الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

موضة الكوادر


في الآونة الأخيرة سمعنا وشاهدنا أخبار الزيادات والكوادر التي يطالب بها العاملون من خلال عدة وسائل، ورأينا كذلك كيف تستجيب حكومتنا الغنية لتلك المطالب من غير تأنٍ ودراسة واعية، وانني في هذه المقالة لست بصدد تقييم موضوع الزيادات والكوادر وآثارها الانتاجية والاقتصادية، ولكني سأذكر بعض الحقائق العلمية المتعلقة بموضوع التحفيز الخارجي (الكوادر والزيادات) وكذلك مدى حاجتنا الى نوع آخر من التحفيز وهو التحفيز الداخلي.


   لقد أثبتت الدراسات ان شريحة كبيرة من المديرين التنفيذيين يستخدمون التحفيز الخارجي (الكوادر والزيادات) لانهم يشعرون ببعض النتائج المؤقتة على المدى القصير في مؤسساتهم، ولقد أثبتت الدراسة ان استخدام هذه الطريقة لها آثار سلبية على المؤسسة والعاملين فيها، فمن ذلك «تقلل أداء العاملين في المؤسسة - تقضي على الإبداع - مشجعة للسلوكيات السلبية للعاملين - تعزز التفكير على المدى القصير من دون النظر الى المستقبل - إدمان على سلوك: لا أعمل من دون مكافأة أو عقاب».


 ان الإفراط في استخدام التحفيز الخارجي يدعونا الى ضرورة اعادة النظر بوسائل التحفيز التي نستخدمها في مؤسساتنا، فلا بد ان يكون لدينا نموذج مدروس بتأنٍ وعناية يجمع بين التحفيزين الخارجي والداخلي. ولقد رأينا ان بيئات العمل في مؤسستنا فقيرة جدا بعناصر التحفيز الداخلي.
ان توافر الرغبة والاستمتاع والتحدي في الأعمال التي نقوم بها هو احدى العلامات على وجود التحفيز الداخلي في مؤسساتنا، ولقد ذكر العلماء والمختصون العناصر الرئيسية التي تنتج التحفيز الداخلي وهي على النحو التالي:


1 - الاستقلالية في أداء الأعمال: وقد أشارت الدراسات الى ان المؤسسات التي أوجدت روح الاستقلالية للموظف قد حققت نسبة نمو تفوق 4 أضعاف المؤسسات التي تغلب على أجوائها السيطرة والمراقبة، ومع العلم ان تشجيع روح الاستقلالية لا يعني بأي شكل من الأشكال عدم رعاية المسؤولية أو عدم المحاسبة على التقصير.


2 - تشجيع روح التفوق والبراعة بين العاملين في المجالات والتخصصات التي يتقنها العاملون، ولعل من أخطائنا الإدارية الشائعة اننا لا نفرق بين ما يجب ان يفعله الموظف وبين ما لايستطيع ان يفعله الموظف، لذا فعلينا دائماً أن نعرف ما يستطيع ان يفعله الموظف قبل أن نوجب عليه أعمالاً لا يحسن أداءها فيكون الإخفاق والإماتة لروح التفوق والبراعة في نفسيات العاملين.


3 - حث العاملين على تحديد أهداف ذات قيمة مضافة على كل من المستوى الفردي والمؤسسي والمجتمعي، والتشجيع والدعم المستمرين لهم لتحقيقها. ولقد أشارت الدراسات الى ان الذي يضع أهداف ذات ربحية بحتة فقط دون قيمة مضافة وسامية عادة ما يكون أقل سعادة،وتغلب على
حياته الاضطرابات النفسية.


ولربما البعض قد يستصغر أهمية التحفيز الداخلي وآثاره الرائعة، ولعل أحد تلك الآثار كمثال موقع
Wikipedia وهو أول موقع معرفي للشعوب وخامس موقع في عدد الزائرين في العالم تميز وأصبح بالريادة بفضل آلاف الباحثين المتطوعين الذين امتلأت نفوسهم بعناصر التحفيز الداخلي والروح المعنوية العالية.


ختاماً علينا دائماً كأفراد ومؤسسات ان نحفز أنفسنا من الداخل وألا نكون رهينة لعناصر التحفيز الخارجي التي قد يستخدمها البعض لتثبيط همتنا ومعنوياتنا.
مراجع :
Drive: The Surprising Truth About What Motivates Us-Daniel H. Pink




عمر سالم المطوع
كاتب متخصص في الإدارة والموارد البشرية
Twitter:@omarSalmutawa

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

البيئة الإيجابية



إيجاد البيئة الإيجابية من الضرورات الحتمية لكل من أراد أن يكون له دور فعال ومتميز، سواء كان فرداً أو مجتمعاً. لذا فإن المحيط الذي نعيش فيه يساهم بشكل رئيسي في تطورنا وإبداعنا وتحقيق ذواتنا وأن نكون قيمة مضافة لمجتمعاتنا. إن حجر الأساس لبناء البيئة الإيجابية هما الفرد والمجتمع أو ما يسميه البعض «أنا» و«نحن»، فهما دائما يتفاعلان مع بعض لإيجاد مكونات البيئة الإيجابية. لذا فعلى الفرد أن يطور وينمي مهاراته وقدراته ليساهم في تقدم وارتقاء المجتمع، وكذلك على المجتمع بأفراده ومؤسساته أن يشجع ويحفز ويعتني بالفرد لكي يواصل هذا الفرد مسيرته في تطوير ذاته وبناء المجتمع وتقدمه. ولقد رأينا من يستفيد ويستنزف «نحن» وموارده البشرية والمادية لكي يُلمعَ نجم «أنا وحاشيته» من دون أي إضافة للمجتمع وللأسف هذا السلوك السلبي أصبح ظاهرة منتشرة فى مجتمعنا. بل أصبحنا نسمع عن عزوف العديد من الكفاءات المتميزة، لأنهم لم يجدوا البيئة الإيجابية التي تقدّر عطاءهم وتميزهم، ومن ذلك ما حصل لصديقي العزيز ماجد السرهيد ذي الإبداعات والمهارات المتميزة، فعندما تخرج في الجامعة عاد إلى الكويت للبحث عن وظيفة تقدر تميزه، وإذ به يُصدم بالفساد الإداري المتوج بالواسطة والمحسوبية، فقرر أن يعود الى أحد البلدان الغربية ويستقر فيها. ثم قام بمواصلة دراسته العليا على حسابه الشخصي، وكذلك قام بتأسيس شركته الخاصة، وذلك لتيقنه أن هناك بيئة إيجابية تُقدره وتدفعه إلى العطاء والإبداع.
ولقد ذكر المختصون والباحثون العديد من مكونات البيئة الإيجابية وقاموا بدراسة كل قطاع من قطاعات المجتمع على حدة، وحددوا المكونات التي تجعل ذلك القطاع إيجابيا. ولقد صنف بعضهم المكونات التي تخص قطاع المؤسسات الى مجموعتين رئيسيتين وهما المكونات الاستراتيجية والمكونات التشغيلية*.



