الأربعاء، 21 يوليو 2021

إذا عَزَّ أخوك فَهِنْ

 


فى زيارة عابرة للدكتور الفاضلعادل الصبيح، حيث دار بيننا حوار كانت نهايته تذكيره لى بعبارة جميلة وهي "إذا عَزَّ أخوك فَهِنْ"، حيث تطرق لأهمية هذا المعنى فى التعامل مع الأصحاب ومن تربطك معهم علاقة قوية.


لقد شدتنى هذه العبارة فقمت أبحث عن أصلها فوجدت أنَّ الهذيل بن هبيرة أغارَ على أُناسٍ من ضبة، فغنم منهم ما غنم ثم انصَرَف، فخاف أن يُدرِكه الطلب من ضبة، فأسرع مع جنده في السَّيْرِ، فطلَب منه أصحابُه أن يقسم بينهم غنيمتهم، فقال: إني أخاف أن تشغلكم القسمة، فيُدرِككم الطلب فتهلكوا، فلمَّا رآهم أعادوا عليه ذلك مِرارًا، قال: إذا عزَّ أخوك فهن، فأرسَلَها مثلاً، وخضَع لمطالبتهم له بالقسم، وقسم بينهم غنيمتهم.


و"هِنْ" من "هان، يهين" إذا لان، أي كونوا لينين مع إخوانكم وأصحابكم ومن تربطكم  بهم علاقات طيبة وصادقة،  وهذا اللين من الأسباب المهمة التى تمنع صاحبها من النار  فقد  سُئِل - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: مَن يحرَّم على النار؟ قال: ((الهيِّن الليِّن، السهل القريب))


يقول الحمداني 

وَإِنِّي لَأَنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدُّنِي 

هَوًى بَيْنَ أَثْنَاءِ الضُّلُوعِ دَفِينُ 


فَيَغْلُظُ قَلْبِي سَاعَةً ثُمَّ أَنْثَنِي 

وَأَقْسُو عَلَيْهِ تَارَةً وَيَلِينُ


ختاماًً

إن غض الطرف والتغافل والتغاضي عن زلات الأصحاب والإخوان من كمال مروءة ورجاحة عقل صاحبها وهي عامل مهم  لحفظ الأخوة وبقاء المودة، والموفق من يلين بين يدي إخوانه ويجتهد لهم بالدعاء فى ظهر الغيب ، ويبتعد عن الاختلاف الذي يقود إلى الخلافات الشخصية والتى تؤدي إلى الجفاء والقطيعة وإلى مالا يحمد عقباه من عداوة و فرقة وتباغض .




                             كتبه عمر المطوع ١٢-٧-٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...