الاثنين، 12 أكتوبر 2015

تفنيشات عالمية




والت ديزني صاحب الشخصية المحورية في تاريخ الرسوم المتحركة للأطفال، فمن منا لا يعرف الميكى ماوس والبطوط، لقد كان والت ديزني مساهم رئيسي في صناعة الترفيه في القرن العشرين، فقد ذاع صيته ونجاحه كمنتجاً سينمائياً مبدعاً في مجال الرسوم المتحركة وكصاحب الأفكار الرائدة في تصميم الحدائق والمنتزهات الترفيهية.

لقد ذكرت هذه المقدمة لأن أغلبنا سمع أو شاهد أو زار القيمة المضافة التي صنعها والت ديزني في مجال الترفيه. ولكننا قد لا نعرف أن والت ديزني كان يعمل في بداية حياته الوظيفية كرسام كاريكاتير في احد الصحف المحلية في الولايات المتحدة الأمريكية ولقد تمت إقالته من قبل رئيس تحرير الصحيفة لأنه لم يكن لديه أفكار إبداعية في رسوم الكاريكاتير، إن إقالة والت ديزني لم تفقده الثقة بنفسه وقدراته بل كانت دافعاً له للعمل الجاد نحو صناعة إمبراطورية كاملة في مجال الترفيه.

أما الشخصية الثانية فهو " والاس جونسون " ذلك الشاب الذي التحق في احد مصانع الخشب، حيث قضي أحلى أيام شبابه في هذا المصنع ولكنه فوجئ عندما بلغ الأربعين سنة من عمره وهو لايزال بكمال قوته  بأن رئيسه في العمل يُبلغه بأن عليه أن يغادر المصنع نهائيا حيث إنه مطرود من عمله. لقد كانت صدمة  قاسيه بالنسبه له  ولكنه لم يستكين بل أخبر زوجته بأنه سيرهن البيت وسيأخذ تمويلا من البنك وسيمتهن مقاولات البناء وهكذا بدأ ببناء بيوت صغيرة وبدأ حجم أعمال المقاولات يزداد شيئا فشيئا وخلال خمسة أعوام أصبح إسماً لامعا يمتلك ثروة هائلة، فهو المؤسس والمطور العقاري لسلسله فنادق (هوليدي إن) فقد طور عدداً كبيراً من الفنادق والمنتجعات  وبيوت الاستشفاء حول العالم.

 

أمام عينيك.......

 نماذج عالمية رائده كان بداية نجاحهم ،إقالتهم من الوظيفة التي كانوا يعملون فيها، لذا عندما يأتيك خبر كهذا لاتنصدم ولا تكتئب وتذكر قول الله تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"

 

 لذا سأضع بين يديك بعض النصائح في حال تلقيك خبر الإقالة :

 

1-   غادر المؤسسة بشكل لائق واضبط انفعالاتك فأي ردة فعل سلبية قد تؤثر على مستقبلك الوظيفى.

2-   لا تلوم نفسك بسبب الإقالة، فقرار الإقالة قد يحدث لكل الناس والأسباب متفاوتة، لذا لا تفقد ثقتك بنفسك وقدراتك.

3-   لا تمنع نفسك من التعبير عن مشاعرك الداخلية، كأن تطلب الدعم من المقربين لك وتخبرهم بمشاعرك وتشاورهم بما تنوى القيام به.

4-   لا تنشر خبر إقالتك إلا بعد مضي وقت كافي  لعل الفترة المناسبة  تكون (خمسة أيام عمل).

5-   ركز خلال فترة السماح على إيجاد فرصة عمل جديدة أو البداية بمشروعك الشخصي.

6-   إحتفظ ببعض المستندات المهمة التي تحتاجها قبل أن تغادر المؤسسة.

7-   لا تقم بالتوقيع على أي مذكرة قانونية إلا بعد مراجعتها ملياً.

8-   بعض المؤسسات تعطيك خيار الإستقالة بدلا عن الإقالة، لذا لا تتسرع بالموافقة إلا بعد معرفة الإيجابيات والسلبيات المترتبة على ذلك.

9-   حاول أن تحصل على شهادات رسمية من مؤسستك تفيد عن سنوات الخبرة التي قضيتها والمشاريع التى أنجزتها بنجاح.


ختاما :
قال  الامام الشافعى رحمه الله
 توكلتُ في رزقي على اللّهِ خالقي      وأيقنْتُ أن اللّهَ لاشكَّ رازقـــــي
  وما يكُ من رزقي فليس يفوتُنى       ولو كانَ في قاعِ البحارِ العوامقِ
سيأتي به اللّهُ العظيمُ بفضــــــــلِه        ولولم يكنْ مني اللسانُ بناطقِ
ففي أيِّ شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةٌ       وقد قسمَ الرحمنُ رزقَ الخلائقِ
 
د.عمر المطوع



 

هناك تعليق واحد:

  1. مقالة رائعة ومفيدة وتبعث على الامل والتفاؤل والمقاومة وعدم اليأس وكما يقول الكاتب عسى ان تكرهو شى وهو خير لكم ولكن كنت اتمنى ان يكون لها اسم غير ذلك مثلا (لاتيأس او القادم افضل او تصاريف القدر او تقدم ولا تخشى الصعاب او ربنا موجود او غير ذلك وليس العنوان الصادم الذى يبعد قليلا عن المضمون الجميل والراقى الذى تتضمنة المقالة واتوجة بالشكر مرة ثانية للدكتور عمر المطوع على المقالة الصائبة

    ردحذف

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...