الأحد، 27 يناير 2019

الأَثَرَة



قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
"إنها ستكون بعدي أثَرة وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟، قال: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم " متفق عليه

لعلنا قرأنا وسمعنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة ولكن حقيقة فى بعض مواقف الحياة يكون  للآيات  والأحاديث تأثير عظيم فى فهم الكثير من الحقائق.

كلمة " أثَرة " فى الحديث النبوي نبهتنى لأمور كثيرة  فى حياتى الشخصية و فى تعاملاتى  وعلاقاتى التجارية والمهنية ،ف" أثرة " لها عدة معاني باللغة ، منها  تفضيل الإنسان نفسه على غيره ،او بمعنى أخر اختصاص المرء نفسه بأجود الأشياء دون غيره.

وقد لحظت  عالم المال كما لاحظ غيري  ان العلاقات التجارية المباركة هي التى تقل فيها نسبة "الأَثرة" ، فكلما كانت الأثرة أقل بين الشركاء كلما كانت العلاقة أجدى ان تستمر ، وكلما كانت نسبة الاثرة اقل عند التاجر كلما كان لذلك اثر فى نجاحه. وكم من خلافات تم حلها بسبب مبادرة  احد الأطراف فىً معالجة" الأَثرة"  التى فى نفسه ومن بعدها يتخذ قراراً ينهى ذلك الخلاف . ومن العجيب ان بعض الامور تكونغير مرغوبة ولا يأبه لها صاحبها ولكن ما ان تعمل  " الأَثرة " مفعولها السحري الفتاك  الا وتجد ان هذا الامر  اصبح مرغوباً عند صاحبه  وأنه لا يمكنه التنازل عنه.

 إن معالجة" الأَثرة" التى فى نفوسنا هو تصحيح لسلوكياتنا  ،والمُوفق من يراجع نفسه ويستدرك ما فاته تقرباً لله تعالى.

ولعلى أسهبت لتبيان مادار فى خاطرى عند قراءة الحديث الشريف، فمن المناسب فى الختام  ان أذكر شرح مبسط لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :

فالمراد بالاثرة :هو الانفراد بالشيء دون أصحاب الحق، والاستئثار بالحقوق والأموال، فينفرد بها قوم دون قوم، فمن كان متسلطاً متمكناً فإن ذلك قد يحمله على الاستئثار بالمال أو بغيره من بين سائر الناس.وقوله صلى الله عليه وسلم وأمور تنكرونها ، يعني: من التبديل، والتغيير، وقد حصل ذلك منذ أزمان متطاولة.


كتبه: عمر المطوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...