فالمكونات الاستراتيجية يندرج تحتها:


1 - رؤية المؤسسة والمبادئ والقيم التي تلتزم بها، ويجب ان يكون لدى العاملين اقتناع تام والتزام كامل بها.

 
2 - تفاني القيادة وقدرتها على تحمّل المسؤولية وإدارة العاملين باحترافية. لذلك على القيادة أن تكون قادرة على تفهم حاجات العاملين والتعامل معهم وتحفيزهم وتقديرهم وبناء الثقة معهم.


3 - التواصل في المؤسسة، وهو ان يكون هناك تواصل إيجابي وفعال بين كل مستويات العاملين في المؤسسة، وذلك من خلال عدة وسائل وطرق، مما يحقق روح الفريق الواحد بين العاملين فى المؤسسة.


اما المكونات التشغيلية فتشمل العناية والاهتمام باختيار الموظفين الأكفاء وكذلك التركيز على التدريب والتعليم، فقد أشارت الدراسات إلى أن %81 من العاملين يزيد ولائهم وانتمائهم للمؤسسة بسبب اهتمام المؤسسة بتعليمهم وتدريبهم. ومن الناحية أخرى، فقد أشار الباحثون إلى اهمية وضوح اللوائح والسياسات لكل العاملين وان يكونوا ملمين بأنشطة وأعمال المؤسسة مما يجعلهم قادرين على تطويرها. ومن أهم المكونات التشغيلية للبيئة الإيجابية هو إحاطة العاملين بأداء المؤسسة، وان يعرفوا دورهم في تحقيق أهداف المؤسسة، وكذلك أن يكون هناك نظام واضح لإدارة المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة سواء كانت داخلية او خارجية. وأشار الباحثون كذلك الى أهمية وجود نظام واضح للتعامل مع الخلافات التي تحدث من خلال المناقشات التي تتم داخل المؤسسة، لما لذلك من بالغ الأثر في المحافظة على البيئة الإيجابية، لأن النقاش داخل المؤسسة يجب أن يكون حول الأفكار ووجهات النظر وألا ينقلب الى عداوات شخصية.
ختاما نقول إن البيئة الإيجابية لن تتحقق إلا من خلال إيمان عميق بالفكرة وفهم دقيق لها وعمل جاد ومتواصل في تحقيقها في أرض الواقع، فليراجع كل مسؤول أداءه ويتأكد من توافر مكونات البيئة الإيجابية في المحيط الذي يشرف عليه ومن ثم يعزم على التغيير ويشرع في البناء لكي يأتي من بعده ويقول: «مر وهذا الأثر».



مراجع:
How positive is your work environment

                                                                                                   عمر سالم المطوع
                                                                              


             


الثلاثاء، 5 يوليو 2011

خطر داء القطيع فى القرار


تحدثنا فى المقالة السابقة عن القرار الناجح والمراحل التي يمر بها . وفي هذه المقالة السريعة نلفت انتباه القارئ الكريم الي أحد أنواع إتخاذ القرار وهو  القرار الجماعي. ومن المعلوم لديكم إن إدارة إجتماعات القرارت الجماعية فيها صعوبة ولكنها فى أغلب الأحوال أفضل من القرارات الفردية . ومع تعدد الإيجابيات للقرارات الجماعية فقد أشارات  الدراسات العلمية الى إن هناك عدة عوامل قد تفسد إجتماعات القرار الجماعي أو تجعل القرار الجماعي يحيد عن الصواب ،وقد ذكروا منها ( الغيرة، الحسد ، عدم الوضوح بين أعضاء الفريق ) أو وجود أعضاء فى الفريق يتسمون بالشخصية المسيطرة. ويوجد هناك سبب مهم ذكره المختصين فى علم (إتخاذ القرار) وهو داء (  نمط التفكير الجماعي-group thinking  -)  ولقد كان هذا النمط من التفكير من أحد أسباب أخفاق الولايات في غزوها ل "كوبا" ولقد قام  احد المختصين فى علم السياسة وهوIrving Janis  فى أواخر السبعينات بتأليف كتاب بعنوان  "ضحايا التفكير الجماعي أو Victims of Group Think " .

لمحات في  نمط التفكير الجماعي:
 وساستعرض معك ايها القارئ لمحة سريعة عن هذا النمط من التفكير الجماعي المنتشر بشكل كبير فى مؤسساتنا فى عالمنا العربي والإسلامي . ولوتفكرت فى بعض المواقف التي واجهتها فى حياتك المهنية فستجد إنك واجهت هذا النمط من التفكير الجماعي أكثر من مرة وأنه ساهم بدور كبير فى توجيه القرار الي الطريق الخطأ.
نمط التفكير الجماعي من الأمراض المستعصية التي أصابت مؤسساتنا  وهو ان يميل الفريق الي الحفاظ علي تماسك المجموعة ووحدتها بدلا من النظر الي الحقائق والبراهين المتعلقة بموضوع القرار. ويسميه بعض المختصين "تفكير القطيع ". وقد عَرفه اخرون بانه ((نوع من التفكير تحاول فيه جماعة ما تقريب وجهات النظر في محاولة منهم لتجنب الدخول في صراع والوصول لاتفاق بدون نقد آراء الآخرين أو تحليل وتقييم الأفكار مما يحافظ على روح الجماعة)).

