الجمعة، 11 ديسمبر 2015

ذكريات إقتصادية (وفق أحكام الشريعة)

فى منتصف التسعينات شاركت برحلة تربوية بعنوان "القبطان" ، حيث كان هدف الرحلة تبيان أهمية تحديد الأهداف التي يريد ان يحققها الشخص في حياته ، وكانت أحد فقرات الرحلة بأن يتحدث كل مشارك  عن طموحه فى المستقبل وماذا يريد ان يكون، حينها سألني زميلي ياسر النشمي الذى كان يدير الفقرة فقال لي ماذا تريد ان تكون في المستقبل فقلت له : أريد ان أكون  دكتورا متخصصاً في الاقتصاد الإسلامي .
 ومضت الايام وتخرجت من الجامعة والتحقت للعمل فى بيت التمويل الكويتى وعملت بعدها فى عدة جهات فى نفس المجال، تمكنت من خلالها من الاطلاع على تجربة البنوك والشركات التى تعمل وفق الشريعة الاسلامية  ، ولازالت نصيحة العم بومجبل رحمه الله راسخة فى ذهني عندما قال لى : يا ابنى ان اقرب طريق بين النقطتين هو الخط المستقيم ، وان الانحراف البسيط فى بداية الطريق ان لم يُقوم ويُتدارك ، فسيكون انحرافاً كبيراً كلما تقدم الامر. 
 وانا استرجع  تلك الذكريات ،،،،،
أرجو الله ان لا يكون الواقع  الحالي للبنوك والشركات التى تعمل وفق احكام الشريعة،هو نموذج مهجن للبنوك والشركات الربوية ،فالنماذج المهجنة فى الغالب الدافع من وراء تأسيسها ليس العمل لأجل الدين وتطوير نظرية الاقتصاد الإسلامى وأدواته  بل هدفها العمل والتكسب بإسم الدين. إن إدراك  خطورة النماذج المهجنة  من قبل العاملين والمهتمين  والباحثين هو النواة التي ينطلق بها العمل المالي الإسلامي للحفاظ على هويته وتطوير منتجاته التى تحقق النماء والرخاء للبشرية وتحارب الربا وأفاته التى فتكت فى الانسانية  ورسخت (الجشع) كأسلوب حياة.
 
وانا استرجع تلك الذكريات ،،،،
أرجو  الله ان أري  بيئات العمل فى البنوك والشركات التى تعمل وفق احكام الشريعة ، بيئات عمل إيجابية تحفز الكوادر  البشرية للعطاء والابداع والإبتكار ، ولاتكون مستنقع للمحسوبية والحزبية فى التعيينات ، فراية الاقتصاد الاسلامى لن تكون  عالية خفاقة ،إذا أديرت بأسلوب " العزبة" ومن أشخاص ليسوا بحريصين على التواصي لتمسك بتعاليم الدين، ولازلت كذلك  اذكر العم بومجبل رحمه الله عندما قال لى : يا ابنى اخشى ما أخشاه ان يتولى قيادة البنوك والشركات التى تعمل وفق  احكام الشريعة  أناس ليسوا مؤمنين بالفكرة التى انبثق منها العمل المالي الاسلامي . وحول الكوادر  البشرية كتبت بحثا لنيل درجة الماجستير عن خطة الموارد البشرية فى الشركات الاسلامية وتبين لى الضعف الشديد فى ذلك ولازال هذا الضعف قائماً والله أعلم.
ختاما :
كم كنت أطمح ان يجتمع القائمين على البنوك والشركات التى تعمل وفق احكام الشريعة الاسلامية لتقييم التجربة بعد خوض غمار الأزمة المالية،وان لا يلقوا اللوم  على الأزمة المالية لتبرير إخفاقهم وتخبطهم وسوء إدارتهم ، فالذى أراه ان الأزمة كان أداة  مناسبة للإستتار والتستر. والموفق من اتعظ من الأزمة المالية وتاب من الممارسات الخاطئة وسعى صادقاً لإرجاع حقوق الناس ولم يبحث عن مخارج لأكل أموال الناس بالباطل.
 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...