الثلاثاء، 10 مايو 2011

علمني النحل


علمنى النحل
                                                                     النحال: عمر سالم المطوع
  منذ أربع سنوات جلست مع جارنا الحبيب بوأحمد الرشيد البدر الذى طالما جلست معه  فى المسجد وأستفدت الكثير من رصيد خبراته  وتجاربه فى الحياة فهو لايبخل علي بالنصح والإرشاد فدائماً أسميه الاخ المرشد فذات يوم أهدانى الأخ المرشد بوأحمد قرشة عسل طبيعى مملوؤه بالشمع وقال لى هذه من منحلنا فى البيت جعلها الله شفاءً لك من كل الامراض والأسقام فمنذ تلك اللحظة بدء إهتمامى بالنحل والعسل و أنواعه وكيفيه إستخدامه كعلاج للأمراض حتى بدأت أمارس هواية تربية النحل فأفحص خلايا النحل وإستخرج ما بها من العسل فأفرزه وأصفيه  حتى بدأت أستشعر قول الله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
  لذا أحببت أ شارك أخوانى وأخواتى الكرام ماتعلمته من خلال تربية النحل فكما قيل(( إذا المرء كانت له فكرة  ففي كل شيء له عبرة )) و ذلك  للإستفاده منها  فى حياتنا اليومية وعلاقتنا الأنسانية فأقول مستعينا بالله :
علمنى النحل:
  ان أستفيد من صفات الخير الموجوده لدى الناس الذين اتعامل معهم وألتقى بهم  فكما ان النحل لايقع الى على الطيب من رحيق الأزهار والاوراد وهو الحشرة الوحيدة التى تستطيع تحويل ذلك الرحيق الى مستحلب غنى بالسكر والفيتامينات والمسمى بالعسل فكذلك علينا نفتش عن الصفات الخيرة فى الناس ونشجعهم عليها  و  ان تكون أنفسنا بستان جميل تجتمع فيه الصفات الإيجابيه  والأخلاق الحسنه فمن يلتقى معنا أو يزورنا   ينتفع بنا ولوبلسان حالنا إن عجزنا عن التعبير بأقوالنا فقـــــد قيل (( إن دعوة الحال أبلغ من دعوة المقال )).
علمنى النحل:
  أن طريق النجاح ليس بالطريق السهل ففيه الكثير من العقبات ولكنه طريق ممتع وجميل  إذا وفقنا الله عزوجل لتحقيق الهدف المنشود فوالله لقد لسعت عدة مرات وانا أستخرج العسل ولقد تورم وجهى ويدي وعاتبتنى الزوجة الحبيبة أم عبدالله  لفعل ذلك ولكنى ما إن أستخرج العسل وأصفيه فى الاحجام المختلفه من العلب  إلا وتغمرنى سعاده عجيبه يكون كمالها عندما أهدى هذا العسل الى الأقارب  والأهل والاخوة الأحباب فأسال الله أن يجمعنا معهم فى جنات النعيم  وما أجمل ماقاله المتنبى:
                                تريدين إتيان المعالى رخيصة            ولابد دون الشهد من إبر النحل
علمنى النحل :
  إذا أردت أن تنجح فى أى عمل تقوم فيه بمفردك أو مع مجموعه فلابد أن تكون المهام واضحه وان نتواصى فيما بيننا لكى ينجح كل واحد منا فى أداء مهمته وحتى تنجح مجموعتنا بأكملها ونحصد ثمرت نجاحنا ولنا فى عالم النحل قدوة فهناك الملكة والتى تسمى أم الطائفة بأكملها فوجودها يوفر جو الأمان والإطمئنان لبقية النحل ويشجعهم على العمل وللملكة وظيفتان أساسيتان وهما التكاثر وحفظ النوع وكذلك هناك العاملات فإذا كانت الملكة تشكل العمود الفقرى فى الخلية فإن العاملات يشكلن الهيكل العظمى والعضلى والعصبى لها وعددهم بالألاف ويقوم العاملات بعدة وظائف رئيسية فى الخليه مثل (بناء الأقراص الشمعية – التنظيف و إنضاج العسل – تغذية الحضنة – تزويد الملكة بالغذاء الملكى – حراسةالخلية من الأعداء والغرباء وغيرها) كما تقوم باعمال خارجية مثل( رشف الرحيق من الأزهاروتحوله الى عسل- جلب الغذاء اللازم للطائفة وتخزينه  ..الخ) وهناك الذكور ووظيفتهم الوحيدة تلقيح الملكة العذراء والموت المحتم بعد ذلك . فوضوح المهام وإنجازها فى الوقت المحدد وتعاون الفريق  يضاعف فى تحقيق فرص الفوز والنجاح و بأقل التكاليف  ويساعدنا فى تشخيص المشكله  ومعرفة سبب الضعف.