ومن المشاهد التي يتسم فيها الفريق المصاب بهذا الداء بأنه دائما يمارس ضغط شديد علي احد الاعضاء الذي يطرح وجهة نظر  او رأي مخالف لوجهة النظر الجماعية مع العلم ان وجهة نظرة مبنية علي حقائق وأدلة واضحة . ونجد أغلبية الفريق تستشهد علي صحة فعل الضغط الذي قاموا  به انطلاقا من المحافظة علي وحدة الفريق وتماسكه والألتزام بالمبادئ التي قامت عليها المؤسسة او الفريق. ولعل من اهم الأسباب التي تقود الفريق او المؤسسة  الي هذا الداء هوالأتي :

1-قوة وحدة الفريق أوأعضاء المؤسسة  وتشابه الخلفيات الفكرية والإجتماعية لهم.
2-انعزال الفريق  وأعضاء المؤسسة عن البيئة الخارجية والأراء المخالفة له.
3-وجود قائد مسيطر للفريق أو المؤسسة  يشجع ويدعم الالتزام بالفكر الجماعي وعدم مخالفته بل يحث على معاقبة مخالفيه.
4-وجود ظروف خارجية للفريق أو لأعضاء المؤسسة  مثل :تهديدات شديدة  ،مخاطر عاليه، ومصاعب . تشجع ميولهم نحو التماسك والاندماج في فكر جماعي موحد.

وبعدما ذكرنا أهم الأسباب التي تقود الي ذلك النمط من التفكير  أري من المناسب ذكربعض الأعراض للفريق الذي يتسم بنمط التفكير الجماعي(القطيعي) وهي :

1-مناقشات الفريق المحدودة ولايمكن ان تتجاوز حدود معينة وذلك لعدة إعتبارات.
2-لديهم  ثقة زائدة بأفكارهم وتقاليدهم وأسلوب عملهم .
3-عادة مايقوم اعضاء الفريق او القائمين على المؤسسة  بإستبعاد الاشخاص الذين لديهم وجهات نظر  مخالفة للأغلبية. 
4-يغلب عليهم التأييد الوهمي للفكر السائد او للقائد المسيطر للفريق أو المؤسسة.


العلاج الفعال للداء العضال (داء القطيع)

يري الباحثون ان افضل الحلول التي تساهم فى تخفيف أثار ذلك الداء .هو ان تقوم المؤسسة بتشجيع أعضاء الفريق بتعبير عن أرائهم بٍحرية   وأن يكون هدفهم الأساسي فى ذلك الطرح او الإنتقاد هو تحقيق مصلحة المؤسسة وليس أرضاء لرؤساء أوالمدراء . وكذلك أن لاتقوم قيادة المؤسسة بإصدار إيحاءات وإشارات يفهم منها توجيه أعضاء الفريق الي قرارات محددة . و من اهم الأسباب التي تقلل أثر ذلك الداء هو ان تنزل قيادة المؤسسة الي الميدان الفعلي للعمل وأن تقوم بخلق اجواء نقاشات مفتوحة  وكذلك ان تشجع الإنفتاح على الأفكار والبيئات  الخارجية التي تساهم فى تطوير أداء العاملين فى المؤسسة .

فى الختام ماهي الا إضاءات سريعة و أري بأننا بحاجة الى ان نقف وقفة مراجعة ونقيم فيها أليات أتخاذ القرار الجماعي التي  تتم فى مؤسساتنا  حتي تكون قرارتنا قيمة مضافة فى تطوير الأداء وفى خلق البيئات الإيجابية التي ترقى بنا جميعا.

 
                                                                  عمر سالم المطوع
                                                                 كاتب متخصص فى
                                                              الأدارة والموارد البشرية

المراجع:
كتاب( wining decisions )
موسوعة (ويبكيديا)

بحث علمي عن نمط التفكير الجماعي




 

القرارالناجح

 إن القرار الناجح لايُكتب له النجاح حتي يدخل حيز التنفيذ ويتذوق صاحبه او أصحابه أثاره الإيجابية . القرار الناجح مساهم رئيسي فى صناعة الحياة ، فى تشجيع الطاقات ، فى إيقاف الظلم والتجاوزات ،فى إحياء الدول والمؤسسات .
إن النجاحات التي نتغني ونضرب بها  الأمثال في حياتنا اليومية ماهي إلاثمرة  للقرارات الصحيحة . إن القرار الناجح ليس وليد التخبط والعشوائية والتكتيكات والمصالح السياسية بل هو نتاج جُهد يبذل وعقل يُخطط ويُفكر . إن القرار الناجح  يمر بعدة مراحل* وهي على النحو التالي:
المرحلة الأولي: تحديد الإطار  الصحيح الذي سيتم من خلال تحديد محتويات ومكونات موضوع القرار ، إن مرحلة تحديد الإطار من أهم المراحل التي تقود الى القرار الناجح لذا فإننا ننصح متخذين القرار أن ينظروا لموضوع القرار من عدة زوايا (إطارات) وان لا يُعودوا أذهانهم النظر من إطار واحد فذلك يقودهم الي محدوية فى التحليل
المرحلة الثانية: جمع المعلومات بذكاء .وهي ان تعرف ماهي المعلومات التي انت بحاجة لها وماهو مستوي صحتها فلتلك المرحلة دور رئيسي فى الحصول على قرار صحيح ودقيق . وعلينا فى هذه المرحلة ان نحذرمن عدم الإعتماد على معلومة يتيمة لإصدار قرارات جريئة . وهنا نلاحظ ان الكثير من متخذين القرار يتأخرون فى إصدار القرار لإنتظار معلومات اكثر وهنا عليهم ان يتسائلوا هل المعلومات التي ينتظرونها مهمة ومؤثرة ام لا .
المرحلة الثالثة:  إتخاذ القرار وفق منهجيات وطرق واضحة  حتي يتمكن العاملين معك من تقييم ألية أتخاذ القرار . إن 90% من متخذي القرار يستخدمون طريقة البديهة والحدس وهي طريقة غير مرغوبة وقد تكون خطرة خاصة عندما يكون موضوع  القرار معقد ويؤثر علي شريحة كبيرة من الناس . وخطورة تلك الطريقة بأنه لايمكن تقييم وتطوير ألية القرار فهي معتمدة على انطباع وحدس صاحب القرار وعادة مايؤثر مزاجه الشخصي فى تحديد طبيعة القرار. هناك طرق ومنهجيات أخري للقرار الناجح  مثل ( أتخاذ القرار عن طريق تحديد أسس وقواعد- إتخاذ القرار عن طريق تقييم البدائل وتحديد الأوزان ) . وفي هذه المرحلة علينا دائما أن يكون أغلب تركيزنا في منهجية إتخاذ القرار الصحيح  لا علي مخرجات القرار. إن الدراسات العلمية أثبتت إن اتباع المنهجيات والطرق الصحيحة لاتخاذ القرار دائما ماتقود الا  القرار الصحيح أو الأقرب للصحة. فمخرجات القرار ماهي الا نتيجة منهجيات ومراحل مرت صناعة القرار من خلالها.
المرحلة الرابعة: التعلم من القرار الذي صدر وأصبح حيز التنفيذ ورصد أثره  فى الواقع. إن على متخذين القرار أن يُوجدوا البيئات التي تساعدهم من التعلم من القرارات السابقة فذلك يُعظم رصيد خبراتهم  فيكونوا أكثر قدرة على إصدار قرارات ناجحه فى المستقبل. وإنني أكاد اجزم إن المرحلة الرابعة  لايستخدمها الا الأشخاص والمؤسسات الذين لديهم نضج قيادي وإداري راقي جداً
أخيرا نقول ان القرار الناجح لن يأتي من سُحب الأمطار بل سياتي بتحريك العقول وسُحب الأفكار ، فأعمل اعقلك واشحذ همتك فنجاحك فى الحياة قرار.
                                                                                                    عمر سالم المطوع
                                                                                            كاتب متخصص فى الإدارة والموارد البشرية        
                                                                                                                                   Twitter @OmarSalmutawa
) Winning Decisions) مرجع كتاب*
j.Edwardللمؤلف

