذا أدى هذا الأسلوب إلى الإهتمام المبالغ بالتفاصيل الإدارية، و إضعاف ثقة المتطوعين بأنفسهم .

3-المتناغم:
 هذا الأسلوب يولي إهتماماً بروح الفريق، ويخلق إنسجاماً داخل الفريق التطوعى بربط المتطوعين بعضهم ببعض. أن هذا الأسلوب مهم في تقوية الإنسجام ورفع الروح المعنوية وتحسين العلاقات أو في علاج ضعف الثقة بالمنظمة ولكنه قد يكون له بعض الأثار السلبية حيث أن دعمه لروح الفريق قد تؤدي إلى عدم معالجة سوء الأداء الشخصي لبعض المتطوعين .

4- الديمقراطي:
هذا الإسلوب يعتمد على معرفة مهارات المتطوعين، وخلق التزام جماعي بالأهداف. هذا الأسلوب يجدي نفعا عندما يكون الإتجاه الذي يجب أن تتبعه المنظمة  غير واضح, والقائد يحتاج إلى فكر ورأي الجميع. وهنا تجدر الإشارة أن أسلوب توافق الاْراء قد يؤدي إلى كارثة في وقت الآزمات. لأن هذه الآزمات تحتاج إلى قرار سريع.

5-القدوة او المثالي :
 في هذا الأسلوب يضع القائد مقاييس جودة مرتفعة. فهو مهووس بالإتقان والسرعة في الأداء، وينتظر ذلك من الجميع. ولابد الإعتدال في هذا الأسلوب، لأنه قد يضعف الروح المعنوية ويشعر المتطوعين بالفشل ويسمم بيئة لعمل.

6-المسيطر:
هذا هو الأسلوب التقليدي - للقيادات العسكرية - وهو الأكثر إستخداماً والأقل تأثيراً، لأنه قلما يحتوي على التحفيز وغالباً ما يعتمد على نقد المتطوعين ويضعف الروح المعنوية ،لذا فإن هذا الأسلوب ينفع فقط في الآزمات، عند الحاجة إلى القرارات السريعة.

الخلاصة:

إن الأنواع والأساليب السته التي تم ذكرها تفتح لنا أفقاً جديداً في طريقة  فهم و إختيار القيادات التطوعية بناء على المرحلة والظروف التي تمر بها المنظمة التطوعية ، فقد تكون المنظمة التطوعية والمتطوعون بحاجة الى  تعزيز أجواء  التناغم والأنسجام  لتحقيق رسالة المنظمة التطوعية والقيادات لعدم إلمامها بالواقع  لازالت قابعة  في ممارسة دور القائد( ذو الرؤية أو صاحب الحلم) ولا تريد أن تمارس غير هذا الدور أو لا تستطيع ممارسة أدوار أخري تحتاجها المنظمة التطوعية ،ولعل قيادة المنظمة التطوعية كانت تمارس دور (المسيطر )  لفترة طويلة في إدارتها للمتطوعين وقررت تغيير طريقتها  الى أجواء يسودها الإنفتاح وزيادة نسبة مشاركة المتطوعين في قرارات المنظمة من دون ممارسة دور ( المدرب او المرشد ) مما أوقعها بفجوة أبطأت من مستوى أدائها وأفقدتها الكثير من المتطوعين .

إن فهم القيادة وفق منظور الإدارك العاطفى الذى ذكره  العالم دانيل جولمان  يساهم في تطوير ممارسات الجهات الإشرافية والقيادية في المنظمات التطوعية من خلال تبنى الأساليب القيادية بناء على الظروف والمرحلة أو من خلال إيجاد فريق قيادي تتنوع فيه الأنواع والأساليب القيادية التي تحتاجها المنظمة التطوعية  والمتطوعون .



د.عمر سالم المطوع


الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

الذكاء الثقافى

 إعداد:دعمر سالم المطوع



إن بيئات العمل المختلفة التى تحتوى على  ثقافات متنوعة ، يحتاج القادة والمدراء فيها ان يكون لديهم القدرة التى تمكنهم من  التعامل مع ذلك التنوع الثقافى الموجود فى بيئة العمل وان يقوموا بأداء المسئولية التى على عاتقهم بكل نجاح ، ومن الوسائل التى تمكنهم من ذلك هو التميز بالذكاء الثقافى.

