الأحد، 4 أكتوبر 2015

المنظمات الدعوية اين هي من هدفها؟




إن المقصد الرئيسى للمنظمات الدعوية والعمل الدعوي هو تنمية قابلية الفرد للالتزام بأوامر الله تعالى وسنة النبى صلى الله عليه وسلم ، فتنمية تلك القابلية هو العامل الرئيس فى بناء المجتمع المسلم الذى يستطيع ان يتصدى لمحاولات التغريب وكذلك هو الدافع لتصدير قِيم شريعتنا السمحاء الى مساحات أشمل وأوسع .

إن المنظمات الدعوية تفقد تأثيرها فى صناعة تلك القابلية لدى الفرد والمجتمع، حينما تتخلى عن العمل الدعوى الميدانى وتغوص فى الجوانب الإدارية والهيكلية ظناً منها إن الحل يبدأ من هذا الطريق  ، او حين تنشغل  المنظمة بالظاهرة السياسية  وتترك دعوة الناس الى الله اعتقادا منها بأن التواجد السياسي يكفى لصلاح الفرد والمجتمع او حين تُضيع اوقاتها بنقاشات عقيمة حول مستقبل  المنظمة الدعوية وكيفية عملها وهي عاجزة عن إيجاد روح الدعوة الى الله بين أعضائها  ، فتلك الروح هى السراج الذى يزهر ويدفع الدعاة الى العمل حتى وان كانت الامكانات المادية بسيطة فما جدوي المبانى و الماديات والارواح جافه ومتصحره .

إن الحل الصحيح  لهذه المنظمات يبدأ فى الاقبال على العمل الدعوي الميدانى فى المجتمع من خلال عمل انشطة وبرامج تؤثر فى شرائح المجتمع المختلفة وترفع قابليتهم للالتزام بأوامر الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من خلال العلم الشرعي وتعزيز معانى الاخوة فى الله  وتحقيق السماحة التى امرنا بها شرعاً بعيدا عن الوسائل والاساليب المتطرفة التى أخرجت لنا اشباه دعاة لا يعرفون من الدين الا الغلظة  والتجريح والتجهم والعبوس وغرور السبق الذى افسد كثيرا من عطاءات منظماتهم الدعوية. لذا فالمنظمات الدعوية بحاجة الى منهجية تُنتج أجيال دعوية واعية ومتوازنة  تتوارث العمل الدعوى وترتقى به الى مستقبل واعد تُشرق انواره على العالم بأكمله .

اننا نريد المنظمات الدعوية ان تكون منارات لإصلاح المجتمعات ولانريدها مكان يتجمع فيه الدعاة  ليطيلوا فيه النقاش ثم تكون النتيجة ان يبدأ كل عضو مؤثر فيها بجمع الاتباع للانتصار لرأيه ووجهة نظره ،فحينها تكون اللقاءات موطن للغيبة والمراء  والإختلاف ويكون الدعاة ظاهرهم الصلاح وقلوبهم مملؤه بالداء الذى يصعب علاجه مالم يتداركوا أنفسهم بتوبة صادقة تزيل الحجب التى غشت قلوبهم وتعيد الصفاء وحسن الظن فى علاقاتهم مع إخوانهم .


ختاما
ان نجاح المنظمات الدعوية له وسائل وطرق عدة  وليس المجال هنا لذكرها ولعل من اهمها :

1-      -إتفاق  أعضاء المنظمة الدعوية على المشروع الدعوى الذى يريدون تحقيقة وتعريف كافة الأعضاء به.

2-      ترجمة هذا المشروع الى خطوات تنفيذية ميدانية واضحة  وفق الطاقات والإمكانات المتاحة ومن خلال إساليب بسيطة وعميقة تعزز فيها قوة العلاقة بين أعضاء المنظمة من خلال التواصى معهم على العلم والعمل والتزكية . 

3-      ان يكون هناك قنوات تواصل قوية بين كافة مستويات العمل فى المنظمة الدعوية حتى يشعر أعضاء المنظمة بقوة الإنتماء ووحدة الهدف الدعوى الذين يسعون لتحقيقه .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...