الجمعة، 23 نوفمبر 2018

نظرية التوقع

  
لقد أطلعت وراجعت فى السنوات العشر السابقة عدة نظريات فى موضوع التحفيز  وذلك بحكم دراستى  والمتعلقة بسلوك المؤسسات، ولعل من نظريات التحفيز التى لم أسمع عنها كثيرا فى عالمنا العربي،  هي نظرية التوقع (Expectancy Theory ) 
وهي نتيجة بحوث قام بها البروفسور  Vroom وأثبت نتيجتها فى ١٩٦٤


إن نظرية التوقع  أثبتت إن الإنسان يقوم بمجموعة من العمليات العقلية والتحليلية قبل الإقدام على سلوك محدد ، وإن دافعية الفرد للقيام بعمل ما مرتبطة بالعوائد المتوقعه التى سيجنيها من وراء هذا العمل سواء كانت  مادية أو معنوية ومدى إعتقاده بقدرته ومجهوده الذى سيوصله للأداء والنتيجة التى من خلالها سيجنى منفعة العوائد  . 

 فدعونى أقرب فكرة نظرية التوقع من خلال المثال التالي:

موظف طلب منه المدير القيام بعمل إستثنائى وذلك لتحقيق هدف المنظمة وان هذا العمل يتطلب ساعات عمل إضافية وجهد غير إعتيادي ، حينها سيكون قرار الموظف فى قبول ذلك العمل الاستثنائي مرتبط بثلاث توقعات رئيسية وهى على النحو التالي:

  • توقع الموظف أن مجهوده سيؤدى إلى أداء ونتيجةمعينه ( وقد توافق رغبة المدير وقد تكون أفضل أو أقل ).
  • توقع الموظف إن هذا الأداء وهذه النتيجة  ستكون وسيلة للحصول على عوائد معينة سواء كانت مادية أو معنوية.
  • توقع الموظف إن العوائد التى سيحصل عليها سواء ( مادية أو  معنوية ) تحقق منفعة له وجاذبية 


إن  تقدير التوقعات الثلاثة السابقة عبارة  عناصر إدراكية تختلف بإختلاف الأشخاص ، وإن الفرد من خلال وعيه وإدراكه قادر على تقييم تلك العناصر الثلاثوبناء على المثال السابق نستطيع تلخيص عناصر نظرية التوقع على النحو التالي:



  • التوقع :                                                                                                            
    • هو تقدير الشخص للعلاقة بين المجهود الذي سيبذله وبين الاداء والنتيجة المطلوب الوصول إليها، فهل العلاقة قوية أم متوسطة أم ضعيفة .


  •   الوسيلة : 
      وهى تساؤلات تثار فى عقل  الفرد تريد التنبؤ بالمدى الذي يمكن  من خلاله إعتبار الأداء والنتيجة وسيلة للحصول على عوائد معينة سواء كانت ( مادية أو معنوية )   فمثلا قد يعتقد الفرد إن الاداء والنتيجة المتميزة التى تحققت نظير جهوده  ستؤدي الى الحصول على مكافأة عاليه . في حين قد يشعر فرد أخر  بأنه لاعلاقة بين الاثنين ،ويستوي من يعمل ومن لايعمل وكلما كان هناك تأكيد من إن هناك علاقة طردية بين (الاداء-النتيجة) المتحققة (والعوائد المجنيةكلما زادت دافعية الفرد لبذل المجهود الأفضل لتحقيق الاداء المتميز.


  •    منفعة العوائد المتحصلة:
  منفعة وجاذبية العوائد مرتبطه  بالقيمة التي تعود على الفرد من عائد معين يحصل عليه ،فقيمت العوائد تختلف من فرد لاخر ، فمثلا العوائد المعنوية (الشكر والتقدير) قد يكون ذو قيمة ومنفعة للبعض ، وقد لايمثل اي شيء للبعض الاخر وهكذا ...

ومما سبق يممكنا قياس الدافعية والتحفيز بناء على نظرية التوقع من خلال المعادلة التالية:

الدافعية أوالتحفيز = التوقع× الوسيلة×منفعة العوائد للفرد 


لذا بناء على المعادلة أعلاه فإن المسار الطبيعي لنظرية التوقع يفترض التالي:

  • أن هناك إرتباط ايجابي بين الجهود والأداء.
  • أن الأداء والنتيجة المناسبة ستؤدي للحصول على منفعة مرغوبة
  • أن المنفعة المرغوبة ستشبع حاجة
  • إن وجود الرغبة لإشباع الحاجة ستجعل الجهد المبذول مفيد.



ختاماً

إن الاطلاع على نظريات التحفيز ، يفتح لك أفاق جديدة فى فهم طبيعة العاملين معك وكيفية تحفيزهم لتحقيق الأهداف المرجوة.




                                                                  

                                                              إعداد: د.عمر المطوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...