السبت، 30 يناير 2016

طوّر مهارتك فى "تَفَهُّم مشاعر الأخرين "


 
في احد الدورات التدريبية التي حضرتها فى نيويورك حول موضـــــــــــــــــــــوع  -القيادة -  ركز المحاضرون الذين تناوبوا على تقديم المادة التدريبية على اهميـــة "تفهم مشاعر الاخرين" ، حيث أكدوا انها احد المهارات الرئيسية  للقيادات  التى تود  بناء مشاريع ضخمة في اجواء عمل إيجابية ومحفِزة .

 

وأود هنا ان أعطي لمحة سريعة عن (مهارة تفهم مشاعر الاخرين)


  ماهي مهارة "تَفَهُّم مشاعر الاخرين"؟

 هي قدرة الشخص على تفهم ومشاركة مشاعر الأخرين وتسمى باللغة الإنكليزيـــــــــة-Empathy-  وكذلك هى مدى قدرتك على تفهم مشاعر الطرف المقابل لك من خلال وجهة نظره وطريقته فى التفكير. وهناك مثل دارج يستخدم عند الغرب للإشارة لهذا المفهوم وهو  put yourself in others' shoes  




 
ماهي فوائد تلك المهارة ؟ 



 من فوائد مهارة  " تفهم مشاعر الاخرين" التالى:
 

-        أداة رئيسية لك فى بناء فريق عمل متماسك.

-        وسيلة إنقاذ لتجاوز منعطفات خطرة فى علاقاتك الاجتماعية.

-        تساعدك فى إيجاد حل مناسب لمن تتعامل معه.

-        احد علامات تميُزك بالذكاء العاطفي.

-        تجعلك تتفهم احتياجات من حولك.

-        تُعينك على تحفيز العاملين معك.

-        تعطيك تصور واضح حول  ردود فعل الأشخاص الذين تتعامل معهم.  

 





 

  كيف يمكنك ان تُمارس هذه المهارة عندما تتعامل مع الاخرين؟

   يمكنك ذلك من خلال عدة وسائل من أهمها:

 

1- الإنصات

إنصاتك لطرف المقابل لك يُنمي عندك مهارة" تَفَهُّم المشاعر" بصورة تراكمية ويجعلك اكثر قدرة لإستيعاب الأشخاص الذين تتعامل معهم.

 

2-تأمل .. وإسأل نفسك

تأمل بتصرفات من حولك وإسأل نفسك عن المشاعر التى قادتهم لذلك التصرف ، فذلك التأمل مفيد جداً لتفهم مشاعر الاخرين.

 

3-تجنب إعطاء الأحكام الفورية على تصرفات الاخرين .

اذا اردت ان تتحلى بهذه المهارة، فإحذر ان تطلق حكماً بمجرد مشاهدتك لتصرفات من حولك  ، إعطى نفسك وقتا كافيا لتفهم سبب ذلك.

 

4- بادر بتقديم المساعدة المناسبة .

عندما تتعامل مع من حولك وتشعر بأنهم بحاجة لمساعدة، فبادر بتقديم المساعدة المناسبة التى تشعرهم بأنك متفهم لظروفهم ومقدرٌ لها، بعض المساعدات قد تكون ذات اثر سلبي لإنها تعطي اشاره الى عدم تفهمك لمشاعرهم وظروفهم

 

5- حاول بين الفترة والأخرى مراجعة بعض القناعات التى عندك.

لتفهم مشاعر ممن تعامل معه فأنت  فى بعض الأحيان بحاجة لمراجعة بعض قناعاتك  ، ففى كثير من الأوقات قناعاتنا تدفعنا دفعاً لتفهم الاخرين وفق اطار محدد لا يمكننا الخروج عنه، فمراجعة قناعتك يزيد فرصتك لتفهم مشاعر الاخرين بدقة

 

ختاماً

دعونا نُعطى لإنفسنا فسحة لتفهم مشاعر الاخرين قبل ان نطلق احكاما جائرة عليهم، ولعل تفهمنا لهم يجعلهم فاعلين ومؤثرين لبناء واقعاً أجمل لنا ولهم.

