الأحد، 15 مايو 2011

فى حياتنا

                                                  
                                                                                    عمر سالم المطوع
في حياتنا
   نلتقى ونقابل الكثير من   الأشخاص الذين لهم أثر إيجابى علينا  فنستفيد منهم غاية الإستفادة بل دائما ما نقوم  بنشر ما إستفدناه وتعلمناه منهم الى  من نحب  كأبناءنا واهلينا وإخواننا ومن هو قريب الى قلوبنا . ويكتمل ذلك الاثر الإيجابى عندما نتسم بالوفاء لمن علمنا او هيأ الاجواء المناسبة لإستفادتنا   فنقوم بشكر من احسن إلينا وأفادنا ونتواصل معه ونسأل عن احواله وإن شغلتنا الدنيا عن وصلهم   فلا نبخل بالدعاء لهم (( فالحر من راعى وداد لحظه وانتمى لمن أفاده لفظه)).
في حياتنا
   نتعامل مع أطفالنا اوإخواننا الصغار وقد  يغلب علينا فى كثير من الأحيان التمسك  بصورة ذهنية ذات طبيعة متشددة نرسمها فى عقولهم  تجعلنا نتعب فى حفاظنا عليها وتجردنا من التلقائية البسيطة يقول د. مصطفى أبوسعد (( فكلما كان الإنسان متشددا فى مواقفه كلما تخلى عن إنسانيته أمام الأبناء وتحول بالنسبة اليهم الى الة لإصدار الاوامر والنواهى..)) *. وفى بعض الأحيان كذلك نستعجل فى حل المشكلة عن طريق العقاب أو الحرمان او العتاب الشديد وأعتقد والله أعلم إننا لوتفكرنا بمسببات المشكلة  لإستطعنا حلها بطريقه حكيمة  ولإستطعنا المساهمة فى تغيير سلوك صغارنا والإرتقاء بهم .
في حياتنا
تصيبتنا الإبتلاءات فتحزننا وتبكينا  ونعيش  أجواء الفرحة فتبهج نفوسنا وترسم البسمة على وجوهنا  والموفق منا الذى يستشعر نعم الله فيشكرها  ويصبر  ويحتسب فى  الشدة والملمات  فينال أعلى الدرجات ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال: "الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه" فلنتواصى فيما بيننا فنذكر أنفسنا وأهلونا وإخواننا بتلك المعانى السامية فنتعلم سلوك  وأخلاق المؤمنين فى السراء والضراء وأن  نرضا بالقضاء والقدر خيره وشره فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". رواه مسلم.

في حياتنا
   أستغرب  عندما لانقبل صوت الحق والحكمة والرأي الحسن إذا اتانا من شخص عادى لا يأبه له وبإسلوب هادىء فدائما تكون ردة فعلنا الداخليه (وإيش عرف هالمسكين)  وسبحان الله بعدها بقليل يأتى شخص ذو صوت عال وأسلوب منمق فيطرح نفس الفكرة ونفس الرأي  الذى طرحه الشخص العادى فنقوم فنصفق له ونمجده  ونثنى عليه . فنصيحتى أن نوطن انفسنا لقبول النصيحة وقبول الحق  ولو ممن نظن إنه دون مستوانا فليس كل ما نظنه صحيح  فلنحذر سوء الظن والعجب وعلينا  ان نتذكر  دائما قول النبى صلى الله عليه وسلم : (( لايدخل الجنه من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر ))رواه مسلم .ولازلت أذكر احد الاخوة عندما قال لنا خاطرة حول هذا الحديث الشريف وأثر فينا  فلقد كان يكرر كلمة( ذرة...  ذرة ) ويقول: لنا هل نحن متاكدين من عدم وجود مثقال ذرة فى قلوبنا فالموضوع ليس ببسيط و يحتاج الى مجاهدة  كبيرة.

في حياتنا
    أفرح عندما اجلس مع إخواننا فى الله  فنتذاكر ونتناصح بجوٍ يملأه المودة والسكينه   فإلى كل من احب اقول لهم عليكم بمجالسة الصالحين  وإجتنبوا مجالس البطالين  فوالله كم فكرة خير نبتت بذورها فى مثلك تلك المجالس   وكم  من سرور  ملأ قلوبنا وحزن إنقشع عنا  بمصاحبة الأخوة الصالحين  فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما ان تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة)) متفق عليه.كذا علينا ان نتعاهد نجتهد ونتعاون فيما بيننا على ان تكون مجالسنا نظيفة من الغيبة والنميمة والسخرية  و جميع افات اللسان التى  ما إن تتفشى  فى مجالس الصالحين إلا وتُذهب بركتها ولنا فى الايات الكريمة والاحاديث الشريفة مايكفينا بأن نرتدع عن تلك الافات الذميمة.

في حياتنا
   نسمع ونقرأ ونشاهد الكثير من الوقائع والقصص الحقيقية والخيالية  ذات المغزى التربوى والإرشادى فيا حبذ ا لو كان لكل واحد منا مفكرة صغيرة يدون فيها مثل تلك القصص والمواقف التى نحتاج لإستخدامها فى الكثير من الاحداث التى  تعترض  حياتنا فيكون لها الأثر الإيجابى الذى يساعدنا فى دعوة الناس الى الله ومن جميل تلك القصص التى تتحدث عن أثر الغضب والتى اخبرنى بها احد الاخوة عندما ذهبت اليه أريد الإستشارة فرد علي بتلك القصة الخيالية التى أثرت فينى كثيرا يقول صاحب القصة ((كان هناك ولد عصبيّ المزاج وكان يفقد صوابه بشكل مستمر فأحضر له والده كيساً مملوءاً بالمسامير وقال: يا بني أريدك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا الخشبي كلما اجتاحتك موجة غضب وفقدت أعصابك وهكذا بدأ الولد بتنفيذ نصيحة والده فدق في اليوم الأول مسامير عديدة تتجاوز الأربعين مسماراً ولكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهل فبدأ يحاول تمالك نفسه عند الغضب ، وبعدها وبعد مرور أيام كان يدق مسامير أقل ، وفي أسابيع تمكن من ضبط نفسه ، وتوقف عن الغضب وعن دق المسامير ، فجاء والده وأخبره بإنجازه ففرح الأب بهذا التحول ، وقال له : ولكن عليك الآن يا بني استخراج مسمار لكل يوم يمر عليك لم تغضب فيه وبدأ الولد من جديد بخلع المسامير في اليوم الذي لا يغضب فيه حتى انتهى من المسامير في السياج  فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه مرة أخرى ، فأخذه والده إلى السياج وقال له : (( يا بني أحسنت صنعاً ، ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في السياج ، هذا السياج لن يكون كما كان أبداً ، وأضاف عندما تقول أشياء في حالة الغضب فإنها تترك آثاراً مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين)) عندها تذكرت قول الشاعر :
                                   جراحات السنان لها التئام       *******ولا يلتئم ما جرح اللسان

فى الختام ماهي إلا تاملات فى حياتنا أسأل الله بفضله وجوده ان يوفقنا الى مايحبه ويرضاه
وصلي الله عل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أله وصحبه وسلم

المراجع:
  • الأطفال المزعجون (د.مصطفى أبو السعد)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مأسسة الفوضى

  عندما نتأمل  حال بعض المؤسسات، ونرى الفوضى والتحول الذى يجرى على بعضٍ منها ، قد يتسائل البعض  منا ؛ هل  من الممكن أن تكون تلك الفوضي مقصود...