الأربعاء، 2 يناير 2019

ابتُلينا بالحاشية


إن الحاشية التى تلف حول الحكام وأصحاب النفوذ ، أشبه بالسحرة فهم يلعبون بالمظاهر ويفسرون الوقائع لساداتهم بشكل مخادع ومغاير للحقيقة  ، فدورهم يكمن فى تسلية الحاكم وإيجاد الحلول للمشاكل التى تدور حوله بما يضمن استمرار نفوذه وقوته وسطوته.

إن الحاشية على مر التاريخ أشخاصٌ مُهمون لساداتهم لأنهم يتقنون فن التلاعب بالناس ودائماً يشعرون ساداتهم بملائكيتهم وقدسيتهم ، لذا تجدهم فى تنافس مستمر للفوز بالحظوة عند أسيادهم. فلا يغرنك لطفهم وكياستهم، فكل مايملكون من مهارات وعلاقات يستنفذونها فى إسعاد أسيادهم ولايهمهم مايترتب على تلك السعادة من ظلم وفساد  وسرقة وقتل وتعذيب وتشريد وتهجير للشعوب.


إن الحاشية فى المفهوم السياسي  والاجتماعي هم ممثلون للحاكم وأصحاب النفوذ والناطقين بأسمائهم  ومستشاريهم وأعضاء حزبهم والمقربين لهم  ، فقائمة الحاشية تشمل وزراء وعلماء دين ومهندسين وقانونيين وبرلمانيين  وفنانين وكل من يتقن فن الخداع والحيل وينسجم مع الحاكم وصاحب النفوذ.

وللأسف واقعنا  وماضينا يقول إن الحاكم أو صاحب النفوذ قد يتسم بالخير والصلاح و لكن سرعان ماتفسده الحاشية ، لأنهم من أقرب الأشخاص لصانع القرار بل هم من يصنعون القرار لساداتهم  ومادور أسيادهم إلا تصدير القرارات للشعوب والتى من أثرها ازدهار أو معاناة المجتمعات والمؤلم أن بعض القرارات السيئة تخلق  مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمنية مركبة ومعقدة يصعب حلها.

وإن كانت لى أمنية فأتمنى  أن يصدر تشريع يلزم الحاكم أومن يتولي مسئولية العامة بتقديم أسماء حاشيته لأجل مراجعتها  والتأكد من مدي كفائتها من قبل أشخاص ثقات عدول وذلك حتى لا يتورط شعب كامل ولسنوات عديدة بسبب تلك الحاشية الفاسدة .


كتبه
د.عمر سالم المطوع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...