السبت، 21 يوليو 2018

صناعة الأثر - نموذج فردي




دخل الرجل الى أحد فروع الهايبر ماركت Tesco البريطانية الشهيرة - المنتشرة في ماليزيا- واشترى مشروبات وفواكه تعادل 7 دولار أمريكي (ليس بالمبلغ الكبير). وحاول الخروج بهم خلسة بدون الدفع

اقترب منه 'رضوان' مدير الفرع، حيث كان يتابعه مع الأمن على شاشات كاميرات المراقبة. أُسقط في يدي الرجل، واعترف فوراً بأن نيته كانت السرقة وعدم الدفع. هدأ 'رضوان' من روعه وطلب منه معرفة السبب الذي دفعه لذلك.قال الرجل انه ترك عمله منذ فترة، لرعاية زوجته وأولاده الثلاثة. كانت زوجته قد أنجبت حديثاً، وأصيبت بغيبوبة بعد الولادة
استبقى "رضوان" الرجل في الماركت، وذهب مع أحد أفراد الأمن الى منزل الرجل، ليتأكد من صدق الرواية. فلما تأكد من ذلك، عاد الى الماركت وأعطاه الأشياء التي اشتراها، ومنحه مبلغاً من المال، وعرض عليه وظيفة في الهايبر ماركت، وتكفلوا بنفقات التحاق الأطفال بالمدرسة.
القصة هزت ماليزيا في الأيام القليلة الماضية، حتى وصل صداها الى Tesco الرئيسي في بريطانيا. ونشرتها وكالات الأنباء العالمية

فانظر الى فعل 'رضوان'، ذاك المدير الشاب (الموجود بالصورة). فلو كان سلم الرجل للشرطة، لكان أمراً عادياً. فكثير من المحلات تحبط من يقومون بالسرقة، وتلزمهم بالدفع أو مقاضاتهم
أما 'رضوان' فقد سلك مسلكاً مختلفاً، بدافع الرحمةوبذلك فتح طريقاً شريفاً  لذلك الرجل، وبلغت شهرة 'رضوانالآفاق لصناعته لذلك الأثر الإيجابي فى حياة ذلك اللص،الذى سيعود حتماً بالخير على أولاده وزوجته ومجتمعه.

نقل وجمع  : د.عمر المطوع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...