الأربعاء، 27 يونيو 2018

كن واعياً لسلوكك

هناك سلوكيات وسمات غير جيده أو سيئة  قد نمارسها مع الأخرين ونحن لانشعر، بل قد نظن إنها من الثقة بالنفس وصفات الشخصية الفذة وغيرها من العناوين الموجودة في محاضرات وكتب التنمية البشرية  التي نمكن أن نبرر فيها سلوكياتنا وتصرفاتنا ، مبتعدين عن حقيقة وهى إن ما دفعنا لمثل تلك السلوكيات هو داء العجب والكبر والغرور .
وبلمحة سريعة أعرف ( العجب ، الكبر ، الغرور )  بناء على قراءتي في الموضوع من خلال عدة مصادر:

العُجب: هو أن يستعظم الأنسان ذاته او النعم التي هو فيها ويركن إليها مع غفلة تنسيه إضافتها للمنعم جل علاه.
الكِبر: قد عرَّفه النبي صلى الله عليه وسلم أنه: ((بطر الحق، وغَمْط الناس)) ، وهو: استعظام النفس، واستحسان الفضائل، والاستهانة بالآخرين واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضعُ له. ومصادره أربعه (العُجب، والحقد، والحسد، والرياء)
الغرور: أن ترى الأمور بغير حقيقتها فتغتر بها ، كأن ترى ذاتك بغير حقيقتها أو ترى الدنيا بغير حقيقتها ، فتجد نفسك تُقاد من خلال هذا الغرور الى تصورات وسلوكيات خلاف الحقيقة فتقع في الإشكال .



ولعلنا في حياتنا شاهدنا عدة نماذج  كمثل :

  • شخص يملك الجاه والعلاقات  والمنصب، فتراه بسبب علاقاته وقدرة إتصاله بأصحاب النفوذ ، يمارس سلوكيات سيئة مع الأخرين .

  • شخص متميز في تحصيله العلمي وخبرته العملية ، فتجده دائما ينظر للأخرين بنظره فيها زهو وارتفاع، وتجد ديدنه انتقاد زملاؤه الذين هم بمستواه او أقل، وإنهم لا يستحقون ما هم فيه . 

  • شخص لديه مال كثير ، فيتباهى ويتفاخر بما يملك ، ودائماً يثبت للأخرين بأن بسبب ما يملكه من أموال يستطيع تغيير أمور كثيره .

  • شخص يتميز بفكر وحجة ومنطق ، فتراه في  كل حوار يبحث عن الانتصار.

  • شخص عليه مظاهر الصلاح والتقوى، ولكن ما إن تسمع حديثه إلا تجده يصنف الناس بطريقة فيها خلل مما يجعلك تكره الجلوس معه .

ولك أن تتصور نماذج  أخرى شاهدتها في حياتك ، ومن ثم تتساءل ما الذى دفع هؤلاء وغيرهم  لمثل تلك السلوكيات البعيدة عن الأخلاق الإسلامية التي أرشدنا لها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ستجد إن الذى دفعهم لذلك مرض قلبى دفين جعلهم يمارسون الطغيان بالسلوك  والتصرفات بما حباهم الله جل علاه من النعم  الكثيرة ، لذا كن واعي لسلوكياتك وتصرفاتك ولتكن لديك وقفات مراجعة تصحح فيها  المسار  ،وتذكر قصة الثلاثه من بنى إسرائيل التي رواها الأمام البخارى ومسلم  وإعتبر منها، وأوردها لك هنا :
((إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه قَذَرُه ، وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل ، قال : فأعطي ناقة عُشَراء ،  فقال : بارك الله لك فيها ، قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، فقال : بارك الله لك فيها ،قال : فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، قال : فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، قال : فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم ، قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتَبَلَّغُ عليه في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة : فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس ؟! فقيرا فأعطاك الله ؟! فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد على هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أَجْهَدُكَ اليوم شيئا أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رُضِيَ عنك ، وسُخِطَ على صاحبيك)).
ختاما ً
ماكتبت تلك الكلمات الإ لتذكير نفسي ولنتناصح فيما بيننا لتقويم أخلاقنا وسلوكياتنا لتكون أقرب الى مشكاة الرحمة المهداة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .


