الأحد، 15 مايو 2011

الدور الدعوي فى الأزمة المالية

عمر سالم المطوع
الداعيه الى الله عزوجل يشارك فى أدوار مختلفة فى الحياة فهوالأب والمربى الحكيم لأهله وأبنائه وهو الإبن البار لوالديه وهوالأخ الصادق و الوفي لإخوانه واخواته وهو الداعيه المتفاءل المستبشر برحمة الله فى حالات اليأس والإحباط  التى تصيب الناس وهو كذلك الداعية الواعى لما يحدث فى المجتمع من تداعيات فى جميع مجالات الحياة  فهو دائما يتأمل و يفكر فى كيفية الإستفادة من تلك الأحداث فى تقريب الناس الى الله ونشرأخلاق الإسلام وإن الإسلام دين شامل يتناول جميع مظاهر الحياة . وحيث إننى قريب من القطاع الخاص ومجال شركات الإستثمار والأحداث الساخنة حول الأزمة الإقتصاديه  وتداعياتها وأثرها الإقتصادى والإجتماعى على أفراد  المجتمع. لذا   اجد إن على العلماء و الدعاة الى الله و المؤسسات الدعوية والعلمية وأصحاب التوجه الإسلامى فى البرلمان وغيرهم ممن يستطيع ان يكون له أثر إيجابى فى حل الأزمة وتفريج كربات الناس أن يساهموا بشكل رئيسى فى حل مثل تلك الأزمات وأثارها على مستوى عدة مجالات:
الإجتماعى
  إن على الداعية ان يسعى فى قضاء حوائج الناس وتفريج كرباتهم والوقوف معهم وتذكيرهم بالله عزوجل ومعانى الصبر والتوكل والرضا والثبات فقد رأينا الكثير من الناس البسطاء متضررين من الأزمة الإقتصاديه وإنهيار أسواق المال فمنهم  من خسر كل مايملك والثانى عليه دين لوأنفق عمره كله لم يستطع سداده والثالث  أعفى من وظيفته بسبب تقليص المصاريف وهكذا سوف تجد أخى الكريم الكثير من تضرر بهذه الأزمة الإقتصاديه وعلينا أن نكون قريبين من واقع الناس نشد أزرهم ونواسى ألامهم  ونشير عليهم بالرأي السديد فى حال طلبهم النصح والمشورة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  (( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) رواه مسلم. وياحبذا أن تقوم المؤسسات الدعوية بعمل دروس عامة تركز فيها على الجوانب الإيمانية وربطها بالواقع الذى يعيشه الناس فى الأزمة المالية فلتلك المواعظ والدروس أثر كبير فى ثبات الناس على الحق والرجوع الى الله يقول سفيان الثورى رحمه الله : "ليس للشيطان سلاح للإنسان مثل خوف الفقر فإذا وقع فى قلب الإنسان منع الحق وتكلم بالهوى وظن بربه ظن السوء".

العلمى والشرعي
   فياليت ان ينبرى اخواننا الدعاة المهنيين فى عالم المال والإستثمار  فيكون صفا واحدا مع العلماء والمراقبين الشرعيين  المختصين فى المعاملات الماليه فيقومون بتحضير عدة بحوث وتقارير متخصصة فى تداعيات الازمة الماليه ووسائل علاجها قيقومون بعقد الملتقيات والندوات التى تناقش الموضوع بنظرة واقعيه وموضوعيه  بعيدا عن النظرة البسيطة التى يتم التركيز فيها فقط على (الربا) - فوالله ان أثار الربا مدمرة سواء فى حال الأزمة الإقتصادية أوالنهضة الإقتصادية  وهذا  ما نؤمن به وندعو اليه - وسوف يجد إخواننا الدعاة الكثير من المؤسسات الماليه التى ترحب برعاية مثل هذه الملتقيات وحسب علمى إن الكثير من المختصين أصحاب التوجه الإسلامى قد  كتبوا فى ذلك فياحبذا لو تجمع الجهود حتى يعم نفعها فإصدار مثل تلك التقارير وعقد مثل تلك الملتقيات التخصصية تؤثر بإذن الله فى أن يكون لنا دور واضح وجلي و ذو طبيعة تتوافق مع احكام الدين الإسلامى  فى محتوى  القرارات التى الى سيتم تطبيقها من قبل الجهات التنفيذية فى الدولة.
الشركات الإسلامية
وأجد إن من باب النصح الذى امرنا به شرعا أن نذكر أخواننا أصحاب القرار فى الشركات التى تعمل وفق أحكام الشريعة الإسلاميه فعليهم مسئوليه عظيمه فى إظهار الصورة المشرقه للإقتصاد الإسلامى الذى إنتشل الناس من الأثار المدمرة للربا  فعليهم أن يتوقفوا ويدققوا التأمل فى حصيلة التجربة الماليه الإسلاميه ومدىتأثرها فى الأزمة الحاليه وهل مؤسساتنا الماليه  تساهم فى إيجاد مجتمع ذو طبيعه إنتاجيه يساهم فى بناء الإقتصاد  أم أن يشجعون النمط الإستهلاكى لإفراد المجتمع. وهل الأدوات الماليه التى يتم إستخدامها تساهم في بناء إقتصاد متكامل وتنمية البلاد فى شتى قطاعات الحياة؟ وماذا  عن بعض الأدوات التى تشوبها شبهة الربا مثل "التورق" الذى أصبح منظما بشكل مخيف وأداة "للتكييش"، إن علينا ان نراجع انفسنا وان لا نتوسع بما لا تتحمله قدراتنا وإمكانياتنا فنؤسس فى كل مجال شركة بهدف تحصيل رسوم الإكتتاب حتى يظهر الربح فى ميزانية الشركة الام أو نقيم الأصول بأكبر من أسعارها ونسجل أرباح غير محققه بهدف تجمييل الميزانيات وقبض المكافأت، إن علينا ان نتوقف ونقيم تعاملنا مع الاخرين فكثير منا فى هذا القطاع أصيب بداء الكبر وسوء الخلق فما اوريكم إلا ما أرى  فيبطش ويستعلى على موظيفه  علينا أن (نقف، نراجع ، نقيم، نصحح) ثم ننطلق من جديد. فكما تقول الحكمة ((ليس من العيب ان تخطأ .... ولكن كل العيب ان تتمادى فى الخطأ)).

السياسى والنقابى
إن علينا أن نسارع فى تشريع قوانين تحافظ على إستقرار الإقتصاد ولاتكافىء أصحاب الإدارات السيئة  للقطاع الخاص والمتنفعين فمثل هذه التشريعات الكل يريد أن  تكون الكعكعه قريبه منه وتعالج مشكلته علينا أن نفكر فى مشاريع البنيه التحتيه وضرورتها وكيف نبنى المواطن المنتج علينا ان نشرع قوانيين تضمن جودة الادارت التنفيذية للشركات فلقد جمعت أموال المساهمين من قبل بعض الإدارات السيئة وإستثمرت فى نشاطات ذات مخاطر عاليه   فلنفكر بمصلحة البلد قبل مواقفنا السياسية  ولنشجع كل مشروع مدروس وحكيم  يساهم فى حل الأزمة الإقتصادية ولوكان من غير توجهاتنا.
  وأخيرا أقول إن الأزمة الحقيقيه والهلاك المروع هو ان يسلب منك الدين والايمان بعرض من اعراض الدنيا فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم : ((بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا)) (رواه مسلم)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...