الأحد، 19 يونيو 2011

خاطر - الطقوسة فى العبادة

                                                                                     عمر المطوع
 إخواني واخواتي فى الله اننا فعلا بحاجة أن نتقل من الطقوسية فى العبادة الى ان يكون التزامنا بالإسلام كمنهج يتناول جميع مظاهر حياتنا حينها تكون عباداتنا وسلوكياتنا هوية وإنتماء لمنهج الله .  ولعل  لتلك الطقوسية مظاهر عديدة منها أن تري الشاب الملتزم يسارع الى الإعتكاف فى المسجد فى رمضان وامه مريضة قابعة فى البيت ومن يعتني فيها الخادمة التي لم تلدها فهي التي تعطيها حقنة الأنسولين ودواء الضغط وهي التي تعتني فى أكلها وهندامها. والأخر تجده يبادر بعمرة رمضان فى كل عام  ولكن لم يبادر بصلة أرحامه  قال صلي الله عليه وسلم : :((لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)).لذا  بإننا بحاجة أن نتذاكر دائما وخاصة من يسمون انفسهم "بالملتزمين" كيف نجعل التزامنا الديني سلوك حياة نعيشه في أنفسنا وليست طقوس وعبادات فى مواسم معينة وما أقوله ليس بدعة من القول فلقد كان الصحابة رضي الله عنهم لايتجاوزون عشر أيات من القرأن حتي يعملوا فيها . ويبدو لي إن من المظاهر المزعجة التي بدأت تنتشر وهي الطقوسية فى العبادة التي لاترتقي فيها الروح ولايتغير فيها السلوك. وقد يسألني سائل ويقول إن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي فالامر طبيعي  إذا فى الضعف الذي ينتابنا بعد تلك المواسم فاقول بلا شك إن النفس البشرية تتعرض للشهوات والشبهات التي تصعف الإيمان ولكن الخطورة تكمن عندما لا نعظم حرمات الله  ونمارس  ونعتاد سلوكيات سيئة بل قد تكون محرمة فى حياتنا اليومية  . لذا فهي دعوة لنجعل عباداتنا محطة للتغير والارتقاء حتي نفرح......... هناك فى جنات النعيم .

تحفيز الدعاة فى العمل الدعوي

     
                                                                                      

   من إكرام الله جل جلاله للعبد أن يجعله من الدعاة إلى الله الذين يرشدون الناس الى طريق الخير والفلاح  فقد قال إبن الجوزي رحمه الله :( من أفضل مقامات العبودية الدعوة الى الله ) . وتكليف الله عزوجل للنبى صلى الله عليه وسلم بتبيلغ الدعوة هو تكليف لأمته كما صرحت بذلك الاية الكريمة :(( قل هذه سبيلى ادعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وماأنا من المشركين))يوسف 108 ، والدعوة يجب ان تكون على يقين وبصيرة  والبصيرة هى المعرقة التى يميز بها بين الحق والباطل فعلى الدعاة ان يطلبوا العلم ويتعرفوا على طريق الدعوة وطبيعته والصفات التى يجب ان يتحلى بها الدعاة حتى  يستطيعوا التأثير فى المدعويين وتكوين جيل دعاة واعى لما يحدث فى المجتمع.
ولعل من المواضيع المهمه  التى يجب  تناقش فى منتديات  الدعاة هو كيفية تحفيز العاملين فى العمل الدعوي خاصة المتطوعين منهم  حيت تشير العديد من الدراسات  فى العمل التطوعي إن من بين كل 5 أشخاص متطوعين يتوقف 3 أشخاص عن العمل التطوعى  بسبب سوء الإدارة وعدم القدرة على توظيف مهارات المتطوعين بشكل صحيح . .إذن فمن المهم معرفة الدوافع التى جعلت ذلك الداعية يلتحق فى مؤسسات العمل الدعوى فمنهم من يريد أن يكون له بصمة فى الحياة والاخر يريد ان يمارس دور القيادة وتنمية المهارات وتجد من يلتحق بتلك المؤسسات للصحبة االصالحة التى تعينه على طاعة الله والاخر قد يلتحق للأسباب السابقة مجتمعة.
لذا اجد إن هناك العديد من الأهداف يمكن تحقيقها فى حالة نجاحنا فى تحفيز الدعاة وهى على سبيل المثال لاالحصر:
1-      إيجاد اجواء إيجابية بين الدعاة الي الله التي تساهم  فى  زيادة إنتاجيتهم على كافة قطاعات الحياة مما له أثر إيجابى فى صلاح الامة.  ومثل تلك الاجواء يشجع فيها المتميز ويذكر فيها الذى اصابه الملل من النمط الروتيني للعمل الدعوى .