كتبه : عمر المطوع

الجمعة، 22 يونيو 2018

إرباك تعدد المهمات


التكنولوجيا الحديثة جعلتنا نعتقد بإننا بإمكاننا ان نتلاعب بعشر كرات فى وقت واحد كما يفعل اصحاب الحركات البهلوانية ، ولكن للأسف نجد أنفسنا منهكين بعد ذلك ، فالبعض منا فى الوقت الذى يتحدث فيه بالهاتف يقوم  بفتح وثيقة ومراجعتها او يقوم  بإرسال رسالة من خلاله بريده الالكتروني وهكذا ...، لعلنا مررنا جميعا بتلك اللحظات التى نفقد فيها التركيز فى المهام التى نود إنجازها لإننا أثقلنا اذهاننا بإنجاز عدة مهام بنفس الوقت وتجاهلنا الحقيقة بأن الدماغ البشري لا يمكنه القيام بأكثر من مهمتين فى وقت واحد فى احسن الأحوال (1).

لذا أودّ أضع  بين يديك نتائج بعض الدراسات التى تؤكد ذلك ، وستجد الاشاره لها فى المرجع :

  • أشارت احدى الدراسات ان الذين ينشغلون فى مهمات متعددة يستغرقون وقتاً أطول بنسبة ٤٠٪ لإنجاز أمرا ما.(2)

  • توصلت  دراسة اخري الى ان السائقين الذين يتحدثون بهواتفهم النقالة يستغرقون وقتا أطول للوصول الى الأماكن التى يقصدونها.(3)

  • بينت احد الدراسات ان الذين يقومون بمهمات متعددة يقترفون ضعف الأخطاء التى يقترفها غيرهم كما يتعرضون للإجهاد اكثر من غيرهم .(4)


ختاماً
هناك الكثير من  الدراسات التى تؤكد الأثر السلبي لتعدد المهمات بنفس الوقت، لذا لنكن مدركين بأن تعدد المهمات يربكنا ويجعل كثير من الامور التى نود إنجازها خارج سيطرتنا فبداية العلاج إدارك و وعي .

كتبه :د.عمر المطوع

References:

1-The Distracted Mind: By Gazzaley 

2-Executive Control of Cognitive Processes in Task Switching by David E Meyer

3- 12 Reasons to Stop Multitasking Now!- by
Amanda Macmillan.2013

4-Slow down to get more done by Erin Hayes 

الخيارات المنطقية فى مواجهة المواقف التى لا تُحتمل


حتى تكون أهدى بالاً وانت تتعامل مع المواقف التى لا تُحتمل ، فأنت بحاجة الى عقلانية فى وسط موقف يثير القلق ،فإليك هذه الخيارات الثلاثة البسيطة والصريحة التى عادة مايكون التلفظ بها أسهل من تطبيقها، إن تطبيق هذه الخيارات يساعدك فى تهدئة مشاعر القلق وإعادة إحساس التحكم لديك.

الخيار الاول : تغيير الموقف 

وهو انك لم تيأس من الموقف الذى تواجهه وأنك مستعد للعمل وقادر على تغيير الموقف الذى سبب لك اجهاد نفسي وقلق ..الخ ، اذا حددت هذا الاختيار فأنت بحاجة لتقييم موقفك وتفكير بمرونة وانفتاح للمعلومات الجديدة، فقد تكون بحاجة الى تغيير فى منهجيتك حتى تنجح .

الخيار الثانى: تجنب الموقف

وهو ان تقرر تجنب الموقف الذى يزعجك ويسبب لك ضغوط وذلك من اجل استرجاع توازنك ووضوح الرؤية عندك ، فقد يتطلب هذا الاختيار إقفال ملف من حياتك غير مفيد لك ، هذا النوع من الاختيار قد يكون مؤلم لك  وقد تحتاج من يدعمك نفسياً فيه، لإن هذا الاختيار هو  الذى سيقودك للهدوء والارتياح وسيساعدك فى إيقاف نزف المشاعر والطاقة الذهنية  التى عانيتها.
الخيار الثالث: قبول الموقف

وهو ان تقرر تقبلك للموقف الذى تمر به وان تتعايش معه، فهو الأفضل حالياً بالنسبة لظروفك والمعطيات التى حولك ، وبذلك يكون لديك قبول له وتُنهي حالة التذمر والانتقاد وإلقاء اللوم او توجيه الطلبات .


ان التفكير بهذه الخيارات الثلاث عند مواجهة المواقف التى لا تُحتمل واختيار أحداها يساعدك فى تهدئة الصراع الداخلي الذي يدور فى أعماقك. لذا إعط نفسك وقتا كافياً للاختيار ولاتكن  ردة فعلك اللحظية هي القائد لقراراتك.


كتبه:د. عمر المطوع

References:

- The Power of Now:  by Eckhart Tolle

-The End of Stress Four Steps to Rewire Your Brain 
 by Joseph Goewey 

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...