الثلاثاء، 12 مارس 2013

النمطية قاتلة الإبداع

 

الأسلوب أو النمط المتعلّق بإدارة المؤسسة أو إدارة الفرد لذاته له علاقة مباشرة بالنجاح. ولقد رأيت تخلف الكثير عن مرتبة الريادة والتميز بسبب الجمود على نمط إداري واحد، مما نتجت عنه رتابة ونمطية قاتلتان للإبداع والتجديد. لذا، علينا ألا نستغرب عندما نجد مقومات النجاح واضحة عند بعض الأفراد والمؤسسات، ولكنها تتناقص شيئاً فشيئاً حتى يكون الفشل هو السمة البارزة لهم، وذلك بسبب اختيار النمط الإداري الخاطئ.
 
لذا، فإن مراجعة أساليب وأنماط الإدارة في المؤسسة له أثر كبير في تقدم المؤسسة، لأن ما قد يستخدم من أنماط وأساليب إدارية قبل عشر سنوات قد لا يصلح للفترة الحالية. وهنا، علينا أن نلاحظ أن تغيير نمط المؤسسة في إدارة أعمالها يحتاج إلى حكمة وجرأة حتى لا يكون لذلك التغيير آثار سلبية على سمعة المؤسسة وأدائها، فكثير من المؤسسات عندما تقرر البدء في خطوة التغيير، فإنها تستعين ببيوت الاستشارة لتقدم لها النموذج الأمثل لإدارة المؤسسة والخطوات التنفيذية لتطبيقه. ولكن في كثير من الأحيان لا تستطيع بيوت الاستشارة فهم الثقافة الإدارية التي نشأت عليها تلك المؤسسة، فتكون استشارتها بعيدة عن فهم الواقع، وحين تقوم الإدارة التنفيذية للمؤسسة بتطبيق النموذج الإداري الجديد الذي أوصت به الجهة الاستشارية الخارجية، فإنها تكتشف بعد فترة من التطبيق أنها طبّقته بطريقة ألحقت الضرر بسمعة المؤسسة وأدائها.
 
أما على مستوى الفرد، فعليه أن يعي أهمية إدارة ذاته بالطريقة الصحيحة التي تحقق له السعادة، فحينما يكتشف الإنسان أن نمط حياته هو السبب في الإخفاقات والأزمات التي تمر عليه، فحينها عليه أن يقرر ويبدأ في تغيير نمط حياته حتى تتبسم له الحياة، ويشعر بإشراقها، وعليه أن يجعل نمط حياته يحقق له التناغم بين متطلبات العقل والجسد والروح.
 
أخيراً، علينا أن ندرك أن اختيارنا للنمط الذي يناسبنا في الإدارة غالباً ما يكون مبنياً على خبراتنا وثقافتنا في الحياة، وهذا في حد ذاته قد يكون عائقاً لنا للنجاح إذا كانت خبراتنا وثقافتنا مبنية على تجارب وعادات سلبية جعلت تفكيرنا مشوهاً لا يستطيع تبني النمط الإيجابي ويقنع بما هو عليه من الإحباط بسبب بعض محاولات التغيير التي باءت بالفشل. يقول مارك توين: «لايمكن إلقاء العادات القديمة من نافذة الدور العلوي، بل يجب أن تنزل السلم بلطف درجة درجة في كل مرة».

عمر سالم المطوع
متخصص في الإدارة والموارد البشرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...