 

 

 

 

 

السبت، 23 يناير 2016

حَفزهُم بنسبة الإنجاز


اذا كان لديك هدف شخصي او كنت مشرفا على فريق عمل وتريد ان تحقق الهدف فيمكنك استخدام نسبة الإنجاز فى تحفيز نفسك والاخرين لتحقيق الهدف بنجاح،  فمثلا إذا كان الهدف او المشروع الذى تود تحقيقه يستغرق 5 أسابيع فيمكنك إستخدام نسبة الإنجاز كأسلوب تحفيز على النحو التالى :

1-ففى مرحلة البداية  لتنفيذ الهدف  او المشروع ركز على نسبة الإنجاز التى تمت

 فمثلا  كأن تقول لذاتك او فريق العمل 

" الحمدلله أنجزنا ٢٠٪ من الهدف خلال الاسبوع الاول "

وفى هذه المرحلة لا تركز على النسبة المتبقية

كأن تقول " الحمدلله أنجازنا طيب فى الاسبوع الاول والمتبقي لنا ٨٠٪ "

 

2- اما اذا تجاوزت نسبة  الإنجاز ٥٠٪  ، فإبدأ بالتركيز على النسبة المتبقية من تحقيق الهدف

مثلا كأن تقول لذاتك او فريق العمل

" الحمدلله نحن فى الاسبوع الرابع ولم يتبقي لنا الا ٢٠٪ حتى ننجز الهدف او المشروع "

ولا تركز  فى هذه المرحلة على نسبة الإنجاز التى تمت ،كأن تقول 

" الحمدلله نحن فى الاسبوع الرابع وأنجزنا ٨٠٪ من الهدف اوالمشروع"

 

وحول الطريقة التى ذكرتها فى استخدام نسبة الإنجاز فى التحفيز ،اجري الباحثان - Koo&Fishbach- دراسه  على ٩٠٠ شخص  وتبين الاثر الواضح على الفرد وفريق العمل فى تحقيق الهدف المنشود من خلال استخدام نسبة الإنجاز فى تحفيز الاخرين بالطريقة التى ذكرتها ،حيث وجدوا اثرها فى زيادة  رغبة الانسان  للاستمرار والوصول للهدف  و انجاز المشروع .

 

 
د.عمر المطوع 

الأحد، 10 يناير 2016

18 نصيحة ...إذا أردت المتطوعين أن يستمروا معك

10- سلسلة نحو إدارة عمل تطوعى متميز
 
عندما تكون مشرفا على فريق تطوعي أو قيادياً في منظمة تطوعية ......
 
فأنت بحاجة أن يبقى المتطوعين معك سواء  في الفريق أو المنظمة ....

وحتى يبقوا ويستمروا معك فاعلين ولا يتركونك وحيداً في الميدان متحسرا ً ......
 
أهدى إليك هذه النصائح وأرجوا منك ان تستخدمها إذا أردتهم أن يستمروا معك .....
 
1-      إحرص أن تكون الأنشطة والفعاليات التي يمارسها المتطوعين  متوافقه مع ميولهم وحاجاتهم وإهتماماتهم .
 

2-       قدَرِهُم بالإسلوب والوقت المناسب، واجعل التقدير سمة من سمات الفريق او المنظمة التطوعية .
 

3-      إرفع  مستوى الأجواء الترحيبية للمتطوعين الجدد .
 

4-       تعامل معهم بعاطفة صادقة ، وتعرف على المتطوعين الذين معك كأشخاص وليس فقط كأعضاء متطوعين.


5-      تذكر إنك لن تستطيع إدارتهم بفعالية من خلال  فقط البريد الألكترونى او وسائل التواصل الإجتماعى .
 

6-      اهتم باستمرار بتدريبهم ورفع مستوى المهارات التي عندهم .
 

7-      أطلعهُم على النتائج والإنجازات، ولعل عمل الاستبانات الدورية عن الإنشطة التطوعية التى تقيمونها يكون مفيدا.
 

