الجمعة، 16 نوفمبر 2018

أعمل معك ولا أعمل عندك

منذ تخرجى من الجامعة عام ١٩٩٨وحتى كتابة هذا المقال  وأنا أعمل بالقطاع الخاص ، حيث بدأت رحلتى الوظيفية بقطاع البنوك ثم إنتقلت إلى قطاع الاستثمار الذى مارست من خلاله عدة مهام فى القطاع العقاري والتعليمي وغيرها من المهام وحاليا أعمل فى القطاع الصناعي.

لقد تقلدت خلال هذه الفترة  عدة مناصب إشرافية وقيادية إكتسبت من خلالها  خبرات ومهارات جعلتنى أبادر فى تأسيس مشاريعى الخاصة . ولعل من أهم الدروس التى إستفدتها والتى لازلت ملتزم بها سواء كنت موظف او مالك للمشروع هى إن الموظف الذى يعمل ضمن الشركة التى أملكها أو ضمن الإدارة التى أديرها هو   "موظف  يعمل معي ولا يعمل عندي " وبفضل الله تعالي هذا الفهم جنبني الكثير من مزالق الكبر والغرور والطغيان خاصة عندما تكون السلطة بِيدك .


إن فهم هذا المعنى بوضوح جعلنى أكثر قدرة على تقييم مستوي (المدراء والرؤساء التنفيذين  ورؤساء مجالس الإدارات) الذين عملت معهم، فلقد عايشت منهم من كان  قيمة مضافة بالنسبة لي ومن كنت أشعر معهم بمعنى فريق العمل الناجح ، ولقد مرت علي لحظات رأيت فيها رؤساء تنفيذيون ورؤساء مجالس  إدارات خانعين  يَرضون بِالدون ويقبَلون بالمخالفات والتجاوزات من أجل الحفاظ على كراسيهم ، وعندما تواجهَهم بحقيقة خطأهم يكون ردهم " الملاك يبون جذيه... وأنا موظف عندهم" ، مثل هؤلاء الشخصيات لا يُعول عليهم فى تقدم المؤسسات التى يديرونها ولكنهم أدوات بأيدي أسيادهم يوجهونهم كيفما شاؤوا .

ختاماً:
إن إلتزامك بأسلوب  " أعمل معك ولا أعمل عندك " يجنبك القيام بأعمال تخالف ضميرك وأخلاقك ، أذكر فى أحد  السنوات تواصل معى أحد الشخصيات التى تتبنى أسلوب ( أنت تعمل عندي) ودار بيننا نقاش لازلت أذكره جيداً حيث أخبرته  فى نهاية الحوار  بإن اليوم الذى أشعر بأننى غير مرتاح وغير منسجم بالعمل معك سأقدم إستقالتى وسأسلم نطاق عملي لك بأكمل وجه. إن مثل تلك الشخصيات- وإن علت مناصبها وأمتلأت الصحف بصورها وتصريحاتها  -معاول هدم للمؤسسات .

لذا نصيحتى لكل من بيده السلطه والقرار ، لتكن معاملتك للموظفين بإسلوب "أنت تعمل معي ولا تعمل عندي" وان كنت أنت المالك وأنت المدير العام وأنت رئيس مجلس الإدارة .


د.عمرسالم المطوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...