الأحد، 28 سبتمبر 2014

تنمية السلوك قبل تنمية المبانى

  في كل صباح يقف عند الكشك الصغير، ويلقي على صاحبه تحية الصباح، ويأخذ صحيفته المفضلة ويدفع ثمنها، ولكنه خلال تلك المدة التي تجاوزت 10 سنوات لم يحظ هذا الرجل برد التحية من صاحب الكشك، وفي يوم من الأيام دعا الفضول أحد الأشخاص الذين يرون هذا المشهد اليومي لسؤال ذلك الرجل، فقال له: أراك كل يوم تلقي التحية على صاحب الكشك، ولكنه لا يرد عليك أبداً ولو لمرة واحدة. فقال الرجل وما رأيك ؟ فقال الفضولي: صاحب الكشك قليل الأدب، ولا يستحق أساساً أن تلقي عليه التحية؛ فقال الرجل: إذن هو برأيك قليل الأدب؟ قال : نعم، فقال الرجل : هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب، أم أعلمه الأدب؟

  إن هذه القصة تحثنا على عدم النزول بمستوانا السلوكي والأخلاقي عندما يكون الشخص المقابل سيئاً، وكم نحن بحاجة إلى تلك المعاني في ظل مجتمع يتدنى فيه سلوك الأفراد وحكومته تنادي بالتنمية. إن تنمية الكويت ليست مقصورة على المباني والطرقات وغيرها، بل يجب أن يكون مشروعا متكاملا يشمل بالدرجة الأولى تنمية سلوك المواطن والمقيم في هذا البلد، إن نجاح الكويت في التنمية يبدأ من نجاحها في الارتقاء بسلوك الفرد وتطويره، حيث هو العماد الرئيسي لضمان التنمية، إن ما نراه من سلوكيات سيئة في المجتمع يجب أن لا تقودنا إلى الإحباط المؤدي لحالة «خل القرعة ترعى»، بل علينا أن نجتهد كأفراد ومؤسسات وكل حسب مسؤولياته إلى تنمية سلوك الفرد إلى الأفضل حتى ننعم بمجتمع حيوي وإيجابي.

  ختاماً، يروى أن شاباً كان يسوق دراجته، فارتطم بعجوز فسقطت، وبدلاً من أن يعتذر منها ويساعدها على النهوض عن الأرض، أخذ يضحك عليها، وما إن هم وبدأ باستئناف سيره، نادته العجوز قائلة : لقد سقط منك شيئاً.. فعاد الشاب مسرعاً، وأخذ يبحث فلم يجد شيئاً؛ فقالت له العجوز: لا تبحث كثيراً، لقد سقطت مروءتك ولن تجدها أبداً.




د. عمر سالم المطوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...