8-      كن قدوة عملية لهم ، وطبق ماتدعوهم إليه دائماً.
 

9-      أعطهم مساحة من الإختيارات في ممارسة النشاط التطوعى المتاح لهم .
 

10-  إحترم أوقاتهم ، فابتداء  الاجتماع والانتهاء منه بالوقت المحدد علامة لذلك  .
 

11-  إعتني جيدا باختيار المتطوعين  الذين ترغب  بأن يعملوا معك .

 
12-  شجع روح( فريق العمل) بين المتطوعين أثناء القيام بالأعمال التطوعية .
 

13-  إمدحهم في غيابهم واذكر مزاياهم وتأثيرهم الرائع في البرامج والأنشطة .
 

14-  إحذر أن تُوهم المتطوعين باهتمامك بهم وبأرائهم وأنت في حقيقة واقعك خلاف ذلك .
 

15-  إبتعد عن إسلوب (إدارة الأزمات) في إدارة فريق التطوعى .
 

16-  لا تستقطب متطوعين أكثر من حاجة المشروع التطوعى .
 

17-  علمهُم  ان يعدوا خطة لمن سيكون بعدهم في تحمل مسئولية المشروع التطوعي .
 

18-  اجعل أجواء العمل معهم مرحة وإيجابية .

 
 
د.عمر سالم المطوع 

الأربعاء، 6 يناير 2016

المتطوعون القادة والمنظمة التطوعية



9- سلسة نحو إدارة عمل تطوعى متميز





يشترك في برامج ومشاريع المنظمة التطوعية العديد من المتطوعين ،وقيادة المنظمة التطوعية الرائدة هي التي تعرف كيف تستثمر وتوظف إمكانيات المتطوعين  وخاصة الذين يتميزون بصفات القيادية، فالتوظيف الفعال لهم يساهم في تحقيق تنمية مستدامة للمنظمة التطوعية.

وأود في هذه الرسالة أن أعرض بعض المعلومات والإرشادات التى تساعد  إدارة المنظمة التطوعية  في  إستقطاب و توظيف المتطوعين القادة   .

 ماهى ملامح المتطوع القائد ؟

من أهم  ملامح المتطوع الذي يتسم بالصفات القيادية إنه:

  • يتحمل مسئولية المشروع التطوعي الذي يساهم به، وما يلزمه من متابعات وتنسيق حتى يتحقق له النجاح.
  • يستطيع التواصل والتحاور مع المتطوعين والجهات ذات العلاقة حول المواضيع المتعلقة بتفاصيل المشروع التطوعي.
  • يستطيع قيادة وإدارة وتحفيز المتطوعين (قبل – أثناء – بعد) المشروع التطوعي.
  • يتميز بأن لديه مبادرات لمشاريع تطوعية أخرى.
  • لديه القدرة لتمثيل المنظمة التطوعية أمام الجهات الرسمية والمجتمعية.
  •  

 تساؤلات قبل إستقطاب و توظيف المتطوعين القادة  

قبل أن تشرع المنظمة التطوعية في إستقطاب المتطوعين القادة وتوظيفهم فى إدارة المشاريع التطوعية، عليها أن تجيب على بعض التساؤلات وهي على النحو التالي:

  1. ما هي الأهداف التي تريد أن تحققها المنظمة من خلال إستقطابها أو توظيفها للمتطوعين القادة؟
  2. هل أهداف المنظمة التطوعية ممكن تحقيقها من خلال الموارد البشرية التطوعية المتاحة؟
  3. ما هي المشاريع التطوعية التي ستتبناها المنظمة لتحقيق أهدافها؟ وفي أي مجال ؟وما هي الأولويات في تنفيذها؟
  4. ما هي المهام المطلوبة من المتطوع القائد لإنجاح المشروع التطوعي الذي تتبناه المنظمة ؟
  5. كيف تستطيع المنظمة تعزيزالعطاء الحالي للمتطوعين القادة ودعم عطاؤهم المستقبلي لتحقيق الأهداف المرجوة للمنظمة ؟

