الأحد، 5 أغسطس 2012

فن التقدير

إن مهارات وفنون التقدير لا يتقنها إلا القادة الأكفاء الذين يدركون القيمة الحقيقية للتقدير، ويعرفون آثاره الباهرة على العمل والعاملين.
إن فهمنا لقيمة التقدير وممارسته في حياتنا اليومية، يُضفي لذواتنا ولمن له علاقة بنا أجواء مملوءة بالأمل والتفاؤل، فالتقدير عصب رئيسي للحياة المشرقة بالانجاز، ولقد أثبت عدد من الدراسات في مجال السلوك الإداري الأثر الكبير للتقدير في مضاعفة أداء العاملين في المؤسسة بل أكثر من ذلك. فالتقدير يُفجر إبداعات العاملين ويجعلهم أكثر ولاء للمؤسسة.
تمكننا من ممارسة فنون ومهارات التقدير، يُرشدنا إلى الحكمة في استخدام نوع التقدير المناسب مع المواقف والأشخاص التي تواجهنا في حياتنا، لذا نجد أن أنواع التقدير متعددة، وتأخذ أشكالا متنوعة، فهي على سبيل المثال قد تكون كلمة شكر أو مكافأة مادية أو قد تأخذ شكلا آخر من خلال تطوير وتدريب الموظف المستحق للتقدير بأعلى المعايير المهنية، وكذلك قد تكون ترتيب لمفاجأة سارة، كاعتراف الإدارة التنفيذية بجهود أحد العاملين في نماء المؤسسة، لذلك فإن أساليب التقدير تتنوع وتتسع باتساع آفاق وإبداعات الشخص الذي سيقوم بالتقدير.
ولكي يؤتي التقدير ثماره في شخصية المتلقي (المُقَدر)، فلابد من الاهتمام بالأسلوب والطريقة التي سنوصل فيها رسالة التقدير، ولقد رأينا أثر كلمة الشكر المملوءة بالمشاعر الصادقة أكبر بكثير جدا من أثر المكافأة المادية التي يظهر فيها المسؤول امتنانه على الموظف بسبب هذه المكافأة.
يجد المتأمل في ممارسات معاني التقدير عددا من النماذج الرائعة التي أصبحت مثالا يحتذى به في عدد من المؤسسات، وكذلك في الجهة المقابلة نجد عددا من الممارسات السلبية في تحقيق معاني التقدير، فمثلا تجد المسؤول لا يبادر بتقدير جهود العاملين، لتوهمه بأن سطوع نجم هؤلاء العاملين سيهدد منصبه الوظيفي. ونرى مسؤولا آخر يقدر جهود العاملين شفويا بكلمات إطراء، ويحاربها فعليا بقرارات محبطة، ولاشك في أن مثل تلك الممارسات تنم عن «أمراض نفسية وعقدة نقص» عند كثير من المسؤولين وأصحاب القرار.
وتتجلى خطورة عدم إدراك قيمة التقدير وعدم ممارسته في حياتنا وتعاملاتنا في عدة جوانب، منها اضمحلال وتردي علاقاتنا، وانتشار الأجواء الطاردة للعاملين الأكفاء، وحينها يبدأ سلوك العاملين في المنحنى السلبي الذي يجعله يفقد ولاءه في المؤسسة، وهذا ما نراه اليوم في عدد من مؤسساتنا.
وتشمل إتقان مهارات وفنون التقدير جميع تعاملاتنا في جميع نواحي الحياة، سواء كانت عائلية أو وظيفية أو غيرها، فالتقدير لبنة رئيسية في بناء بيئات إيجابية ترتقي في أدائنا، وفي المجتمعات التي نعيش فيها.
وختاما أنصحكم في البحث في موقع YouTube عن مقطع بعنوان «التقدير عصب الحياة»، فهو يُغني عن كثير من الكلمات التي قد تكتب حول معنى التقدير.





عمر سالم المطوع
كاتب متخصص فى الإدارة والموارد البشرية
Twitter:@OmarSAlmutawa

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...