2-      الإستفادة من الطاقات الدعوية خاصة التى امضت عمرا طويلا فى الدعوة وتوجيهها بشكل صحيح   يناسب المرحلة العمرية.

3-      تعريف قيادات المؤسسات  الدعوية على كيفية تحفيز الدعاة الى الله وذلك لضمان وجود جيل من الدعاة ذات طبيعة إيجابية.


مفهوم التحفيز:
  عادة عندما نسمع كلمة تحفيز يتبادر الى أذهاننا معانى كثيرة منها التشجيع والإيجابية والإنتاجية العالية المدعومة بالولاء للمؤسسة
التحفيز لغةً: حفز – حفزاً : حثه وحركه وكذلك أعجله وأبعده.  وتحفز أي تهيأ للوثوب وتحفز فى مشيه أي إحتث وإجتهد
التحفيز فى إصطلاح الكاتب: عبارة عن كل قول او فعل أو إشارة تدفع الدعاة الى الله عزوجل إلى الأداء الافضل او الإستمرار فيه وهو يثير دافعية الدعاة الى الله وينميها ويقدم المبرر الكافى والسبب المقنع للاداء المتميز.

وقد ورد أصل التحفيز فى القران والسنة من جهتين:
اولا : الحث على القيام بالعمل إن كان خيراً أوتركه إن كان شرا كما فى قوله تعالى:(( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم  وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين )) ال عمران 133  وقول النبى صلى الله عليه وسلم (( إحرص على ماينفعك وإستعن بالله ولاتعجز)) رواه مسلم
ثانيا: الثناء على العمل إن كان خيرا اوذمه إن كان شرا كما فى قوله تعالى (( نعم العبد إنه اواب ))سورة ص40 . وقول النبى صلى الله عليه وسلم (( نعم العبد عبدالله لوكان يقوم الليل)) رواه البخاري
والايات والأحاديث فى ذلك كثيرة وكذلك نجد فى تراثنا الإسلامى الكثير مما يحفز النفوس ويجعلها مشمرة للخير محبة له
مفاتيح التحفيز:
وإليك اخى الجبيب بعض الوسائل وهى على سبيل المثال لا الحصر فى كيفية تحفيز العاملين وهى نتاج قرأتى فى الموضوع وبعض الخبرات الدعوية الموجودة لدي  فإن كان فيها  خير فخذها وإدعوا لى بظهر الغيب وإن كـــــــان غير ذلك فلاتــــبخل علي بالنصيحة :
1-      غرس حب الدعوة الى الله فى نفوس الدعاة واهمية ما يقومون به.
النفس البشرية جبلت بأن تكون أفضل أداءاً وتميزا فى حال قيامها بأعمال تحبها او تتقرب فيها إلى من تحب  "فالقلوب المؤمنة التى إنطوت على حب الله ورسوله وحب الدعوة اليه تجدها دائما تهفو بمحبة الله فى كل حركة وعمل وسكنة من سكناتهم"   سيد قطب
  فغرس مفهوم الحب الله والرسول وحب الدعوة الى الله هى طريق التربية الإسلامية الاصيلة التى يجب أن يعتنى بها الدعاة المربون والقادة فى ميدان العمل الدعوي فعندما تكون مناهج الدعوة التربوية فى كل مرحلة من المراحل تركز على هذا المفهوم يكون لدينا جيل دعاة باذلا وقته وجهده فى سبيل الدعوة إلى الله مستمتعا بما يقوم به مستشعرا الاجر فى ذلك رغم ما يتحمله من كثرة الاعباء  ولابد من تعريف و تذكير الدعاة  بالأساليب والوسائل الشتى بأهمية ما يقومون به  من الدعوة الى الله  وحاجة المجتمعات إليه وإنه الدليل الجلي على  تعافي المجتمع من كدر الذنوب.
 قال الله تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله ))البقرة 165 يقول سيد قطب رحمه الله (( فالحب هذا الروح الساري اللطيف الشفاف الرائق البشوش هو الذى يربط القوم بربهم الودود)).

2-      فهم حاجات الدعاة الى الله وبذل الجهد لإشباعهاوالموازنة بين متطلبات نجاح المشروع الدعوي وبين إحتياجات الإنجاز الفردي.

   إن من رضي أن يكون فى ركب الدعاة أخذ على عاتقه تحمل مشاق ومتاعب الدعوة سواء بصورة فردية أو فى منظومة عمل دعوي يهدف الى الدعوة الى الله .  فإن ما أقصده فى فهم الحاجات وبذل الجهد لإشباعها فى كل مرحلة من المراحل هو إن فى بداية الأمر يلتحق الكثير من الشباب فى ركب الدعاة وصحبة الأخيار فى تحقيق حاجة الامن النفسى المتمثلة فى الرجوع الى الله والتوبة والإنابة ومن ثم تظهر الحاجة الى الإنتماء وان يكون لديه مجموعه ينتمى إليها ومن ثم تظهر عند البعض ملامح التميز والقيادة وذلك لتحقيق حاجة النفوذ وأن يكون له موضع إحترام بين إخوانه الدعاة   ومن ثم يتطور الأمر   لتحقيق ذاته فى إنجاز المشاريع الدعوية ذات طابعه الشخصى والتى فيها نوع من التحدي وإثبات الذات والتى من نتائجها الواضحه هى تطوير الذات والمهارات الشخصية
  لعلنا عندما نفهم حاجة كل مرحلة نستطيع ان نوجه وسائلنا الدعوية إليها ونشبعها بما يحقق رضا للدعاة وتقويم وإرشاد فى حالة الجنوح الى المطامع الشخصية التى هدفها التكسب بإسم العمل الدعوى  .ومن ناحية أخرى يجب أن يكون للمؤسسة الدعوية القدرة على تحقيق الموازنة بين متطلبات المشروع الدعوي وبين إحتياجات الإنجاز الفردى التى تساعد الدعاة علي تحقيق  طموحهم الذاتى  والنجاح فى تحقيق تلك الموازنة يخلق لنا جيل من الدعاة عنده الولاء للدعوة الإسلامية والقدرة على تحقيق المشروع الدعوى على أرض الواقع


