الجمعة، 15 أبريل 2016

المنظمات الدعوية بين الإستدامة والهوية والتنظيم


المنظمات الدعوية بإختلاف تخصصاتها تسعى  لتحقيق رسالتها في إصلاح المجتمع ، ومن مستلزمات نجاح المنظمة في تحقيق رسالتها هو انضواء أعضائها تحت مظلة عمل جماعي يسوده الانسجام بين كافة عناصره ووحداته لتحقيق رؤية  ورسالة المنظمة . وهنا تكمن الحاجة فى تنظيم جهود أعضاء المنظمة سواء من الناحية الإدارية أو التأهيلية أوغيرها ، وهذا النوع من التنظيم هو أحد الوسائل المهمة في استدامة أعمال المنظمة الدعوية ونموها .
 ولعل بعض المنظمات الدعوية تعانى من عدم القدرة على استدامة أنشطتها الدعوية التي تحقق رسالتها في المجتمع  وذلك بسبب عوامل داخلية مثل ( عدم قدرتها على تجديد وسائل تنظيم الاعمال والإستيعاب لديها - ضعف مستوى القيادات التي تتولى زمام المسئولية لديها )أو بسبب عوامل خارجية مثل (تضييق بعض الحكومات على أنشطة تلك المنظمات ) .

ولعل بسبب تلك العوامل أو غيرها تضمحل أعمال المنظمة الدعوية وتندرس هوية المنظمة والأعضاء المنتسبين لها في المجتمع ، وموضوع الهوية يصعب تعريفه بشكل محدد ولعله يمكن التعبير عنه من خلال سمات تشترك فيها الجماعة الواحدة ، وللهوية الجماعية صفتين  رئيستين وهما :
- إنها تُميز الجماعة عن غيرها
- إنها موضع اعتزاز للجماعة

ولكى تنجح المنظمة الدعوية في تحقيق رسالتها في المجتمع عليها أن تركز جهودها وتستنهض طاقات كوادرها في هدفين رئيسين وهما (استدامة أعمال المنظمة بما يحقق رسالتها- والمحافظة على هويتها)  ، والتركيز على هذين الهدفين يحتاج الى مراجعات لتصحيح المسار ودراسات وحوارات للبحث عن وسائل عملية تنفيذية واضحه مناسبة تنقل المنظمة الى مرحلة الإستدامة و الريادة ، ويتطلب نجاح  المنظمة الدعوية كذلك أن يعي ويدرك علماء وقيادات وحكماء المنظمة الدعوية وأعضائها التنفيذين ، ان إستدامة المنظمة والمحافظة على هويتها ليس مقصوراً  فقط على مفهوم التنظيم ، فالتنظيم أحد الوسائل المهمة وإذا أسيء استخدامه قد يكون عائقاً لتطور المنظمة في مواكبة التغييرات السريعة بوسائل جادة ومتجددة تساهم فى إصلاح المجتمع .

ختاماً
يقول الرافعى واصفا روح العمل الدائم  (أن روح العمل الدائم تكون فيما يشق بعض المشقة، ولا يبلغ العسر والحرج، كما تكون فيما يسهل بعض السهولة، ولا يبلغ الكسل والإهمال)

د.عمر سالم المطوع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...