الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

مؤشرات النجاح الخاطئة

النجاح طموح يصبو اليه الافراد والمؤسسات، وهناك علامات تؤكد الاستحقاق لهذا النجاح، لذا نجد ان المتخصصين في موضوع التخطيط دائما ما يؤكدون على اهمية تحديد مؤشرات النجاح واهميتها تكمن في انها تحدد موقف الفرد او المؤسسة من حيث التقدم والتأخر في تحقيق الاهداف، فهي عبارة عن اشارات ترشدنا على صحة الطريق الذي نسلكه لتحقيق اهدافنا.
لقد تطور مفهوم مؤشرات النجاح في العمل المؤسسي من خلال عدة نظريات، احداها نظرية «الاداء المتوازن» والتي من خلالها يتم تحديد «مؤشرات قياس الاداء» وهي احد المقاييس الفاعلة في قياس نجاح المؤسسات، ولكن بعض المؤسسات لا تحسن استخدامه لانها تقوم بتحديد مؤشرات الاداء بطريقة غير منطقية وبعيدة عن واقع المؤسسة، فيكون الغموض في فهمها وعدم الوضوح في تطبيقها فتكون النتيجة اداء سلبيا وخللا قد ينهي حياة المؤسسة بسبب قياسنا للاداء بناء على مؤشرات اداء او نجاح خاطئة.
اما بالنسبة للفرد فهو بحاجة لتحديد مؤشرات النجاح لاهدافه الشخصية لانه بذلك يستطيع تحفيز نفسه ذاتيا من خلال تحقيق كل مؤشر من مؤشرات النجاح، فالانجاز يضاعف الانجاز ويجعل الفرد في تطلع دائم للارتقاء الى الافضل.
ان الخطأ في تحديد مؤشرات النجاح او الاداء وما قد يترتب عليه من نتائج سلبية ليس مدعاة للانسحاب من التحدي والتوقف عن تطوير الذات، بل هو وقفة نتعلم منها ونصحح فيها بعض وسائلنا وكذلك نغير فيها بعض قناعاتنا وطرقنا في تحليل المواضيع التي نديرها، لذا فإن سلوك التعلم من الاخطاء والاعتراف بها سلوك صحي يطور الفرد والمؤسسة، اما من يتجاهلها فهو لا يود الخير لنفسه او لمؤسسته، وكم رأينا من مؤسسات وافراد يتجاهلون التعلم من اخطائهم وذلك بهدف المحافظة على مكانتهم وهيبتهم، ولكنهم للاسف يقعون في اخطاء اكبر واشنع تسبب شروخا عميقة في بنية المؤسسة وانتكاسات مؤلمة في حياة الفرد، تكون نتيجتها فقدان المكانة والهيبة اللتين كانوا يسعون اليهما، ولعل من اهم اسباب التجاهل وعدم التعلم من الاخطاء هو ان البعض يقيس اداءه ونجاحه بمن هو اسوأ منه حالا، فيظن انه متميز ولا يحتاج للتقويم، وما اجمل ما قاله ابن عطاء الله السكندري - رحمه الله - في وصف ذلك: «ربما كنت مسيئاً فأراك الاحسان منك صحبتك لمن هو اسوأ منك حالا».
اخيراً في شركة IBM اخطأ احد المديرين التنفيذيين خطأ كلف الشركة 10 ملايين دولار، حينها بدأ هذا الموظف يهيئ نفسه للاستقالة، وما هي الا ايام حتى تم استدعاؤه من رئيس الشركة، فما كان من هذا الموظف الا ان بادر الرئيس وقال له: اعتقد انك تريد مني تقديم استقالتي.. أليس كذلك، حينها نظر اليه رئيس الشركة وقال له بالطبع لا يمكن للشركة ان تستغني عنك، لقد انفقنا للتو 10ملايين دولار في تدريبك.

عمر سالم المطوع

السبت، 15 ديسمبر 2012

الروزنامة الشخصية والتوازن

التكنولوجيا الحديثة وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وفرت لنا تقنيات رائعة لإدارة أوقاتنا من خلال برامج الرزنامة الشخصية أو برامج إدارة المهام وغيرها. ولكن الكثير منا يستخدم تلك البرامج فقط لإدارة مهام العمل ومواعيده، ولا يستخدمها بفعالية لإدارة حياته بتوازن وانسجام. فلا تجد في روزنامته موعد ذهابه لممارسة الرياضة أو موعد ذهابه للمنزل والاجتماع العائلي أو موعد تجديد روحانياته، من خلال ساعة الذكر والفكر وغيرها من المعاني والقيم التي يجب علينا أن نعكسها في روزنامتنا الشخصية لكي نخلق نوعا من التوازن في حياتنا. لقد بدأت عبارة التوازن بين العمل والحياة في الظهور في أماكن العمل بكثرة في أواخر الثمانينات من القرن العشرين. واليوم هذه العبارة أصبحت من الموضوعات الرئيسية في كتب الأعمال، ولدى الخبراء الاستشاريين وذلك لما يسببه اختلال التوازن من آثار سلبية خطرة على مستوى الفرد والمؤسسة. إن التوازن بين العمل والحياة يعبّر عن العلاقة بين إنجازات الحياة المهنية والحياة الشخصية أو ما يسمى بـ«الإشباع الشخصي» كالأسرة، والأصدقاء، والهوايات، والإسهامات المجتمعية، وهكذا.
إننا في زحمة العمل والحياة نقوم ببعض الممارسات التي لو تفكرنا فيها لوجدنا أننا مخطئون في حق أنفسنا. فمثلا الكثير منا يزحم إجازته السنوية بالعديد من الأنشطة والبرامج، حتى إذا انتهت إجازته يكون لسان حاله «أريد إجازة أخرى لكي أستريح من تعب هذه الإجازة». والبعض منا لا يخطط لساعات نومه واسترخائه ثم يشتكي من الإرهاق والأرق.
إن العادات السيئة في إدارة أوقاتنا لا تظهر فجأة، ولكن تترسخ بتكرار السلوك السلبي حتى تكون العادة مسيطرة على طريقة عملنا ويصعب علينا تغييرها. لذا فان أوقاتنا وما تحمله من أنشطة وفعاليات لها اثر كبير في نجاحنا في تحقيق التوازن في الأدوار المنوطة بنا في الحياة، فمن يهمل إدارة وقته ونشاطه بتوازن بلا شك فانه يعرض نفسه لضغوط قد تكون سببا رئيسياً في إعاقته عن العديد من الطموحات والأهداف التي يرغب في إنجازها. ويتبقى هناك شيء رئيسي للوصول لتوازن في حياتنا، وهو مدى تحقيقنا لذواتنا في الأنشطة التي نقوم بها خلال أوقاتنا.
أخيرا يقول المفكر التركي فتح الله كولن «أطول الناس عمراً ليس أكثرهم عيشاً، بل هم الذين استفادوا من عمرهم واستثمروه. لذا يمكن أن يكون هناك شخص قصير العمر عاش مائة سنة. ويمكن أن يكون هناك شخص عمره خمس عشرة سنة ولكن قامته تطاول السماء بأعماله المملوءة بركة وفيضاً»

عمر سالم المطوع

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...