3-      إحياء أجواء الأخوة الإيمانية  والتواصل الدعوي
 الاخوة الإيمانية التى طالما سمعنا عنها فى  الخواطر والدروس تلك الاخوة الصادقة الركيزة الأساسية فى وحدة وتكاتف الصف الدعوي  وما اجمل ذلك البيت الذي يقول فيه الشاعر:
                                                   تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أحادا
 فعلينا أيها الاخوة الكرام أن نكون نماذج حية فى أرض الواقع تطبق معنى الاخوة فى الله وان نكون عمليين فى ذلك  لان كثيرا منا يفتر عن العمل الدعوى بسبب فقدان الاجواء الاخوية والتواصل والدعوى  وعلينا أن نقبل أعذار إخواننا فى حالة ضعفهم وندعولهم فى ظهر الغيب ونتواصل معهم وإن بعدوا عنا وإن جاؤونا قبلناهم وإنطلقنا معهم فى أجواء الدعوة الى الله  يقول  ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أحبُ إخواني إليَّ أخٌ، إن غبت عنه عذرني، وإن جئتُه قَبِلَنِي"

لذا علينا أن نقوم بالحقوق الشرعية للمسلم التى وردت فى أحاديث النبى صلى الله عليه ولنبتعد عن مايثير الجفاء والشحناء فى نفوس الأخوان ومن ذلك الغيبةوالحسد والكبر والإستهزاء والسخرية . وما أجملنا عندما نتحلى بأداب النصيحه ولانتصيد أخطاء الإخوان وعلينا أن نشيع جو البساطة والمودة والتكافل بين إخواننا فنهب لقضاء حوائج إخواننا ونسارع بإرسال الهدية الجميلة والرسالة اللطيفة فى حالة المناسبات السارة والمواساة فى أوقات الحزن والشدة والمرض. إن إحياء تلك الأجواء عامل رئيسى بعد توفيق الله فى ثبات إخواننا فى الدعوة والإستمرارية فى البذل والعطاء يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"

4-      الإهتمام والرعاية  والتكريم
 وحري بالمؤسسات الدعوية أن نهتم بالدعاة  المتميزين  ونوفر لهم جو الرعاية التربوية والعلمية الذى يساعدهم فى تحقيق  أهدافهم النبيلة فكم  شاب داعية متميز ضاع وقته وترك العمل الدعوي  بسبب قلة التوجيه والرعاية التربوية وقلة الإهتمام بالمتميزين .
  نريد أن نهتم بإخواننا  الدعاة ونشاركهم فرحتهم فى حالة تحقيق أهدافهم  بل  أبعد من ذلك نقوم بتكريمهم  ولوبكلمة طيبة تخرج بصدق من خلال المناسابات التى تعقدها المؤسسة فالثناء الممدوح هوالذى لامبالغه فيه ولا يخرج لنا جيل معجب بنفسه . إن إهتمامنا فى هذا الجانب مهم جدا في بناء بيئة إيجابية محفزة للدعاة فلو أن أحد العاملين فى المؤسسة حصل علي  منحة للدراسات العليا وسافر خارج البلد فمن المهم ان يكون هناك  تواصل وتشجيع وزيارة فى الله  فلذلك أثر كبير فى بقاء ذلك الداعية معطاء للمؤسسته بعد تخرجه وأثناء دراسته. ولقد أشارت  بعض الدراسات  فى تحفيز العاملين فى الاعمال التطوعية من إن المتطوعين صغار السن يحفزون بالامور المادية الملموسة والمتطوعين كبار السن  يحفزون بالأمور المعنوية الغير الملموسة مثل الإحساس بأنه قيمة مضافة فى المؤسسة التى يعمل فيها

5-      القيادة الفاعلة للمؤسسة الدعوية
       إن القيادة الفاعلة  وما تحتويه من القدرة على الأنجاز والتواصل مع أعضاء المؤسسة الدعوية لها دور كبير فى تحفيز العاملين. إن إختيار الأشخاص الأكفاء الذين يديرون المجاميع الدعوية له أثر كبير فى  تحفيز العاملين وذلك من خلال قدرتهم على جعل  الأهداف المنشودة أهداف محققة  ومنجزة فالشعور بالإنجاز يزيد القدرة على الأنجاز. وكذلك يتميزون بفهم إحتياجات الدعاة ومايمرون به من ظروف قد تصرفهم عن العمل الدعوى . إن القيادة التى تسطيع نزول الميدان الدعوى وتمارس الدعوة بشكل يومي ويكون لها الاثر الطيب فى أدوار الحياة التى تقوم بها فيكون لها دور واضح فى مسجد الحي وإن كان قليلا ولكن مستمر ويكون لها أثر مبارك فى الوظيفة أو التجارة وكذلك المعايشة التربوية مع الزوجة والأبناء  فعند ذلك تكون القيادة قادرة فى التاثير لانها مارست الدعوة وفهمت الواقع وإجتهدت فى وضع الحلول وشمرت للبناء.
      إن القيادة الفاعلة هى القيادة القادرة على  إيجاد جيل دعوي قيادى  متفهم للمجتمع الذى يعيش فيه قادرا للتأثير الإيجابى فيمن يتعامل معه .
 إن القيادة الفاعلة تستطيع ان تحرك الناس نحو الهدف بعكس القيادة الإنفعالية التي لاتتحمل قبول النقد فى الإداء ويضيق بها الامر إذا وجدت اراء مخالفة لها وهذا النوع من القيادة يجعل الدعاة يصدون عن العمل الدعوي من خلال تلك المؤسسة الدعوية ،تشير الدراسات إن أهم المهارات التي يحتاجها القيادين فى المؤسسات التطوعية تندرج ضمن خمسة بنود رئيسية وهي :