علمنى النحل :
   إن المحافظة على وحدة الجماعة وتألفها  يستحق الغالى  والنفيس سواء كانت تلك الجماعة عائلتك الكريمة او مؤسستك  الدعوية التى تعمل من خلالها لنشر الدعوة فقد رأيت كيف إن خليه النحل تتهيج وتدافع بما اوتيت من قوة  للمحافظة على سلامة خليتها حتى إن النحلة التى تلسعك وتؤلمك لكى تبعدك عن الخليه تموت فى حينها بسبب النزيف الذى يصيبها والذى يعايش عالم النحل ويقرأ فيه يعلم إن النحل معني بالدفاع عن الخليه بل والموت دونها فهو لايسمح لأي نحلة غريبة عن الطائفة بالدخول الى الخليه بل اكثر من ذلك يقوم النحل بتكليف  العاملات ممن تتوفر فيهن القوة والصلابه بحراسة الخلية عند فتحة الباب  فياليتنا نكون يقظين الى كل مايفسد صفو اخوتنا  ويضعف وحدتنا سواء كان ذلك فكر منحرف او شخص مستور المطامع  فيما بيننا فوالله إن ذلك ليرفع البركة ويمنع الرحمه كما قال الإمام البنا رحمه الله.
علمنى النحل :
 أن أفرح إن وفقنى الله  لطاعته ويسر لى تحقيق اهدافى وكذلك فى حال تفريج الكربات  أو فتح لى باب خير يقربنى به إليه وأن اكون دائما شاكرا له  جل علاه على ذلك وأن أعبر عن ذلك بطريقتى الخاصة التى لاتخالف شرع الله عزوجل مثـــل (سجدة شكر-عزيمة خفيفة للأهل والأحباب- سفرة خفيفة –الذهاب الى العمرة- صدقه ..الخ)  فكما إن النحل يرقص(رقصة الحصاد )فى بداية موسم الحصاد  حيث ترف بأجنحتها مرافقة ذلك بأصوات تفرح القلب وتسر العين  فتخرج للحقول وترجع محملة بالغذاء الطيب فكذلك علينا ان نكافىء انفسنا ونشكر خالقنا فى كل مرحلة نحقق فيها النجاح لان ذلك فيه الكثيرمن شحذ الهمة لك ولمن يعيش معك .
 فلنشجع الهوايات
من الجميل ان يكون لكل واحد منا هوايه يتسلى بها للتخلص من الروتين اليومى الذى قد نعيشه فى حياتنا وأجمل من ذلك ان يتشارك معك أهلك و إخوانك فى مثل تلك الهوايه فصدقونى إن الذى يوفق فى تطوير ذاته فى الهوايه التى يحبها يستطيع أن يخدم الدعوة والاعمال الخيرية فالرسام يرسم لوحات جميله ويتصدق بسعرها أو بجزء منه لأعمال الخير والخطاط كذلك و الذى يهوى صيد السمك  يستطيع ان يرتب رحله دعوية ترفيهية يعلم فيها إخوانه فى الله أصول الصيد ولى تجربة جميلة فى كيفية الإستفادة من هواية تربية النحل  يعلمها الأخوة القريبين منى امثال الاخ الحبيب بوعمرالمزروعى وفى الختام  أقول الله الله فى تنمية هوايات الأبناء وشباب الدعوة ورعايتها ففي ممارسة الهوايه نفع كثير على الناحية السلوكيه والنفسية  ويستطيع المربون الحكماء من خلال  رعاية هوايات الشباب غرس العديد من القيم الاخلاقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...