الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

التوقيت الزمنى والتوقيت النفسي

  نسمع ونقرأ كثيراً عن «ادارة الضغوط»، حتى اصبحت من اهم البرامج التدريبية، التي يجب ان يحضرها الاشخاص التنفيذيون في المؤسسة، لان عدم التمكن من ادارة الضغوط قد يقود الى قرارات خاطئة، سواء كان على المستوى الفردي او المؤسسي، ولقد شاهدنا في حياتنا اليومية كيف ان البعض بسبب ضغط العمل والحياة قد يلجأ الى عادات سيئة ذات اثر مدمر على الصحة الجسدية والنفسية، ولعل من الامور التي تساعد على تخفيف حدة الضغوط وتقودنا الى العيش بهدوء، هو فهمنا للتوقيت الزمني والتوقيت النفسي.

  فالتوقيت الزمني، هو الذي يحتوي ع‍‍لى ساعاتك اليومية، وهي التي لا تنفك عنك، فأنت خلال ساعات يومك منذ استيقاظك في الصباح وحتى استلقائك على سريرك اخر اليوم وتضبيطك لساعة المنبه للاستيقاظ لليوم الذي بعده، تعيش ساعات يومية، والتي من خلالها تعمل وتنجز وتخطط لمستقبلك وتنتج.. الخ.

  أما التوقيت النفسي فهو الذي في ذهنك، فمثلا انت تضع خطة ورؤية لذاتك وبعض المهام الواجب انجازها، ودائما تفكر فيها حتى انك تعتقد ان سعادتك وارتياحك لن يتحققا حتى تحقق رؤيتك وهدفك والمهام التي دونتها وفق التوقيت الزمني المستقبلي، الذي حددته لذاتك. وحينها يحدث الخلل، وهو انك لا تركز في اللحظة التي انت فيها، وهي «الآن»، ولا تستمتع بالاعمال التي تقوم بها في الوقت الحالي، حيث ان ذهنك - فكرك دائما مشغول في الاعمال التي تود انجازها في المستقبل، اي مشغول بالتوقيت النفسي.

  ان المتعة الحقيقية أن تكون واعيا للحظة الزمنية، التي أنت فيها، وذلك على مستوى الذهن والمشاعر، والا يقودك عملك وتخطيطك في «التوقيت الزمني» الى التعلق والانشغال «بالتوقيت النفسي»، الذي ما ان تبالغ في تعلقك به الا ويبدأ تركيزك باللحظة ينخفض، وحينها قد تعاني من بعض القلق والضغط الذهني وعدم الوعي والتركيز والاستمتاع بوقتك الحالي الذي انت فيه، وهو (الآن.. هنا.. في هذه اللحظة).


د.عمر المطوع 



المرجع 
كتاب the power of Now 

By Eckhart 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...