ماهو الذكاء الثقافي؟
 هو قدرة الفرد على الأداء بفاعلية في مناخ مختلف ثقافيا على مستوى التعامل مع الأفراد والمنظمات ، اوبمعنى اخر هو قدرة الفرد على التكيف مع الثقافات الاخري. إن هذا النوع من الذكاء يتطلب تفاعل فى ثلاث جوانب فى شخصيتك.


ماهى الجوانب الثلاث ؟

لكى تنمى هذا النوع من الذكاء فأنت بحاجة ان يكون لديك تفاعل فى ثلاث جوانب فى شخصيتك  وذلك حسب دراسة
 Christopher Earley and Elaine Mosakowski


وتلك الجوانب الثلاث على النحو التالي:

ا-العقل/ الادارك: وهو ان تكون مدرك  لإختلاف الثقافات الموجودة فى بيئة العمل ومتفهم كذلك لطبيعتها.

ب-العاطفة/ مشاعر:وهو ان تظهر مشاعرك وأحاسيسك التى تعكس تفهمك وتقديرك  للثقافات المختلفة التى يتبناها الأفراد  الذين تتعامل معهم وكذلك المنظمات.

ج-الجسم/ الفعل:  وهو ان يكون لك مواقف وأفعال تعكس  مدى  فهمك لثقافة الاخرين.

ماهى الخطوات التى تحتاجها لتنمية الذكاء الثقافى عندك؟

١- قيم جوانب القوة والضعف  فى الذكاء الثقافى الذى عندك.
٢- ابدا بالتدريب والتطوير لمعالجة جوانب الضعف التى عندك .
٣-مارس التدريب الذى تعلمته فى واقعك اليومي.
٤- اعمل على تنسيق اجواء دعم داخل المنظمة تساعدك على تطوير قدراتك فى هذا الجانب.
٥- تواجد فى أوساط ثقافية مختلفة وركز على قدراتك .

٦- أعد تقييم قدراتك وجوانب القوة والضعف لديك و ابدأ بتدريب ذاتك فى جوانب الضعف.

الأحد، 6 نوفمبر 2016

السعادة .. ممارسة




بقلم:د.عمر سالم المطوع

فى عام 2005 نُشرت نتائج  دراسة علمية حول اثر تذكر الأحداث الايجابية والانجازات على الجانب النفسي، فقد اجريت  الدراسةعلى عينة  تتراوح اعمارها بين(٣٠ - ٥٥) ،وقد طلب من كل مشارك  كتابة   ثلاث احداث حصلت له فى يومه بشرط ان تكون تمت بشكل جيد وإيجابي وذلك فى كل ليلة و لمدة ثلاث شهور متواصلة.

وبعد مضى ثلاث شهور لاحظ الباحثون ازدياد مشاعر السعادة والرضا عند عينة الأشخاص محط الدراسة ولاحظوا كذلك انخفاض مستوى مشاعر الاكتئاب والسلبية لديهم على الرغم من عدم انتظام البعض منهم بالتدوين بشكل يومي.

لقد كانت لى تجربة شخصية  مشابهة لذلك فى عام ٢٠١٣ ، حيث قمت بتدوين الأنشطة والاحداث والأشخاص والأماكن  التى تحقق لى نوع من الرضا والسعادة والسرور ولازلت احتفظ  بتدوينات هذه التجربة  التى مارستها لمدة خمسة شهور ، ولقد استفدت منها   كثيرا ، حيث كان لها أثرإيجابي فى حياتى وفى تغيير بعض سلوكياتى الى الافضل واصبح لدي مرجع مهم للانشطة التى تسعدنى.

مرجع الدراسة:
Positive psychology progress: empirical validation of interventions.

Seligman ME, et al. American Psychologist. 2005 Jul-Aug;60(5):410-21



مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...