الخميس، 14 نوفمبر 2019

الذكاء الانفعالي

إن تميزنا كأشخاص له علاقة وثيقة في مدى قدرتنا على إدارة القدرة الانفعالية التي نمتلكها ،لأن الانفعال يؤثر فى طاقاتنا البدنية والعقلية، وهذا ما دعى دانييل جولمان (2000) للقول بأن الانفعالات تهيمن على العقل فى كثير من الأحيان، وهى الخطط الفورية للتعامل مع  مواقف الحياة ،وأن كل انفعال يتضمن نزوعاً إلى القيام بفعل ما، وهذه الانفعالات هي التي تقود إلى الأفعال .

ولو دققنا في شخصياتنا لوجدنا إننا نملك  عقل منطقي واع وهو غير انفعالي نسبياً، ويعمل طبقاً للاستدلال المنطقى، ويمكن التحكم فيه بشكل معتاد، والعقل الآخر مرتبط بالانفعالات ويعمل على مستوى اللاوعى ، إن العقل المنطقي (واعي) والعقل الانفعالي ( لا واعي) يعملان في تناغم دقيق فالانفعال يغذى ويزود عمليات العقل المنطقي بالمعلومات، بينما يعمل العقل المنطقي على تنقية مدخلات العقل الانفعالي، وأحياناً يعترض عليها، ومع ذلك يظل كل من العقلين شبه مستقل ولكن سلوكياتنا تتحدد بالتأثير الموحد للعقلين .

لذا فإن الذكاء الانفعالي يعرف بأنه قدرة الفرد على فهم انفعالاته وانفعالات الآخرين، وهو يتضمن خمس مجالات كما ذكرها الباحاثان (Mayer and Salovey)  هى : معرفة انفعالات الفرد، وإدارة الانفعالات، ودافعية الفرد، والتعرف على انفعالات الآخرين، وإقامة العلاقات مع الآخرين ، إن التعريف السابق يشمل خمسة أبعاد للذكاء الإنفعالى وهى على النحو التالى :

1-الوعــى بالـــذات ( للتعرف على إنفعالات الفرد) :
   ويعنى التعرف على الانفعالات المختلفة للفرد وكيفية التمييز بينها، وكذلك الوعى بالأفكار المرتبطة بهذه الانفعالات، وكيفية استخدام هذه الانفعالات فى اتخاذ القرارات.
2- الإدارة والتحكم فى الانفعالات :
 تعنى التعبير عن الانفعالات الإيجابية للفرد، ومراقبة الانفعالات السلبية، وكيفية التحكم فيها، وقدرة الفرد على القيادة والاقناع والحسم والتوجه نحو الإنجاز.
3-الدافعية الذاتية للفرد :
  تعنى قدرة الفرد على توجيه الانفعالات فى اتجاه الهدف، والاحتفاظ بالتفاؤل والتركيز على تحقيق الهدف والبعد عن كل مايعيق تحقيق ذلك .
4-تفهم إنفعالات الأخرين :
     تعنى الإحساس بانفعالات الآخرين  والتفاعل معها بحكمة من خلال المناقشة والإقناع  .

5-التواصل مع الآخرين :
   تعنى قدرة الفرد على المبادرة فى إقامة علاقات متبادلة مع الآخرين، ومشاركة الآخرين مشاكلهم ومساندتهم والتفاعل معهم بطريقة تتسم بالانسجام بين كل من الإشارات اللفظية وغير اللفظية.


ختاماً
إن قدرتنا على تنمية الذكاء الانفعالي يساهم بشكل كبير في تجاوز الكثير من الأثار النفسية والسلوكية   للعقبات التي نواجهها في حياتنا ، وله تأثير كبير كذلك  في صناعة ردة فعل الأشخاص الذين نتعامل معهم في حياتنا .



د.عمر المطوع 


مراجع :
-Mayer, J. And Salovey, P. (1993). The Intelligence of emotional intelligence, Intelligence, Vol. 17, No.4, 433-442.
-دانييل جولمان (2000أ)0 الذكاء العاطفى0 ترجمة ليلى الجبالى، الكويت : مجلة عالم المعرفة، العدد 262 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...