1-القيادة المؤسسية :
وتشمل تلك المهارة قدرة قيادة المؤسسة التطوعية على الإلتزام  بتحقيق رؤية المؤسسة وكذلك تميزها فى التخطيط الإستراتيجي ومتابعة الخطة التشغيلية ، القدرة والأبداع فى إستخدام التقنية التكنولوجية لتحسين اداء المؤسسة ،القدرة على الإفصاح والتعبير على إنجازات المؤسسة ومتطوعيها فى المنتديات العامة

2-قيادة نظام المؤسسة :
         الإلمام بنظام المؤسسة والإلتزام بتطبيقة ، توجيه المواضيع التخصصية التي ترد لقيادة المؤسسة  الى الأشخاص المتخصصين ،فهم وتطبيق دينامكية فرق العمل والسمات الشخصية للمتطوعين ، الرغبة والإستعداد فى إشراك الأخرين فى إدارة المؤسسة وتأهيلهم لذلك



3 - بناء طبيعة وثقافة المؤسسة :

القدرة فى الإستفادة من خبرات المختصين لتطوير الأساليب الإدارية فى المؤسسة ، القدرة على خلق  البيئة الإيجابية فى المؤسسة التي تساعد المتطوعيين على البذل والعطاء والتعلم ،  التواصل وتحفيز وتشجيع المتطوعين وجعلهم فاعلين ، نشر ثقافة التعلم والإستماع الى ملاحظات المتطوعين، الثقة التامة بالمتطوعين وقدرتهم على إنجاز الأعمال المناط بهم ، نشر وتشجيع السلوكيات الإيجابية التي تساهم فى تحقيق النجاحات ومساعدة الاخرين فى ذلك  . و على قادة المؤسسات الدعوية أن يديروا مؤسساتهم بثقافة العمل التطوعي التي تركز على الحوار والإقناع وقد أخطأ الكثير من القادة عندما قاموا بإدارة المؤسسات الدعوية بثقافة الشركة التجارية التي تدار بطريقة الموظف والمدير  لذا علينا ان نلحظ ذلك فالبون شاسع بين الثقافتين ومؤثر جدا على مستوي الأداء.

4- -مهارات شخصية :
وهناك مهارات شخصية يجب ان يتحلي بها القيادات فى المؤسسات التطوعية ومنها القدرة على تطوير الذات وكذلك القدرة على إيجاد الحلول ، مهارات الإتصال والإنصات ، التفكير الإبداعي ، القدرة على إدارة التغيير

5-مهارات إدارية :
فهم طبيعة الوظائف فى المؤسسة التطوعيه وكيف تعمل بفاعلية ، الكفاءة فى إستقطاب المتطوعين الاكفاء للعمل داخل المؤسسة ، الكفاءة في توظيف المتطوعين فى المكان المناسب  ، الكفاءة فى تدريب المتطوعين أو إيجاد البرامج التدريبية المتميزة التي تطور ذواتهم ، القدرة على حماية المؤسسة والمتطوعين من حدث يضر بهم، الكفاءة فى تقييم اداء المتطوعين والإعتراف  بإنجازاتهم ، القدرة والكفاءة فى الإحتفاظ بديمومة عطاء المتطوعين  وفق ظروفهم المختلفة


6-      إحاطة الدعاة العاملين بدورهم فى رسم الصورة الجميلة للمشروع الدعوى الذي يقومون به.

لكل مؤسسة او مجموعة دعوية هدف سامى تدعو إليه وقد يتركز هذا الهدف على جانب واحد من جوانب الحياة فمثلا قد تركز المؤسسة على صلاح الاسرة المسلمة وتربية الابناء والمؤسسة الاخرى على رعاية السجناء التائبين وهكذا..الخ . لذا حرى بالقائمين والعاملين فى المؤسسة الدعوية أن يطلعوا إخوانهم الدعاة  عن الدور الذى يقومون به وعن الصورة الدعوية  الجميلة التى يرغبون للوصول لها فى هذا المجال .إن وضوح المشروع الدعوي ومعرفة الدعاة لدورهم فى رسم هذه الصورة والمراحل التي يمرون بها لرسم تلك الصورة (أي المشروع الدعوي)فى المجتمع له دور كبير فى التحفيز وشحذ الهمم ومواصلة المسير فى رسم صور أخرى جميله فى مجتماعتنا التى نعيش فيها .فكثير من الدعاة فترت همتم لانهم لايعرفون اخر تطورات الإيجابية للمشروع الدعوي الذى يقومون به وحجم تأثيره فى المجتمع . وهذا الامر يتطلب وضوح رؤية المؤسسة واهدافها فى عقول المتطوعين .
 لذا علينا بين الفترة والاخرى ان نقف ونحدد مقاييس التقييم التى نقيس بها نتائج المشروع الدعوى الذى تقوم به المؤسسة ونعقد ملتقى نجمع فيه إخواننا الدعاة ونعلمهم بما توصل له مشروعنا الدعوى ونكرمهم على هذا النجاح ونشاورهم ونستمع إلى ارائهم فكل الخير فى مشاورة عقول الرجال.
 وفي هذا السياق اود ان اشير لضرورة وجود رؤية للمؤسسة الدعوية  ويتم صياغةالاهداف المرحلية للتحقيقها مع قناعتنا التامه إن نظريات الإدارة التي فى الغرب يجب ان لانتبناها بحذافيرها فى مؤسساتنا الدعوية لان طبيعة المؤسسات والمجتمعات تختلف فكثير ممن إستفاد من مدرسة الإدارة فى الغرب يحكيها لنا مترجمة ويحاول تطبيقها من غير درايته بظروف الافراد وخبراتهم وقدراتهم  فيكون الإخفاق و الملل .




