الجمعة، 9 أكتوبر 2015

أيها الدعاة إلى الله كونوا على خطى الصدّيق رضي الله عنه


قالها رضى الله عنه ورسم منهجاً لما ينبغى أن يكون عليه الدعاة الى الله حين يُحار الفكر وتتفاوت الأفهام.. خرجت كلماته من اعماق قلبه ووقف سداً منيعا أمام تيار الردة  فقال رضي الله عنه.

      (أينقص هذا الدين وأنا حي).

وتوالت مواكب الدعاة الصادقين  الى عصرنا الحالى تهتف بما هتف به أبوبكر الصديق رضى الله عنه....
      (أينقص هذا الدين وأنا حي ).

فها هو أمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله  تمثل نفس المنهج ووقف وحده كالطود الأشم في محنة خلق القرآن، وهاهو صلاح الدين الأيوبى لا يأبه بكلام المُحبطين وينطلق نحو المسجد الأقصى محققاً النصر المبين .... وهكذا  ستجد إن فى كل زمان من يبرى لأمر هذا الدين  سائراً على خطى الصديق رضى الله عنه، فهؤلاء الأفذاذ  لايستوحشون من قلة السالكين، ولا يلتفتون لكثرة المخذلين، ولا يكترثون بمخالفة الناكبين، قلوبهم لا تعرف التثاؤب ولا الراحة ولا السكون ولا الترف.


أيها الدعاة الى الله ....

إن الدعوة الى الله لا تقتصر على جماعة أو جمعية أو منظمة معينة بل هي أ كبر من ذلك بكثير والموفق فينا من يستخدمه الله عزوجل  فى أن يكون (داعية الي الله).

يقول الشهيد عبدالقادر عودة رحمه الله :
(إنها دعوة الله وليست دعوة أشخاص، وإن الله علم المسلمين أن الدعوة ترتبط به ولا ترتبط بالدعاة إليها، وأن حظ الأشخاص منها أن من عمل لها أكرمه الله بعمله، ومن ترك العمل لها فقد أبعد الخير عن نفسه، وما يضر الدعوة شيئا ).

حتى نكون على نهج الصدّيق رضي الله عنه  ..

فإننا بحاجة أن نتواصى ونتعاهد فيما بيننا على الدعوة الى الله ولايكون ذلك الا بالعلم والعمل لأن الحق لا ينوجد في واقع الحياة بمجرد قناعتنا وإيماننا به فكم من فكرة حقٍ ضاعت لأنها لم تجد من يضحى ويصبر من أجلها. وكذلك علينا أن نغرس حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فى قلوبنا، فذلك الحب  يثمر الإتباع الصحيح لهديه صلى الله عليه وسلم ويجنبنا مزالق أهل البدع والاهواء.

 يقول سيد قطب رحمه الله :
((فالقلوب المؤمنة التى إنطوت على حب الله ورسوله وحب الدعوة اليه تجدها دائما تهفو بمحبة الله فى كل حركة وعمل وسكنة من سكناتهم.....)) سيد قطب.


والدعاة اليوم أحوج مايكونوا الى تزكية النفس والعبادات القلبية ، فجفاف أرواح الدعاة جعلت إجتماعهم اقرب مايكون  الى نوادي ومنتديات ظاهر علاقاتهم فيها الادارة والمتابعة ، لذا فالمتامل فى حياة أبوبكر الصديق رضى الله عنه سيتعرف  على أساس الدافعية ومعايير التسابق .

قال ابن رجب فى اللطائف : قال بكر المزني: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام، ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره

قال بعض العلماء المتقدمين: الذي وقر في صدره هو حب الله ورسوله، والنصيحة لخلقه.

                                                      

          وإذا صفت لله نية مصلح            مال العباد عليه بالأرواح


ختاماً: بشروا ولاتنفروا ....

فالبشارة خلق كريم يتحلى به الدعاة الربانيون فيقومون ويبشرون الناس بعظمة وجمال شريعتنا الإسلامية الغراء، فالبشارة من صفة الانبياء والمرسلين
 فقد قال الله تعالى: (كان الناس أمةً واحدةً فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين).
وقوله تعالى: (ومانرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن أمن وأصلح فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون)  .


أيها الدعاة...
انظروا ودققوا فهمكم كيف ان الله عزوجل قدم البشارة على الإنذار فماعلينا إلا أن نُقدم أسلوب البشارة والترغيب فى دعوة الى الله عزوجل فالأصل فى الحق انه يبشر أصحاب النفوس السليمة ويحثها على فعل الخيرات لأن تلك النفوس ما إن تسمع نداء الإيمان إلا وتتغير به ، فيظهر البشر والإنبساط على وجوههم  لما تذوقوا من حلاوة الايمان.

ولقد قال النبى صلى الله عليه وسلم عندما بعث أبى موسى الأشعرى ومعاذ بن جبل رضى الله عنهما الى اليمن ((يسرا ولاتعسرا، وبشرا ولاتنفرا، وتطاوعا ولاتختلفا))  رواه البخارى


                    إذا قلت كنت للقول فاعلا               وكان حيائى كافلي وضمينى
 
                    تبشرُعنى بالوفاء بشاشتي            وينطق نور الصدق فوق جبيني



كتبه عمر المطوع



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...