الأربعاء، 6 يناير 2021

العادي المميز

 تأثير البيئة الاجتماعية المحيطة بالإنسان حقيقة لايمكن تجاهلها. ولعلنا في مرحلة من مراحل عمرنا قد ندرك بإن هذه البيئة الاجتماعية وماتحتوية من علاقات وأفكار، قد قامت ببرمجة تفكيرنا وسلوكياتنا بمفاهيم تعيق نجاحنا ولاتتناسب مع قدراتنا، ولكننا مع هذا كله نظل أسرى لتلك البرمجة ويصعب علينا الفكاك منها، بل إننا قد نعادي كل من يرشدنا لتخلص من تلك البرمجة المعيقة لتقدمنا.

 

 ولكي يتضح المقصود، أود أن أتطرق لفكرة تتداول كثيراً في الدورات التدريبية المتعلقة بمواضيع مهارات الحياة وتحديد الأهداف الشخصيــــــــــة وهي فــــــــكرة " الإنسان العادي ". فكونك إنسان عادي فأنت تتصف بصفة مذمومة ووصمة سيئة، فلابد أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتخلص من تلك الصفة ولابد أن تكون مميزاً عمن حولك.

  إن هذه الفكرة جعلت البعض يفرط بالمسئوليات والواجبات التي على عاتقة والتى سيسائل عنها أمام الله تعالى بحجة إنه يريد أن يكون "إنسان غير عادي" فتراه يشرق ويغرب بأقواله وأفعاله فما تراه إلا مضطرباً بعيداً عن معاني السكينة والرضا.

 

 

إن " الإنسان العادي"

المتصالح مع ذاته والذي يؤدى الحقوق والواجبات التي عليه....

والمجتهد وفق إمكانياته وقدراته في التغيير إلى الأفضل في دائرة التأثير المتاحة لديه بدءاً بصلاح نفسه إلى نطاق المهام والواجبات التي  تقع ضمن مسئولياته

 

 

هو " المُميز "

الذى نبحث عنه في ذواتنا وممن حولنا. فهو الذى يعمل بهدوء بعيداً عن الصخب، فتراه دائماً مجتهداً في مساحة الممكن بما حباه الله تعالى من إمكانيات وقدرات.

 

إن ذكرنا لفكرة "الإنسان العادي" لانعني بها السلبية وخمود الهمة ، ولكن هي محاولة  لرفع الوعي حول بعض الإفكار التي قد تكون مشوشة لهدؤنا النفسي، وتسلب قدرتنا في التركيز بالمساحة المتاحة لنا وبما يناسب قدراتنا وإمكانياتنا.

 

ختاماً...

 قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:- ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفاً)). رواه مسلم



كتبه/ عمر المطوع

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...