الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

التفاحة الفاسدة والأسد الجائع


إن تبني السلوك السلبي من قبل العاملين في المؤسسة له اثر مباشر في تكريس الاجواء المحبطة فيها، والذي ينتج عنه تراكم روح الشكوى والسلبية في ذهنية الموظف، مما يقوده الى عدم الرغبة في اداء الواجب وضعف التنسيق والتعاون بين العاملين.
لذا فإن خطورة السلوك السلبي تكمن في سرعة انتشاره في المؤسسة في ظل قيادات مترهلة لا تستطيع ادراك وفهم سلوك العاملين بطريقة موضوعية، حتى تغدو المؤسسة بيئة مريضة منفرة لكل مبادرة جادة.
وقد سمعنا كثيرا في حياتنا مثل ان «التفاحة الفاسدة في الصندوق تتلف باقي التفاح». وهنا تشير احدى الدراسات
* الى ان اهم اسباب انتشار السلوك السلبي بين اعضاء الفريق، هو ان الفرد صاحب السلوك السلبي يتميز بشخصية قوية او صلاحية كبيرة تفوق باقي اعضاء الفريق، لذلك فهم يكونون فريسة سهلة لتفشي السلوك السلبي، والاجواء المحبطة بينهم، لانهم ضعفاء ولا يمتلكون قوة الشخصية والصلاحيات والخبرة الكافية التي تمكنهم من ايقاف هذا السلوك المنبثق من ذلك الفرد.
ومن المعلوم عند اهل الادارة ان كفاءة الافراد تعتمد على عنصرين اساسيين وهما: القدرة على اداء العمل، والرغبة فيه. ولا شك في ان السلوك السلبي (وآثاره على بيئة العمل) يقتل تلك الكفاءة الموجودة عند الافراد.
ان من اهم وسائل العلاج هو تبني ادارة المؤسسة لاستراتيجيات متنوعة في التحفيز، لان التحفيز يمنع اجواء الاحباط، ويدفع العاملين الى الانتاجية العالية والكفاءة. وكذلك من وسائل العلاج تشجيع السلوكيات الايجابية للعاملين، بدلا من إلقاء اللوم والتأنيب اتجاه السلوكيات السلبية لديهم، وكذلك اختيار العاملين الذين يتسمون بالايجابية للمناصب الاشرافية والقيادية، لان احد المهام الرئيسية لمن يتولى مسؤولية القيادة والاشراف، هو ان تبقى جذوة الامل حية في نفوس العاملين.
ختاما علينا ألا نقع فريسة لاصحاب السلوك السلبي، وان نكون متيقظين من خلال تعزيز الثقافة الايجابية في مؤسساتنا. ويقول المثل الكيني: اذا اتحد افراد القطيع نام الاسد جائعا!

 

عمر سالم المطوع 

 

 

مراجع

HOW, WHEN, AND WHY BAD APPLES SPOIL THE BARREL *

by Will Felps, Terence R. Mitchell and Eliza Byington

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...