الاثنين، 13 يناير 2020

منطقة التوازن الأخلاقي


منطقة التوازن الأخلاقي Moral equilibrium: هي ظاهر نفسية يمكن تفسيرها من خلال تصور وجود خانتين فى عقل الانسان .خانة للأعمال الإيجابية وخانة للأعمال السلبية ، فكلما فعل الانسان شيئا جيداً قام بإضافته فى الخانة الإيجابية وكلما فعل شيئا سلبياً قام  بإضافته فى الخانة السلبية وهكذا ،والعقل  يسعى بطبيعته  حينها إلى خلق توازن بين الخانتين مما يؤثر على سلوكياتنا من غير أن نشعر  في سبيل الوصول إلى منطقة التوازن الأخلاقي

فعلى سبيل المثال:

- نجد الفاسد الذي  يسرق الملايين قد يبني مسجداً ويتصدق على الفقراء للحد الذي يصلح تصوره عن ذاته
-ونجد من الناحية اخري صاحب الاخلاق الرفيعة والقدوة الحسنة  قد يسمح لنفسه ببعض التجاوزات  ليدرك مافاته  من الرغبات طالما أنها لا تخل برصيده الأخلاقي لدرجة تشويه تصوره عن ذاته.

ودعوني أقرب الصورة الى الأفهام بطريقة أخري حول منطقة التوازن الأخلاقي  . إننا كبشر عندما نفعل شيئًا لا يتوافق مع صورتنا الذاتية الإيجابية ، نشعر بطبيعة الحال بعجز في الجانب الجيد من شخصيتنا ،وحينها سوف نبحث عن نشاط أو فرصة لفعل شيء جيد لإعادة الأمور إلى حالة التوازن.وهذامايسمى بالتعويض المعنوي.
 ومن الجهة الأخرى ،عندما نفعل شيئًا مُشرفاً  وجيدا ، فإننا نشعر بفائض في الجانب الجيد فى شخصياتنا فحينها  قد نعطي لأنفسنا إذنًا بعدم الالتزام بمعاييرنا الأخلاقية والسلوكية أو التساهل فيها مما قد يوقعنا فى المخالفة و فيما هو محظور،وهذاما يسمى بالترخيص الأخلاقي.

ختاماً:
إن فهمنا لمنطقة التوازن الأخلاقي  يساعدنا فى

١-إيجاد  تفسيراً لتناقضات البشر غير تفسير النفاق.ولعلنا  يمكننا أن ندرك  الان بعض الاعمال الخيرية التى يقوم بها بعض الرموز  على الرغم من استمرارهم بالفساد والسرقات

٢-رفع وعينا بأهمية وجود حدود مقبولة لمفهوم الثقة ليس فقط بالآخرين بل حتى فى ذواتنا، حتى لانتجاوز حدود صلاحيتنا ونقع فى المحظور بسبب  تأثير منطقة التوازن الأخلاقي على سلوكياتنا  .

د.عمر سالم المطوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...