 

 
 

 تصنيف المشروع التطوعي مهم للمتطوع القائد

من العوامل التي تساعد المنظمة التطوعية في التوظيف الفعال لإمكانيات المتطوع القائد هو تصنيف طبيعة المشروع التطوعي ومدى ملائمته لإمكانيات المتطوع القائد، وهناك عدة أساليب للقيام بذلك التصنيف، وما يهم المتطوع القائد  بشكل  رئيسى هو تصنيف المشروع من حيث:

 

  1. المدة الزمنية
    فهل مدة المشروع التطوعي قصيرة المدى أم طويلة المدى، هل سيقام المشروع لمرة واحدة أم إنه سيقام بصفة مستمرة .
    إن تصنيف المشاريع التطوعية حسب المدة الزمنية مهم جداً لأن ليس كل المتطوعين القادة تتناسب طبيعتهم لإدارة مشاريع طويلة المدى، فالبعض يفضل مشاريع قصيرة المدى وذات المرة الواحدة.
     
  2. مدى توفر التخصص والمهارات المطلوبة

في المشاريع التي تتبناها المنظمة التطوعية لا بد أن تكون إدارة المنظمة قادرة على تحديد المهارات والتخصصات المطلوبة في المتطوع القائد لهذا المشروع، فتلك المعرفة والتحديد لها أثر كبير في نجاح المشاريع التطوعية.

 ولقد عزف الكثير من المتطوعين القادة عن المشاريع التطوعية بسبب التوظيف الخاطئ لقدراتهم ومهاراتهم وتخصصاتهم.

 

  من الذي ستختاره المنظمة لقيادة المشروع التطوعي ؟

عندما تود المنظمة التطوعية أن تختار أحد المتطوعين القادة لإدارة أحد المشاريع التطوعية، فعلى إدارة المنظمة أن تتحاور فيما بينها وتجيب على الأسئلة التالية:

  1. ما هي صفات المتطوع القائد الذي يمكن أن يتولى إدارة المشروع التطوعي ؟
  2. من هم المتطوعين القادة المؤهلين حالياً أو الذين يمكن إستقطابهم لإدارة المشروع التطوعي ؟
  3. ما مدى الإلتزام و والقدرة على تخصيص وقت الكافي لإدارة المشروع  التطوعى من قبل هؤلاء المتطوعين المؤهلين ؟
  4. ما هي الوسائل والأساليب التي يمكن أن تمارسها المنظمة لتحفيز المتطوعين القادة لأداء مهامهم بنجاح ؟

 



 

 تقدير المتطوعين القادة

التقدير جميل ومؤثر لبناء بنية إيجابية وملهمة في المنظمة التطوعية ولا شك أن تأثيره فعال للمتطوعين القادة والمتطوعين عموماً ، وهنا اود أن أهمس فى إذن إدارة المنظمة التطوعية بهذه الهمسات الثلاث حول معنى التقدير .

 

الهمسة الأولى
ليكن التقدير صفة ملازمة في بيئة المنظمة وفي أسلوب إدارة المنظمة التطوعية.
 
الهمسة الثانية
التقدير ليس واجب إداري، بل هو مشاعر صادقة مملؤه بجمال التأثير، تمارسها إدارة المنظمة تجاه المتطوعين .
 
الهمسة الثالثة
ليكن التقدير للأشخاص وليس للأعمال، فالمتطوعين القادة هم الذين يصنعون العلامة الفارقة في تاريخ المنظمات التطوعية.
 

 

 

ختاما

إن من علامات نجاح المنظمة التطوعية هو التوظيف الصحيح لكفاءات وقدرات المتطوعين خاصة القادة منهم ، فبمثل هذا التوظيف والإستيعاب والإستقطاب  تستطيع المنظمة التطوعية ان تقدم خدمات باهرة وترقى بالمجتمع الى الافضل

 

 

د. عمر المطوع

باحث فى سلوك المؤسسات التطوعية

 

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...