7-      التعرف على شخصيات الدعاة العاملين  والمجالات التى يرغبون للعمل  بها والتي تتناسب مع قدراتهم وأوقاتهم:

إن المعرفة التامة بطبائع شخصيات الدعاة المشاركين فى المؤسسة الدعوية يجعلنا نوجه الطاقات بشكل الصحيح نحو تحقيق الهدف  وذلك يتطلب حكمة وحذق من القائد الدعوي . ولقد اشارت الدراسات بأن 35% من المتطوعين يتركون التطوع فى السنة الاولي لإن إدارة العمل التطوعي غير قادرة على الإستفادة من قدراتهم وغير متفهمة لظروفهم وإمكانياتهم. ولعل عمل الإستبانات السنوية التي تقيس تلك الجوانب لدي الدعاة وتحليلها بشكل عملي والأخذ بنتائجها مهم فى توجيه الطاقات والتعرف عليها بشكل صحيح بل أكثرمن ذلك من خلال قياس الرضا الوظيفي الذي يتمتع به الدعاة العاملون وهو يختلف عن الرضا الوظيفي فى مفهومه العام المرتبط بالراتب والمسمي الوظيفي، وتشير الدراسات بإن الرضا الوظيفي بالأعمال التطوعية حسب تصنيف   (VSI)ترتبط إرتباط وثيق بالنقاط التالية:
1-      قوة وجودة التواصل بين المتطوعين  وهو من الاسس الرئيسية فى الرضا الوظيفي.
2-      وضوح المهام الوظيفية للمهمة التي يقوم واغلب المتطوعين المتميزين يحبون المهام التي فيها تحدي  والتي تتناسب مع قدراتهم
3-      إشعار المتطوع بأهميته فى المؤسسة وان الدور الذي يقوم فيه دور مهم وحيوي فى المؤسسة . فعند إحساس الدعاة بعدم اهميتهم فى المؤسسة التي يعلمون يولد لديهم نوع من الإحباط والإنشعال بسفاسف الامور.
4-      الدعم الثقافي والتدريبيى لأعضاء المؤسسة الدعوية وإيجاد البيئات الإيجابية  التي تحث الدعاة على تطوير ذواتهم وقد بينت الدراسات إن المتطوعين الذي يخضعون لدورات تدريبية اكثر رضا من غيرهم من المتطوعين
5-      تكامل الادوار بين أعضاء المؤسسة الدعوية وقوة العلاقة التي تربطهم تلعب دور رئيسي فى تحقيق رضا المتطوعين وقد اشارت الدراسات بإن من أهم الأسباب التي يتوقف المتطوعون بسببها عن الأعمال التطوعية هو ضعف تكامل الادوار بين اعضاء المؤسسة


8-       الخطة الإستراتيجية ووضوح وإحترام اللوائح والسياسات  للمؤسسة الدعوية والوصف الوظيفي لمهام العاملين فى المؤسسة

بناءاللوائح والسياسات للمؤسسة الدعوية والخطة الإستراتيجية وتطبيقها يشعر العاملين بأهمية النظام ورقي مؤسستهم الدعوية فكثير من الدعاة لايعرفون حدود وماهية المهام المطلوبة منهم فتراه ينشغل فى اعمال تنفيذية يومية على حساب تطوير ثقافته ومهاراته الشخصية  وبعد فترة من الزمن  يكتشف ذلك فيقل عطائه ليتدارك مافاته, إن وضوح المهام يرفع الحرج عن العاملين منذ قبولهم للإلتزام فى تلك المهمة واثناء عملهم فيها ، وكذلك ييسر قياس اداء العاملين وتطوير قدراتهم.
 إن فهم بيئة العمل المؤسسة الدعوية الحالية وإستشراق صورة المؤسسة  فى المستقبل  مهمة جدا قبل البدء فى بناء الخطة الإستراتيجية واللوائح والسياسات فتلك الخطط واللوائح توضع للتطبق وليس ليقال إننا عملنا خطة إستراتيجية مدتها 20 سنة ونتفاخر بذلك، فلذلك التفاخر نشوة وقتية إذا لم يتبعها تنفيذ ومتابعة فسيكون الفتور من الدعاة العاملين.

9-      بناء  السمعة والصورة الذهنية الإيجابية  للمؤسسة الدعوية

ولقد عرف علماء الإدارة والعلاقات العامة العاملين داخل المؤسسة بالجمهور الداخلي  والذين تقدم لهم السلعة او الخدمة أو القيم والافكار بالجمهور الخارجي ، ولا شك إن بناء سمعة المؤسسة والصورة الذهنية للإيجابية  يلعب دور رئيسي فى تحفيز العاملين لانهم فخورون  بمؤسستهم المتميزة ، يتكلمون عن ادائها بكل إعتزاز ، رجالات مؤسستهم رموز تفتخر الاوطان بهم .

إن بناء السمعة والصورة والذهنية ليس وليد اللحظة والإرتجال بل هو وليد خطة واضحة قد يستغرق تنفيذها عدة سنوات، ولقد فشلت الكثير من مشاريع المؤسسات الدعوية بسبب عدم إهتمامهم بذلك الجانب . والصورة الذهنية هوانطباع صورة الشيء في الذهن، أو حضور صورة الشيء في الذهن،  ووسائل الإعلام تلعب دور رئيسي فى بناء الصورة الذهنية والسمعة سواء كانت إيجابية او سلبية . ومن  أهم معايير الصورة الذهنية الإيجابية والسمعة الطيبة للمؤسسة هو (جودة الإدارة وقدرتها على التطور – جودة المنتج أو الخدمة أو القيمة والافكار – الإهتمام والإحتفاظ بالأشخاص المتميزين – النزاهة المالية –إستخدام إمكانيات المؤسسة بشكل امثل والإبتكار – صداقتها مع المجتمع والبيئة ) . ولعلي أري من المناسب أن أذكر هنا الخطوات الاولية للتحسين السمعة والصورة الذهنية للمؤسسة  وهي كالاتي :
(1) التقييم الداخلي وتحديد الصورة التي ترغب المؤسسة في تكوينها عن نفسها.
(2) معرفة الصورة الذهنية التي يحملها الجمهور عن المؤسسة.
(3) التصميم والتنفيذ لخطط العمل.
(4) التسويق داخليًا وخارجيًا للصورة الذهنية المستهدفة.
(5) االتقييم  والمراجع


وفى الختام نشير الى إن هناك العديد من وسائل ومفاتيح التحفيز  التى أتمنى  أن يهتم بها الدعاة لتشجيع إخوانهم وتحفيزهم لفعل الخيرات ولكن ماذكرته هوما وفقنى الله عزوجل لكتابته  فإن كان فيه خير فهو من الله وحده وإن كان فيه خطا أو نسيان فأسأل الله أن يغفر لى 






د.عمر المطوع


مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...